الفصل التاسع عشر

تورط تافرنيك

شعرَ تافرنيك بمشاعر رجلٍ أفَاقَ فجأةً عندما عادَ مرةً أخرى إلى أديلفي تيريس. انتظر حتى لم يرَ أحدًا، ثم فتحَ باب المنزل الخالي بالمفتاح الذي احتفظَ به، وأوصَده بحذر. أشعلَ عودَ ثقابٍ وأنصتَ باهتمامٍ عدةَ دقائق؛ لا صوتَ من أي مكان. تحرَّك بضعَ يارداتٍ إلى أسفل السلَّم، وأنصتَ مرة أخرى؛ لا يزال الصمت يُخيِّم على المكان. أدارَ مقبض شقة الطابق الأرضي وبدأ البحث من جديد. غرفةً تِلو الأخرى كان يفحصها على ضوء أعواد الثقاب المتضائلة بسرعة. هذه المرة قصدَ ألَّا يترك وراءه أيَّ احتمالٍ لارتكاب أيِّ خطأ. حتى إنه قاسَ عُمق الجدران بحثًا عن أي مكان سريٍّ للاختباء. كان يمرُّ من غرفة إلى أخرى، على مهَل، دائمًا في حالة تأهُّبٍ وإنصات. وفي إحدى المرات، عندما فتح بابًا في الطابق الثالث، كان هناك صوتٌ منخفض كما لو كان صوتَ احتكاك تنُّورة بالأرض. أشعلَ عودَ ثقاب بسرعة، ليجدَ فأرًا كبيرًا جالسًا منتصبًا وينظر إليه بعيون سوداء. كان هذا هو العلامةَ الوحيدة على الحياة في المبنى بأكمله.

عندما انتهى من البحث، نزلَ إلى الطابق الأرضي ودخلَ الغرفة المقابلة للغرفة التي سمعَ منها أصواتًا في المنزل المجاور. جثمَ هنا على الألواح المُتربة بعضَ الوقت، منصتًا. بين الحين والآخر تخيَّل أنه لا يزال بإمكانه سماعُ الأصوات على الجانب الآخر من الجدار، لكنه لم يكن متأكدًا تمامًا.

أخيرًا قام ليُمدِّد جسمه، وبينما يفعل ذلك جذَب انتباهَه صوتٌ جديدٌ من الخارج. دخلتْ سيارة إلى أديلفي تيريس. مشى إلى النافذة غير المغطاة بالستائر ووقفَ هناك، واثقًا من أنه هو نفسه غيرُ مرئي. ثم قفزَ قلبه من بين ضلوعه. على الرغم من أنه كان شخصًا غيرَ عاطفي، فقد كان هذا الحدث قادرًا على أن يُثير حماسَ شخصٍ أكثرَ برودًا. توقَّفَت سيارةٌ كان يتذكَّرها جيدًا، على الرغم من أن رجلًا يرتدي بذلةً داكنة يقودها الآن، توقَّفَت عند المنزل التالي. ونزلت امرأةٌ ورجلان. لم ينظر تافرنيك مطلقًا إلى الرجلين؛ كانت عيناه معلَّقتَين على رفيقتهما. كانت ملفوفةً في عباءة طويلة، لكنها رفعَت تنورتها وهي تعبر الرصيف، ورأى وميض أبازيمها الفضية. كانت عربتُها وهيئتُها لا التباسَ فيهما. كانت إليزابيث هي مَنْ تقوم بهذه الزيارة الصباحية المبكرة للمنزل المجاور! بالفعل اختفت الزمرة الصغيرة. حتى إنهم لم يقرَعوا الجرس. لا بد أن الباب قد فُتِحَ بصمتٍ عند قدومهم. وانطلقت السيارة في هدوء. مرة أخرى، أصبح الشارع مهجورًا.

تأكَّدَ تافرنيك من أنه يعرف الآن الحل … كان هناك طريقٌ من هذا المنزل إلى المنزل التالي. أشعلَ عُود ثقاب آخر، ووقفَ على بُعد عدة ياردات، ونظرَ بعين فاحصة إلى الجدار الفاصل. في الأيام الماضية كان من الواضح أن هذا كان مسكنًا ذا أهمية، مُزيَّنًا بشكلٍ مُتقَن، حيث لا تزال الأعمال الجصِّية على السقف تدلُّ على ذلك. كان الجدار مقسَّمًا إلى ثلاث لوحات، مكسوَّة لأعلى بالألواح الخشبية. فحصَها بوصةً تلو الأخرى من البداية إلى النهاية، وبدأ من الخلف وجاء نحو الأمام. توقَّف عند نحوِ ثلاثةِ أرباع المسافة. كان الأمر بسيطًا جدًّا، رغم كل شيء. توقَّف فجأة الجدار الصُّلب مسافةَ قدَمَين، وأكمل التصميم برُقعة من القماش المشدود، الذي انثنى بسهولةٍ تحت إصبعه. أسندَ أذنه عليه؛ يمكنه الآن سماع الأصوات بوضوح … حتى إنه سمع ضحكات المرأة. إلى ارتفاع نحوِ أربعِ أقدام، أُزيلَ الجدار الصلب. أحدثَ ثقبًا صغيرًا في القماش … كان لا يزال هناك ظلام. وسَّع الثقب حتى يتمكَّن من دفع يده من خلاله … لم يكن هناك سوى قماشٍ على الجانب الآخر. أدركَ الآن أين هو. لم يكن هناك سوى سَماكة هذا القماش بينه وبين الغرفة. لم يكن عليه سوى إحداث ثقب صغير فيه وسيكون قادرًا على الرؤية من خلاله. حتى الآن، بعد إزالة الحاجز من جانبه، كانت أصواتُهم أكثرَ وضوحًا. من الواضح أن جزءًا كاملًا من الجدار قد أُزيلَ واستُبدِلَ به إطارٌ من الخشب قابلٌ للفصل، مُغطًّى بقماش مشدود. وقفَ لحظةً وتحسَّس بإصبعه؛ يمكنه تقريبًا تتبعُ المكان الذي رُكِّب الخشبُ فيه على المفصلات. ثم جثا على يدَيه وركبتَيه مرة أخرى، وتوقَّف ليُنصت وفي يده مُدْيتُه الخاصة. استطاعَ أن يسمع صوتَ كريس يتحدَّث … صوتُه الأخنف الممطوط. ثم سمعَ صوت بريتشارد، تبعَه ما بدا أنه تأوُّه. وسادَ الصمت، ثم بدا أن إليزابيث تطرح سؤالًا. سمعَ ضحكتها الخافتة وأثار شيءٌ فيها الرعشةَ في جسده بأكمله. كان بريتشارد يتحدَّث بقوة الآن. ثم، في منتصف جملته، سادَ الصمت مرة أخرى، تلاه تأوهٌ آخر. كاد يشعر أن الناس في تلك الغرفة يحبسون أنفاسهم.

سرعان ما نسي تافرنيك أمر الحذر. كان سنُّ مُدْيته يخترق القماش. وصنع ببطءٍ تجويفًا دائريًّا في حجم نصف شلن. أدخل رأسَه وكتفَيه بمعاناةٍ شديدةٍ ونظر لأول مرةٍ عبر التجويف الصغير إلى داخل الغرفة. كان بريتشارد جالسًا في منتصف الغرفة تقريبًا؛ بدا أن ذراعَيْه مربوطتانِ بالكرسي ورجلَيه مقيَّدتان إحداهما بالأخرى. على بُعد أمتارٍ قليلة، كانت إليزابيث، قد وضَعَت معطفها الفرو جانبًا، وجلسَت مسترخيةً على مقعدٍ مريح، وكان فستانها يتلألأ بالترتر، وعيناها تشعان ببريقٍ غريب، وقد انفرجَت شَفتاها عن ابتسامةٍ قاسية. وكان بجانبها … جالسًا، في الواقع، على ذراع مقعدها … كريس، وكان وجهُه الطويل الشاحب ربما أكثر شحوبًا من المعتاد؛ وشفتاه تنفرجان عن ابتسامةٍ ساخرةٍ مستمتعة. وكان الميجور بوست موجودًا، مرتديًا ملابسَه بعنايةٍ كما لو كان يحضر أحدَ التجمُّعات الاجتماعية، ويقف على سجادة المدفأة وقد وضعَ ذيل معطفه تحت ذراعيه. وقد وقفَ البروفيسور، الذي ارتسم على وجهِه أبشعُ أنواع الرعب، يتحدَّث. أصبح بإمكان تافرنيك الآن سَماعُ كل كلمة بوضوح.

«عزيزتي إليزابيث! عزيزي كريس! كلاكما متسرعٌ جدًّا! أقول لكما إنني معترض … أنا معترض بشدة. أنا متأكِّد من أن السيد بريتشارد، بقليلٍ من الإقناع، سوف يستمع إلى صوت العقل. لن أكون طرَفًا في أي تصرف من هذا القبيل. هل تفهم يا كريس؟ لقد تجاوزنا الحدود بما فيه الكفاية. أنا لن أقبل هذا.»

ضحكت إليزابيث بنعومة.

وقالت: «والدي العزيز، عليك حقًّا أن تأخذ شيئًا ما لأعصابك. لا حاجة إلى أن يحدث أيُّ شيء للسيد بريتشارد على الإطلاق ما لم يَضطرَّنا إلى ذلك. لديه فرصته … ولا ينبغي لأحدٍ أن يتوقَّع أكثر من هذا.»

قال كريس مصرِّحًا ببطءٍ شديد وهو يمطُّ الكلمات كالمعتاد: «أنتِ على حق، يا عزيزتي إليزابيث. مسألة صحته في المستقبل — على أي حال، في المستقبل القريب — تقعُ بالكامل في يد بريتشارد. لا يوجد مَنْ تلقى الكثيرَ من التحذيرات مثله. تم تحذير براملي مرتَين؛ وتم تحذير ماليسون ثلاثَ مرات ثم حُرِقَ حتى الموت؛ ولم يُحذَّر فورسيث إلا مرة واحدة فقط، ثم أطلقَ عليه الرَّصاص في شِجار مخمور. أما هذا الرجل بريتشارد فتمَّ تحذيره عشرات المرات، وقد نجا من الموت مرتَين. لقد حان الوقت لنُظهر له أننا جادُّون. التهديدات بلا جدوى؛ لقد حانَ وقت العمل. أقول إنه إذا رفضَ بريتشارد طلبنا التافه هذا، فلنحرص على أن يُغادر هذا المنزل في حالةٍ لن يتمكَّن بعدها من إلحاق أي ضرر بنا، على الأقل لبعض الوقت.»

صاحَ البروفيسور بحماس: «لكنه سوف يَعِد! أنا واثقٌ تمامَ الثقة من أنك إذا سمحت لي بالتحدث معه بعقلانية، فسوف يَعِدنا بالعودة إلى أمريكا ولن يتدخل في أموركم بعد الآن.»

أدار بريتشارد رأسه قليلًا. كان شاحبًا بعضَ الشيء والدماء تتساقط ببطءٍ على الأرض من جُرح في صُدغِه، لكن نبرة صوته كان مِلؤُها الازدراء.

«سأعدُك يا بروفيسور، وأنتِ يا إليزابيث جاردنر، وأنت يا جيم بوست، وأنت يا والتر كريس، أنني إن كنتُ مشلولًا أو سليمًا، سقيمًا أو مُعافًى، بين فَكَّي الموت، سوف أتمسَّك بالحياة حتى تُسدِّدوا ديونكم التسديدَ العادل. أتفهمون ذلك، كلكم؟ لا أعرف ما نوعُ هذا العرض. قد تكونون جادِّين، أو ربما تحاولون المزاح. على أي حال، اسمحوا لي أن أؤكِّد لكم هذا. لن تجعلوني أستجدي الرحمة. إذا أجبرتموني على شُرب هذا الشيء الذي تتحدَّثون عنه، فسأجد الترياق، وبقدرِ ما أنا متأكِّد أن هناك سجنًا في أمريكا، فأنا متأكِّد من أنني سأجعلكم تُعانون جزاءً لهذا!» ثم تابعَ ببطءٍ: «إذا أخذتُم بنصيحتي، وأنا أعلم ما أتحدَّث عنه، فستقطعون هذه الحبالَ وتفتحون الباب الأمامي. عندئذٍ ستعيشون مدةً أطول، جميعكم.»

علَّقَت إليزابيث بسرورٍ قائلة: «الأبلهُ لا يمكنه أن يوقِعَ سوى القليل من الضرر في العالم. ولا يُعوَّل على كلام ضعيفِ العقل. من ناحيتي، لقد سئمتُ جدًّا من صديقنا السيد بريتشارد. فإذا كنتم على استعدادٍ للذَّهاب إلى أبعدَ من ذلك، وإذا قلتم «نشنقه من السقف»، فسأكون سعيدةً بذلك تمامًا.»

أصدرَ بريتشارد حركةً طفيفة في كرسيه … لم تكن تنمُّ على الخوف بالتأكيد.

قال: «سيدتي، أنا معجَب بصراحتكِ. اسمحوا لي أن أرد. لا أعتقد أن أحدكم هنا لديه الشجاعة لمحاولة إلحاق أيِّ إصابةٍ خطيرة بي. إن كان بينكم مَنْ يمكنه ذلك، فلْيَمضِ قُدمًا. أتسمعني يا سيد والتر كريس؟ أخرِجوا هذه الزجاجة.»

أخرجَ كريس السيجار من شفتَيه ونهضَ ببطءٍ على قدمَيه. وسحبَ من جيب صدريته قارورةً صغيرة، سحبَ منها الغطاء الفِلين.

وقال بهدوءٍ: «يبدو لي أننا نستطيع القيامَ بهذه الحيلة. أمسِكْ بجبهته يا جيمي.»

ألقى الرجل المعروف باسم الميجور بوست سيجارته بعيدًا، ودارَ خلف كرسيِّ بريتشارد، وثَنى رأسَ الرجل للخلف فجأة. تقدَّم كريس، والقارورة في يده. ثم بدا كأن الجحيم قد استعرَ فجأةً داخل تافرنيك. عادَ إلى مكانه وقاسَ بعد ذلك اللوح الخشبي. ثم أطبقَ أسنانه وهو ينطلق نحوه بقوَّة، ملقيًا الوزن الثقيل لكتفه الضخم على الإطار الخشبي. واقتحم الغرفة، وهو جريح، وجُرحه ينزف، لكنه ما زال واقفًا على قدمَيه، بينما تعالى صوتُ ضجيج الطوب الذي وقع خلفه … كان المشهد غيرَ متوقَّع البتة، لدرجة أن الزُّمرة الصغيرة التي تجمَّعَت هناك بدَت كأنها تحوَّلتْ إلى مجموعةٍ من تماثيل الشمع في بيت رعب … كانوا مشلولين، لا يملكون حتى القدرةَ على الحركة.

كان تافرنيك في تلك اللحظات القليلة بمثابةِ عملاقٍ بين مجموعة من الأقزام. كان قويًّا ذا عضلات مفتولة كحبال السوط وكان في حالةٍ رائعة. سقط والتر كريس كجِذع شجرة بضربةٍ من قبضته؛ أما الميجور بوست فتحسَّس مسدسه، إلا أن تافرنيك انتزعه منه بضربةٍ من يده، وهو نفسه لم يتذكر شيئًا أكثر من ذلك حتى عاد إلى رُشده في وقتٍ ما لاحقًا. قطع تافرنيك الحبال بعنف، فحرَّر بريتشارد من قيوده. ووقفَ البروفيسور وهو يفرك يدَيه. ونهضت إليزابيث على قدمَيها. كانت شاحبة، لكنها كانت الأكثرَ تمالكًا لنفسها من أي شخص آخر في الغرفة. كان تافرنيك وبريتشارد هما سادةَ الموقف بلا منازع. مالَ بريتشارد نحو المِرآة وعدَّل ربطة عنقه.

وقال وهو ينظر نحو والتر كريس الذي تكوَّم على الأرض متأوهًا: «أخشى أن مُضيفينا ليسوا في حالةٍ جيدة تسمح لهم بأن يأذَنوا لنا بالانصراف. لا عليكِ يا سيدة جاردنر، نستميحك عذرًا. لا يمكنني التظاهر بالأسف لأن دخول صديقي المتهور نوعًا ما قد أزعج خُططكِ للمساء، لكني آمُل أن تُدركي الآن سخافةَ مثل هذه الأساليب في هذه الأيام. عِمتِ مساءً! حان الوقت أن نُنهي جولتنا معًا يا تافرنيك.»

تحرَّكا نحو الباب … لم يكن هناك مَنْ يمنعُهما. إلا أن البروفيسور حاول أن يقول بضع كلمات.

صاحَ قائلًا: «عزيزي السيد بريتشارد … بريتشارد العزيز، إذا سمحتَ لي أن أدعوَك بهذا اللقب، دعني أتوسَّل إليك، قبل أن تُغادرنا، ألا تأخذ هذه المغامرةَ التافهة على محمل الجِد! يمكنني أن أؤكد لك أنها كانت مجرد محاولة لإرغامك، وليست على الإطلاق مسألةً تؤخذ على محمل الجد!»

ابتسم بريتشارد.

وقال: «أيها البروفيسور، وأنت يا والتر كريس، وأنت يا جيمي بوست، إذا كان أي أحدٍ منكم قادرًا على الاستماع، فليَستمِع إليَّ. لقد لعبتم دورًا طفوليًّا الليلة. وكما هو مؤكَّد أنه يوجد رجالٌ ونساء يعيشون كما تعيشون أنتم، فإن من المؤكَّد أيضًا أن القانون سيتعقَّبُهم لا محالة. لا يمكنكم خداعُ العدالة. إنها لا ترحم مثل الزمن نفسِه. عندما تأتون بهذه الحيل الصغيرة، فأنتم ببساطةٍ تبدَءون دورةً جديدة من الصراع بينكم وبين العدالة، وتُعرِّضون حياتكم لمخاطرَ جديدة. من الأفضل أن تتعلَّموا أن تنظروا إليَّ باعتباري قدَرَكم المحتوم، قدَرَكم جميعًا، فلا مفرَّ مني بالتأكيد.»

تراجعا إلى الوراء عبر الباب، ثم نزلا إلى الصالة التي يُخيِّم عليها الصمتُ ومنها إلى الشارع. وكانت الساعة في تلك اللحظة تدقُّ الثانية إلا الرُّبع.

أعلنَ بريتشارد وهو يُشعل سيجارة بأصابعَ ثابتة: «صديقي تافرنيك، أنت رجل. تعالَ إلى النادي معي ريثما أغسل جبهتي. رغم كل شيء، سنتناول هذا المشروب معًا قبل أن نقول ليلة سعيدة.»

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤