مقدمة

وافَق عام ٢٠١١ الذكرى المئوية لمنح جائزة نوبل لماري كوري، وكان هذا أحد الأسباب التي دعت إلى اختيار هذا العام كي يكون العام الدولي للكيمياء. وقد أحيت هذه الذكرى المئوية فكرة كتاب يسرد تاريخ عالمات الكيمياء اللائي نشطن عبر أوروبا في تلك المهنة التي لا تزال حتى الآن تحت سيطرة الرجال.

تغطي فصولُ الكتاب نساءً من أزمنة الخيمياء حتى القرنين التاسع عشر والعشرين اللذين تمكنت فيهما النساء من الوصول إلى التعليم العالي. وقد اقترح الشخصيات الواردة بالكتاب أعضاءُ الجمعية الأوروبية للعلوم الكيميائية والجزيئية، وأخذ المحرران القرار النهائي في الاختيار، وكما في أي عملية اختيار أخرى فإن هناك شخصيات أخرى كان من الممكن تضمينها في الكتاب، ونحن في الواقع نأمل أن يثير الكتاب البحث والنقاش حول هذا الموضوع.

تُظهر قصص عالمات الكيمياء نطاق أنشطتهن ومدى الصعوبة التي واجهنها في الحصول على وظائف مجزية بالنسبة لهن، وللعالِمات بشكل عام. وللأسف الشديد، لم يبدأ هذا الموقف في التغير في معظم البلدان الأوروبية إلا بعد عام ١٩٦٠. وحتى هذا التاريخ عانت الأغلبية العظمى من الكيميائيات من مشكلات ضخمة في الحصول على وظائف أكاديمية رغم إمكانياتهن الممتازة.

ركزنا في هذا الكتاب على الوظائف الأكاديمية، ولم نُضمِّن وظائف النساء الأخرى ذوات الخلفية الكيميائية، وإلا كنا سنضمِّن مارجريت تاتشر وأنجيلا ميركل وغيرهما من السياسيات ذوات الخلفية الكيميائية.

يوجد في الوقت الحالي برامج منح لتشجيع العالمات من النساء، سواء على المستوى الأوروبي أو على المستوى الوطني، كما توجد شبكات للعالمات لمشاركة خبرتهن وتقديم الدعم للطلاب والعلماء الصغار الذين يبدءون مسيرتهم الوظيفية.

يأمل المحرران أن يستمتع القارئ بقراءة القصص المختلفة حول عالمات الكيمياء اللائي ينتمين لبلدان مختلفة ويتمتعن بخلفيات مختلفة. وليس المقصود أن ينتهي القارئ من قراءة هذا الكتاب في مرة واحدة، وإنما نهدف إلى إلهام الشابات الصغيرات للتفكير في دراسة الكيمياء والعمل بها. ومع ذلك، ليس من المفترض أن يقرأ الكتاب النساء فحسب، بل ينبغي للكيميائيين من الرجال أن يسألوا أنفسهم كيف كانوا سيصلون إلى مثل هذه الوظائف إذا ما واجهتهم العقبات نفسها. كذلك سوف يستفيد مدرسو الكيمياء في المرحلة الثانوية والجامعية من قراءة هذا الكتاب لكي يؤكدوا لطلابهم أن فرص المهن العلمية ليست موجهة سهوًا للطلاب من الذكور.

نود أن نوجه الشكر للأشخاص الكثيرين من دار نشر وايلي الذين ساعدونا كثيرًا في تجميع هذا الكتاب. كما نشكر رئاسة الجمعية الأوروبية للعلوم الكيميائية والجزيئية، التي اقترحت مبدئيًّا تأليف كتاب حول هذا الموضوع، ونشكر جميع المؤلفين الذين أسهموا في هذا الكتاب؛ فدون مساندتهم وتشجيعهم وحماسهم للمشروع ما كان ليظهر إلى النور. ونوجه شكرًا خاصًّا للأستاذة نيكول مورو (رئيس الاتحاد الدولي للكيمياء البحتة والتطبيقية) التي كتبت تمهيدًا لهذا الكتاب.

يان أبوتيكر
ليفيا سايمون ساركادي

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤