أنتوينيا إليزابيث (توس) كورفيتسي (١٨٩٩–١٩٧٨)

ماريان أوفرينز

أول أستاذة في كلية دلفت للتكنولوجيا (أصبحت الآن جامعة).

•••

في ٨ مارس عام ١٨٩٩ ولدت أنتونيا في قرية فاينولدم بمقاطعة فرايزلاند، وكانت الابنة الثانية للكاهن البروتستانتي الألماني فيلم كورفيتسي وزوجته باوكي أندرينجا، وسُمِّيت عند التعميد أنتوينيا إليزابيث. بعد عام واحد غادرت الأسرة فرايزلاند؛ لأن أفكار الأب كورفيتسي كانت تميل إلى الاشتراكية بدرجة كبيرة لا يقبلها المجتمع. أقامت الأسرة في لاهاي، بهولندا، وفي هذا المكان نشأت الفتاتان، وبعد المدرسة الابتدائية دخلا المدرسة المدنية العليا بالبلدية الثالثة. كانت هذه المدرسة معروفة بأنها للبنين فقط، وهناك جذبت توس الانتباه بسبب درجاتها العالية في الرياضيات. وفي ١٩١٧ اختارت التدريب بوصفها مهندسة كيميائية في جامعة دلفت للتكنولوجيا، وأصبحت عضوة في جمعية طالبات دلفت.

figure
توس كورفيتسي (أرشيفات بلدية دِلفت).

في يناير ١٩٢٢، حصلت توس كورفيتسي على شهادة البكالوريوس، وبعد ذلك مباشرة، وقبل صيف هذا العام، تخرجت بتفوق في الكيمياء غير العضوية تحت إشراف بروفيسور إف إي سي شيفر. وعُينت خلال العامين التاليين مساعدًا في الكيمياء التحليلية في دلفت مؤقتًا، وبعد ذلك عملت من عام ١٩٢٤ إلى عام ١٩٣٨ مع البروفيسور شيفر، وأثناء هذه الفترة كتبت أيضًا أطروحة الدكتوراه الخاصة بها. في ٥ يونيو ١٩٣٠ حصلت أنتونيا إليزابيث كورفيتسي على درجة الدكتوراه برسالة بعنوان: «كلوريد النحاس كحافز لعملية ديكون». إلى جانب ذلك كان لها عدد كبير من المنشورات: قبل ١٩٤٠ كانت قد كتبت أكثر من ٤٠ ورقة بحثية، ونشرتها شيفر مبدئيًّا كشريك في الكتابة، أما المنشورات اللاحقة فغالبًا ما كانت مرتبطة بأحد المساعدين، الذين كان معظمهم من النساء. وظهر معظم هذه المقالات في مجلة الأعمال الكيميائية بهولندا. كتبت توس كورفيتسي بأسلوب مختصر عملي، وكانت تركز غالبًا على القياسات الدقيقة.

في الفترة ما بين ١٩٣٠ و١٩٣٢ زارت توس باريس مرتين، واستغرقت كل زيارة ستة أشهر؛ حيث أجرت أبحاثًا حول النشاط الإشعاعي في معمل ماري كوري.

في ١٩٣٥، تحول التعيين المؤقت لتوس كورفيتسي إلى تعيين دائم. بالإضافة إلى ذلك، سُمح لها بالعمل مدرسة خصوصية لمادة النشاط الإشعاعي في الكلية الفنية، وكان هذا يعني أن تعمل دون أجر من وزارة المالية. في الغالب كان هذا المنصب يؤدي إلى منصب الأستاذية، وكانت محاضرتها الافتتاحية بعنوان: «تحديد محتوى مركبات الراديوم.»

في ١٩٣٦، كانت توس كورفيتسي المرشحة الأولى للمنصب الشاغر في الكيمياء التحليلية في قسم الهندسة الكيميائية. وكان الترشيح بخمسة أصوات لصالحها مقابل أربعة أصوات ضدها. وعلى الرغم من أن «موهبتها الخاصة جدًّا وذكاءها» وأيضًا «منطقها الواضح واتساع أفقها» قد أشيد بهم في ترشيحها، فإنها لم تُعيَّن في هذا المنصب. ومع ذلك، بعد عام تقريبًا أصبحت مساعدًا رئيسيًّا للبروفيسور شيفر. وفي ١٩٤٠ أصبح منصب آخر شاغرًا، وكانت توس المرشحة الثالثة لمنصب أستاذ الكيمياء الفيزيائية، ولم يتم تعيينها، وإنما مُنح المنصب للبروفيسور دبليو جي بورجرز.

أثناء الحرب، كان العمل في الجامعة الفنية شديد الصعوبة، وفي سبتمبر ١٩٤٣ انتقلت توس إلى فينلو في إجازة بدون راتب لكي تعمل في منصب بحثي مع مصنع مصابيح «بوب»، وقد فسرت هذا الرحيل لاحقًا كشكلٍ من أشكال الاعتراض على تصرفات المحتل الألماني.

بعد الحرب، عادت توس إلى دلفت كأمينة مكتبة، وفي سبتمبر ١٩٤٨ عُينت توس محاضِرة في الكيمياء النظرية، وبذلك أصبحت ثاني محاضِرة في الكلية الفنية بعد جيه إتش فان ليوفن. وعلى الرغم من أنها تخصصت في النشاط الإشعاعي، فإنها لم تشارك فعليًّا في تحضيرات مركز المفاعلات اللاحق. كانت توس نشطة على نحو خاص في مجال التعليم، وكانت تدرس الديناميكا الحرارية الاستاتيكية بين آخرين.

في ١٩٥٣ تقاعد مرشدها شيفر، ومرة أخرى تم تعيين شخص آخر في منصب الأستاذية، وكان رجلًا يصغرها بعشر سنوات؛ لأن الوظيفة اعتبرت «مهمة ثقيلة جدًّا» بالنسبة لتوس، على الرغم من أنها كانت «مؤهلة تمامًا» من وجهة نظرهم.

بعد فترة تلقَّت عرضًا لمنصب أستاذ مشارك في الكيمياء النظرية «بصفتها الشخصية» وبنفس راتبها كمحاضِرة، إلا أنها لم تُمنَح معملًا خاصًّا كجزء من العرض؛ لذلك انتقلت توس إلى معمل البروفيسور دبليو جي بورجرز الذي عُيِّن أستاذًا بدلًا منها عام ١٩٤٠.

عُينت توس كورفيتسي كأول أستاذة في جامعة دلفت للتكنولوجيا في ١٩٥٤، وألقت خطابها الافتتاحي في ١٤ أبريل عام ١٩٥٤ بعنوان «حياة الدكتور جيه جيه فان لار وأعماله»، واحتفى رئيس الجامعة بوصولها بقوله: «أخيرًا تفتحت زهرة في الصبارة التي يزيد عمرها عن مائة عام.»

والدليل على أن هذا التعيين الأخير لم يأتِ دون كفاح هو أنه حتى بعد سنوات من تعيينها، لم يهدأ الجدل. أثناء فترة أستاذيتها أشرفت توس على خمسة طلاب دكتوراه وأكثر من ٣٠ خريجًا، رغم أنه لم يكن لديها فريق عمل ولا معمل خاص، وبالطبع جذب تعيينها انتباه الصحافة، وعندما زارت الملكة جوليانا في ١٩٥٥ الجامعة التقنية رأست بروفيسور كورفيتسي موكب الأساتذة الذين استقبلوها.

في ١٩٨٩، أنشأت جامعة دلفت التقنية جائزة تحرير سنوية باسم أنتونيا كورفيتسي.

المراجع

  • Bosch, M. (1994) Het geslacht van de wetenschap. Vrouwen en hoger onderwijs in Nederland 1878–1948, SUA, Amsterdam.
  • Damme-van Weele, M. and Ressing-Wolfert, J. (1995) Vrouwen in techniek. 90 jaar Delftse vrouwelijke ingenieurs, Delftech, Delft.
  • Hart, Joke’t (1986) Een barst in het bolwerk. Vrouwen, natuurwetenschappen en techniek, SUA, Amsterdam.
  • Jong, F. de (2002) Biografie van Korvezee, Antonia Elisabeth. Biografisch Woordenboek van Nederland 5, Instituut voor Nederlandse Geschiedenis, Den Haag.
  • Jong, F. de (1988) “Die aloude aloë toch …” A. E. Korvezee (1899–1978), de eerste vrouwelijke hoogleraar aan de Technische Hogeschool Delft. in Geleerde Vrouwen, Negende Jaarboek Vrouwengeschiedenis, Seventy years of women’s studies (SUN), Nijmegen.
  • Kolf, dr. Marie van der (1950) Zeventig jaar vrouwenstudie, Rotterdam.
  • Schenk, dra. M. G. (1948) Vrouwen van Nederland 1898–1948. De vrouw tijdens de regering van koningin Wilhelmina, Scheltens & Giltay, Amsterdam.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤