رسالة

مزقها أمين قبل أن يرسلها …

الليل أيتها المرأة.

الليل الموجع الحامض، حيثُ استعصت عليَّ كتابة الشعر وقد هيأت له الذهن والمحبرة والنفس، ولكن وجدتني أكتب إليك هذه الرِّسالة، منذ العاشرة مساء وأنا أقول إنني أحبك بمأساة، أحبك بصمتِ قدْرٍ فارغة على النار.

بصمت حجر.

بصمت ضجيج العالم كله.

موسيقى جسدك الجنسية التي طهرت روحي من كل النساء.

باركت نقائي … جسدك الذي حررني من طفولتي.

أطلقني نحو أبدية هي: ما لا يُدرك … ويدرك.

عندما أخرج من المنزل كنت أقول لنفسي: ليس بينك ونوار سعد سوى الطريق، عندما ألتهم الطريق وألقاك أحس أني بيني وبينك ما كانت الطريق وحدها … لكن …

الصمت …

الصمت …

الخوف، البؤس …

عندما أستمع إليك تتحدثين عن فاسيلي كادنسكي ومثلثاته وألوانه كان يُعجبني تعبير جسدك، انكسارات صوتك وأنت تعمقين سلطة اللون والضوء.

لكن بما بي من جبن يمنعني من أن أقول لك.

الليل أيتها المرأة …

الليل الموجع الحامض حرمانه.

ليلك أنت.

وحدك لعذاباتي …

لحظة واحدة كنتُ — وما أزالُ — أُمَنِّي النفس بها … ولأموت بعدها … هي: أن ألمس ولو ظفرك الإلهي، لمسة تجسد الشهوة بعمق.

لها سلطان الروح.

تسري بعروقي، ذرة … ذرة.

تنتظم جسدي كله.

ثم تستقر عند سوداء القلب، لتحكي عن فاسيلي كاندنسكي وشاجال.

ما فائدة أن أكتب لكِ وأنت تنظرين إلي ولا ترينني …؟

تتحدثين إليَّ ولا تقولين شيئًا؟ تشتاقين إليَّ ولا تشتهينني؟

ما فائدة أن أقول لك منذ العَاشرة أُحبك بمأساة، هي أقرب لأذن فان جوخ منها إلى لوحة «تاجر المواشي» لبروجيل الفلاح، ما فائدة ذلك وأنت لا تسمعين؟

ضجيجُ فورانِ الدم في شراييني، عندما أبحث عنك فألقاك ولا أجدك …

هذه الجميلة، هذه الحبشية سابا … الحبشية التي تعرف كيف ترى وتسمع، تتهمني بالخبل، ليس إلا، لأنني طلبت منها أن أمتلك قطعة من ملابسك الداخلية؟

قطعة متسخة مرمية بسلة الملابس المتسخة بالحمام!

اسمعي، أيتها المرأة، نوار …

أنا لا أحبك.

أنا لا أشتهيك …

أنا لا أريد أن أقبلك!

آكل شفتيك!

أعتصر جسدك في صدري!

أتلاشى فيك للأبد، أنا أكرهك، أيتها القبيحة.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤