نشاط الإنكليز إلى تجهيز مكتباتهم بمخطوطات عربية

(١) ابتياع المستر تاتام مخطوطات بما يعادل ثقلها ذهبًا

نافست دولة بريطانيا العظمى بابوات رومة وملوك فرنسا في إرسال الوفود إلى الشرق لإحراز عتائق المخطوطات ونوادرها. واشتهرت خصوصًا بعثة المستر تاتام الإنكليزية التي ابتاعت عام ١٨٤٢ أثمن ما حوته أديار مصر من تلك العتائق النفيسة، وكان بينها ٣٠٠ مخطوطة بنيِّف على رق غزال. ومنها ما ابتاعته البعثة المذكورة بما يعادل ثقله ذهبًا كما ألمعنا إلى ذلك في بحثنا عن «مكتبات أديار مصر».

(٢) الثروة العربية في مكتبات إنكلترا وبدائع مجاميعها في المتحف البريطاني

احتذى المبشرون البروتستان الإنكليز حذو المبشِّرين الكاثوليك، فحصلوا عددًا عظيمًا من المخطوطات المحفوظة لعهدنا هذا في أشهر مكتبات بلادهم، ومَن تعهَّد مكتبات لندن وأكسفرد وكمبردج ومنشستر وبرمنغام وغيرها تجلَّى له صدق هذا القول. ولا غرابة في ذلك؛ لأن دار الكتب البريطانية (المتحف البريطاني) التي تأسست عام ١٧٥٣ تعد آية الآيات بين رصيفاتها، بل موضوع إعجاب العلماء قاطبة، فإن مجموعة المخطوطات العربية فيها تحصى بالألوف، وهي تعتبر بعد مكتبات القاهرة والآستانة في الدرجة الأولى؛ لما احتوته خزائنها من بدائع المجاميع الخطية، وأغلاها ثمنًا وأقدمها عهدًا.

وغير خافٍ أن ارتفاع قبة هذه المكتبة يعادل ارتفاع قبة الپنثيون Panthéon في باريس. ويجلس تحت تلك القبة ٦٠٠ مطالع بالراحة دون أن يزعج أحدهم الآخر.١
١  غرائب الغرب: ج٢ ص٥٩.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤