تحكي

استيقظنا في …

استيقظنا في الصباح الباكر على جلب وأزيز عربة الشرطة، على وقع أحذيتهم الخشنة، قالت وهي جالسة على الأرض تحكي بحماس عن ما أسمته بيوم الشرطة والكلب؛ خرج المختار لاستقبالهم، وكان زوجك نور الدين تحت عرديبة القيلولة يُدَخِّن سيجارة بمتعة وتحدٍّ سأل الشرطي المختار: أين سهير حسان زوجة نور الدين؟ قال: هل رأيتموها هنا؟

قالوا: نحن نبحث عنها.

قال: إذن ابحثوا إذا شئتم ولا تسألوا.

قال لنور الدين بعد أن بحثوا في كل ركن بالبيت: لم نجد زوجتك هنا. وحتى الكلب البوليسي لم يجد لها أثرًا، وكل مباني المكان … حتى المراحيض دخلناها، فصرخ مندهشًا: أين إذن سهير؟

خرجت أنا من قطية المحراب وهي لصق العرديبة ويفتح بابها مباشرة على مجلس نور الدين، فصاح فيَّ: أين اختبأت سهير؟

ونظرت إليه نظرة معناها في السماء، وعدت للحجرة حيث المختار بالمحراب، أيضًا قام الشرطيون بالبحث عنك في أنحاء المحراب كلها بين أشجار الحديقة، عند المزرعة، سألوا أشجار الطلح والهشاب الجافة ذات الأفرع الرَّمادية المحروقة بأشعة الشمس المحروقة بالعطش، سألوا الأرض، النهر، الأغنام السوداء التي ترعى على سور المزرعة، أوراق اليوسفي والبرتقال الجافة المتساقطة، سألوا الريح. وكان نور الدين زوجك يؤكد لهم بأنك موجودة في مكان ما، وكنت والمختار داخل المحراب نقرأ بابيلو نيرودا.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤