تصدير

يعتبر هذا البحث إطلالة عامة على الشعر المسرحي في العالم وفي الوطن العربي، ونحن على مشارف القرن الحادي والعشرين، وهو كما يدلُّ عنوانه يتناول حاضره الذي يتسم بالانحسار فيبين مظاهره، ويحلل العوامل التي أدَّت إليه، ثم يتناول مستقبله في العالم والوطن العربي، اهتداءً بالتيارات الجارية حاليًّا في الفكر النقدي وفي إنتاج الشعراء المسرحيين أنفسهم، وينتهي بتأمُّل الأبواب المفتوحة أمامه استنادًا إلى معطيات الحاضر، وبالتعبير عن أمل خاص بنا أبناء العربية؛ ولذلك فهو لا يناقش أعمالًا مسرحية شعرية بذاتها، ولا يدخل في تفاصيل مسارات كتَّاب أو شعراء من الراسخين أو الناشئين؛ فهو يضع الإطار العام ويضرب الأمثلة التي ترمي إلى الإيضاح فحسب؛ ومن ثَم فإن عدم ذكر شاعر مسرحي مجيد لا يعني إنكار إجادته، أو عدم تقدير مساهمته؛ فالأمثلة الواردة لا تقصد الحصر الدقيق، وإلا فما اتسعت رقعة البحث للنظرة العامة الشاملة. والبحث مقسم إلى فصول صغيرة يأخذ بعضها برقاب بعض، ولا يقصد بها إلا تيسير الانتقال للقارئ من فكرة إلى فكرة، ولكن الأفكار متشابكة ولا يغني فصل لاحق عن فصل سابق؛ ولذلك كثرت الإحالات إلى ما سبق القول فيه بإيجاز، وكثر الاعتماد على إحاطة القارئ بتراث الشعر المسرحي العربي أولًا، والشعر المسرحي العالمي ثانيًا، وإذا كنا قد بسطنا القول في بعض الفصول، وأوجزناه في فصول أخرى، فإنما يرجع ذلك إلى اطمئناننا إلى أن الموجز يتناول المألوف الذي لا يتطلب البسط والإفاضة، وقد أوردت الأسماء الأجنبية بحروفها اللاتينية لأن صورها العربية قد تتفاوت من قلم إلى قلم، كما أوردت المصطلحات النقدية المتخصصة باللغة الإنجليزية ابتغاء التحرُّز، وخشية وجود ترجمات مختلفة لها، لا سيَّما تلك التي لم تستقرَّ بعد في الكتابة العربية.

واللهَ أسأل أن أكون قد جمعت في هذه العجالة أهم ملامح الموضوع، وأن يكون أسلوب العرض ميسرًا لا يستعصي على المتابعة.

والله من وراء القصد.

محمد محمد عناني
القاهرة ٢٠٠١م

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٥