الفصل الثاني

اصطلاحات في كيفية رسم بعض الحروف ووضع الحركات واختزال بعض الكلمات والجمل الدعائية الشائعة الاستعمال

(١) كتابة الحروف

أولًا: حرف الألف

  • (١) الألف المحذوفة: في اللغة العربية أسماء وأعلام يحذف منها الألف لكثرة دورانها وشيوعها في الاستعمال، أو لمراعاة الألسنة المشتقة منها، سواء كانت لغاتٍ ميتةً أو لهجات مهجورة الآن. ولقد اعتاد الكتاب إهمال الألف إلى هذه الأيام، كما أن الاستعمال قد أعادها في بعض هذه الأسماء والأعلام.

    فرأينا من الواجب التنبيه على النوع الأول، لأنه بمثابة أثرٍ تاريخي لغوي.

    وعلى ذلك فكل لفظة لم تكن داخلة تحت هذا النوع، يكون إهمال الألف فيها مغايرًا للرسم وغلطًا في الإملاء.

    ولما كانت هذه الألفاظ محصورة ومشهورة، رأينا أنه لا حاجة لوضع النصبة « ٰ» فوقها للدلالة على ذلك الحرف المحذوف (اللهم إلا في لفظة إلٰه لمنع الالتباس؛ وأما لفظة إلاهة على طريقة التأنيث، فلا بد من رسم الألف فيها).
    وهذا لبيان الكلمات التي يحذف فيها حرف الألف دون سواها من الألفاظ:
    • إله = إلاه.
    • أولئك = أولائك. (والواو فيها زائدة في الخط ولا محل لها في اللفظ).
    • «بسم الله الرحمن الرحيم» = باسم اللاه الرحمان الرحيم. (ولا تحذف الألف إلا في حالة البسملة بتمامها، دون أن يذكر قبلها ما يتعلق الجار والمجرور به. فأما إذا وردت عبارة نحو: بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا أو: باسم الله أفتتح كلامي، فلا بد من رسم حرف الألف).
    • ذلك = ذالك.
    • الرحمن = الرحمان.
    • السموات = السماوات.
    • هذا = هاذا. (ومثله: هذه، هذان، هذين).
    • هؤلاء = هاؤلاء.
    • لكن = لاكن (سواء كانت النون ساكنة أو مشددة).
    • اللهم = اللاهم.

    وبناء على ذلك يجب كتابة الألف في مثل: إسحاق، إسماعيل، إبراهيم، ثلاثة. وغيرها من الأسماء والكلمات الأخرى. (انظر الكلام على حرف اللام).

  • (٢) ألف الوصل: هذه الألف، نضع فوقها دائمًا علامة الوصل ( ؐ) في جميع مواقعها. فتكون هكذا (اؐ، اؐ، لاؐ، ﻼؐ).

    ومن المعلوم أن ألف الوصل، إذا جاءت في صدر الكلام، يكون النطق بها كالألف المهموزة المفتوحة أو المكسورة أو المضمومة. ولذلك اصطلحنا على وضع فتحة أو كسرة أو ضمة بسيطة تحتها أو فوقها هكذا (اَ اِ اُ)؛ وذلك للدلالة على أن الهمزة فيها إنما هي عارضية، ولبيان النطق بها مهموزة في حالة وقوعها في أول الكلام فقط. فإذا ما دخلت هذه اللفظة بعينها في ضمنه أو جاءت في مواقع الوصل، فحينئذ يجب حذف الفتحة أو الكسرة أو الضمة، وإعادة علامة الوصل فوق الألف المذكورة.

    ملاحظة: أداة التعريف هي التي أبقينا الألف فيها خالية من علامة الوصل، لعدم إمكان الالتباس فيها أو بسببها.

    وفيما عدا ذلك، تكون الألف دالة على إشباع فتحة الحرف الذي قبلها. وفي هذه الحالة لا حاجه لوضع حركة الفتح ( َ) فوقه.

    مثال ذلك: زال، قال، استعمال، رضا، منها، منهما، عليهما، استعجما، ترددا.

  • (٣) الهمزة وألف القطع: الهمزه (ء) توضع فوق ألف القطع وتحتها؛ وفوق الواو؛ وفوق الياء أو على طرفها الأيسر، إذا كانت في آخر الكلمة، وكان الحرف الذي قبلها ساكنًا.

    فوضع الهمزة فوق الواو، أو فوق الياء، أو على طرفها مما لا يوجب في الرسم إشكالًا يقتضي الشرح والبيان.

    أما همزة الألفات، ففيها تفصيل:
    • (١) إذا كانت الألف مهموزة بهمزة مفتوحة، اكتفينا بوضع الهمزة فوقها. وفي هذه الحالة لا حاجة في الغالب لوضع الفتحة فوقها، إلا إذا دعت الضرورة لإزالة التباس أو إبهام، أو في الشعر عند الاقتضاء. وعلى ذلك تكون كتابتها هكذا:

      أ، ﺄ، لأ، ﻸ.

      فإذا كانت الهمزة مضمومة، فإننا نرسمها في أغلب الأحوال، هكذا:

      أُ، ـأُ، لأُ، ـلأُ.

      فإن كانت مكسورة، اكتفينا بوضع الهمزة تحتها، دون الكسرة، هكذا:

      إ، ﺈ، لإ، ﻺ.

      وإن كانت ساكنة، وضعنا فوقها علامة السكون، هكذا:

      أْ، ـأْ، لأْ، ـلأْ.

    • (٢) أما إذا كانت الهمزة وراء الألف أو أي حرف من الحروف الأخرى، فإننا نضعها بصفة حرف مستقل بنفسه (ء). ووضع الحركات فوقها أو تحتها، موكول لما يقتضيه المقام، حينما يراد زيادة البيان ولإيضاح، وخصوصًا في الشعر.

      وإن كانت الهمزة وراء الألف غير المهموزة، فلا وجه مطلقًا لوضع المدة فوق الألف (آء) مثال ذلك: أسماء، ملائكة.

      تنبيه: اصطلحنا على كتابة لفظة (مائة = ١٠٠) على الطريقة المصرية، أي بوضع الألف بعد الميم، سواء كانت مفردة أو مركبة (أربعمائة، خمسمائة، وهكذا). وذلك لعدم مصادرة العرف المألوف.

      ولا نشابهها برسم كلمتي (فئة، رئة). ونكتب في النسبة إليها: مئوي، مثل رئوي.

ثانيًا: حرف اللام

هذا الحرف يحذف في ثلاث كلمات فقط، وهي: الذي، التي، الذين.

ثالثًا: حرف الواو

هنالك أسماء يزيد فيها حرف الواو خطًّا لا لفظًا، ولفظًا لا خطًّا.
  • (١)

    زيادة حرف الواو تكون في:

    • أولو، أولي = ألو، ألى.

    • أولئك = ألائك.

    • عمرو = عمر.

    (والزيادة في هذا اللفظ الأخير تكون في حالة الضم والخفض فقط.)

  • (٢)

    إهمال حرف الواو خطًّا يكون فقط في اسم داود = داوود.

    فأما الكلمات المماثلة له، مثل: طاووس وناووس، فتكون كتابتها بواوين دائمًا.

    وكذلك الحال في أمثال «جاؤوا، يؤول» فإن الواو الثانية لا يصح إغفالها مطلقًا.

(٢) وضع الحركات

من المعلوم أنه إذا كانت الكتابة مجردة من الضبط.‘. خالية عن الشكل والنقط، كثر فيها التصحيف.‘. وغلب عليها التحريف. فلذلك نضع الشكل حيث يمكن وقوع اللبس وتطرق الإبهام: لعلاقة أو غلاقة. فتكون الحركات على كل حرف أو كلمة يكون فيهما صعوبة في النطق، أو عند خوف الاختلاط مع كلمة مشابهة لها ذات معنى آخر.

وإذا كان الحرف مشددًا مكسورًا، وضعنا فوقه علامة الشدة ( ّ) وتحتها مباشرة علامة الكسرة ( ِ) وذلك منعًا لاضطراب العين في مراعاة ما فوق الحرف وما تحته في آنٍ واحد، فضلًا عن أن المطابع قد تتزحزح فيها الكسرة عن الموضع المتحتم لها، فيحدث عن ذلك بعض الاختلاط الذي يجب تلافيه. وبما أن الكسرة يجب دائمًا وضعها من الأسفل فهي في هذه الحالة في مكانها تحت الشدة التي نابت عن الحرف المدغم. نعم إن في ذلك بعض التسامح، ولكن الفائدة منه ظاهرة للعيان.

ولما كان هذا الحرف غير موجود بالمطبعة الآن، فقد طلبنا منها أن تصنع قالبًا مخصوصًا له.

فإن كان في الكلمة حرف له حركة واحدة فأكثر، فإننا في الغالب نعتمد الضبط الأول الذي ينص عليه صاحب القاموس.

(٣) ضبط الأعلام الجغرافية والتاريخية

أما الأعلام الجغرافية والتاريخية، فإننا نضبطها بقدر الإمكان وحسب ما تصل إليه الطاقة، بعد مراجعة المظان والأمهات.

فإن كان في طريقة التلفظ بها قولان فأكثر، فإننا ننبه على ذلك في نفس المتن أو في الحاشية، معتمدين على ما أثبته الثقات، مثل ياقوت، والبكري الأندلسي، وكتب الأنساب ونحوها؛ ومثل ابن خَلِّكان، في بعض المواضع.

ولزيادة التحقيق وربط الجغرافية القديمة بالحديثة، قد نضع الاسم بحروف إفرنجية في الحاشية.

(٤) الاختزال في الكلمات الكثيرة الشيوع

الكلمات المختزلة من كلمة واحدة فأكثر، يجب وضع نقطة (.) وراءها. مثال ذلك:

  • إلخ. = إلى آخره.

  • أنا. = أنبأنا.

  • اه. = انتهى.

  • ثنا. = حدثنا.

  • رحه. = رحمه الله.

  • رضه. = رضي الله عنه.

  • نا. = أخبرنا.

(٥) الجمل الدعائية الشائعة الاستعمال

تكثر أنواع من الجمل الدعائية في كتابات العرب قديمًا وحديثًا، مثل: جل جلاله، سبحانه وتعالى، صلى الله عليه وسلم، عليه السلام، كرم الله وجهه، رضي الله عنه، وهكذا. فلأجل زيادة التنوير اصطلحنا على وضع هذه الجمل بين قوسين ( ) دون أن نلحقها بعلامة الانفعال !

حاشية

عرضت هذا المشروع على صاحب السعادة المفضال أحمد حشمت باشا ناظر المعارف العمومية، فهذبه وأرشدني إلى تكميل ما فيه من النقص، فجزاه الله عن الأدب خيرًا.

وقد رأى، حفظه الله، أن أستأنس برأي أهل الفضل والأدب.

لذلك عرضته على جمهور كبير من خاصة الأنصار المتفانين في خدمة اللغة ورفع منارها، فوافقوا عليه بعد أن أمدوني بمعلوماتهم النافعة، وإرشاداتهم المفيدة، فلهم الشكر الخالص على هذه المعونة الأدبية.

وإنني أذكر بعضهم الآن، على ترتيب حروف الهجاء:
  • صاحب العزة أحمد تيمور بك: من أدباء وأعيان القاهرة. (*)

  • صاحب السعادة أحمد شوقي بك: شاعر الجناب العالي الفخيم ورئيس قلم إفرنجي المعية السنية.

  • حضرة الشيخ أحمد علي عمر السكندري: الأستاذ بمدرسة المعلمين الناصرية.

  • حضرة أمين تقي الدين أفندي: صاحب مجلة الزهور.

  • حضرة أنطون الجميل أفندي: صاحب مجلة الزهور.

  • صاحب العزة تادرس وهبي بك: ناظر مدرسة الأقباط الكبرى ومفتش المدارس القبطية.

  • حضرة جرجي زيدان أفندي: صاحب مجلة الهلال.

  • حضرة الشيخ حسين والي: الأستاذ بالأزهر الشريف.

  • صاحب العزة حفني ناصف بك: وكيل محكمة طنطا الأهلية.

  • صاحب الفضيلة الشيخ حمزة فتح الله: مفتش أول اللغة العربية بنظارة المعارف العمومية.

  • حضرة داود بركات أفندي: رئيس تحرير جريدة الأهرام.

  • صاحب العزة سلطان محمد بك: الأستاذ بمدرسة المعلمين الناصرية.

  • حضرة سليم باخوس بك: رئيس إدارة الأموال الأميرية بمحافظة القاهرة.

  • صاحب العزة عبد الرحمن أحمد بك: ناظر مدرسة المعلمين الناصرية. (*)

  • حضرة علي فوزي أفندي: بنظارة المالية. (*)

  • صاحب السعادة السيد علي يوسف: شيخ السجادة الوفائية.

  • جناب المستر كروفوت: المفتش بنظارة المعارف العمومية. (*)

  • حضرة الشيخ محمد المهدي: الأستاذ بالأزهر الشريف.

  • صاحب العزة محمد المويلحي بك: رئيس قسم السكرتارية بديوان الأوقاف.

  • صاحب العزة محمد النجاري بك: القاضي بمحكمة القاهرة الابتدائية المختلطة. (*)

  • حضرة السيد محمد رشيد رضا: صاحب مجلة المنار.

  • جناب الدكتور يعقوب صروف: صاحب مجلة المقتطف.

  • نيافة المطران يوسف دريان: مطران الطائفة المارونية.

هذه العلامة (*) تدل على أعضاء المجلس الأعلى لدار الكتب الخديوية.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤