الفصل السابع عشر

شباك على دجلة!

مضت الأيام بطيئة وكئيبة في سجن أبو غريب، وبعد مرور عدة أشهر فقد المعلم كتكوت صبره وفقد أمله في الخروج يومًا ما من هذا القبر. وعبثًا حاول الواد ريعو أن يعيد الطمأنينة إلى قلب المعلم، ولم يكن المعلم على استعداد لسماع أي شيء عن العفو الذي سيصدر فجأة، ويعيد المعلم من جديد إلى ميدان الجيزة وإلى قهوة كتكوت. تُرى … ما الذي حدث للقهوة من بعده؟ هل انضبطت أمورها؟ هل تم تجديدها؟ هل تحطمت وتناثرت أشلاؤها؟ والمعلم كتكوت يعرف من تجرِبته أن القهوة بالمعلم وليس العكس. وقهوة بدون معلم لا بد يصيبها الخراب، ولا بد يهجرها الزبائن؛ لأن المعلم في دنيا القهاوي هو الأصل، إذا كان المعلم ابن مهنة وله مهابة وموضع احترام، فستكتسب القهوة نفس الوضع، والعكس بالعكس! وهذا الموظف الذي حل محله في القهوة، لا هو معلم ولا هو قادر على حمايتها، وخروجه الآن من السجن قد يكون هو الحل الوحيد لإنقاذ القهوة قبل أن يلحق بها الخراب، ولكن كيف يخرج من هذا القفص الحديدي الذي يشبه بيت الأسد في حديقة الحيوان؟ لا بد أن هناك وسائل للخروج ولا بد من اكتشافها. وذاع أمر المعلم كتكوت بين نزلاء السجن، وذات يوم أثناء الفسحة الصباحية تقدم منه أحد النزلاء وقدم له نفسه، عراقي من البصرة. ورحب المعلم بالنزيل وقال: أنا زرت بلدكم، الحق يتقال بلد ترد الروح، خصوصًا النخل اللي هناك، والميه اللي زي العسل الأبيض.

وسكت المعلم فترة قبل أن يسأل النزيل: وانت من غير مؤاخذة تهمتك إيه؟

ورد الرجل العراقي على الفور: أنا من حزب الله.

وقال المعلم كتكوت: سبحان الله … أنعم وأكرم. لكن من غير مؤاخذة تهمتك إيه؟

– قلت لك أنا من حزب الله.

– ونعم بالله. لكن السجن ليه؟ قتل، مخدرات، التهمة إيه؟

– يظهر أنك مش راح تفهم … ع العموم، انت هنا ليه؟

– واللي خلقك ما انا عارف، أنا رحت أجيب إذن عشان أسافر، حصلت خناقة نزل العساكر فينا ضرب، واحنا كمان ضربناهم، جرجرونا على الثورة.

– جرجروك على وين؟

– محكمة اسمها الثورة. وهناك وقعت خناقة بيني وبينهم، وعينك ما تشوف إلا النور.

– وحكموك أد إيش؟

– يحكموا زي ما هم عاوزين، أنا مش قاعد، وريني سبيل للهرب، وخيوب عليَّ إذا ما هربت من هنا.

– أنصحك يا معلم ما تردد هادا الكلام: لو سمعوك هيصفوك.

يعملوا إيه؟ يصفوني … حلوة دي، هو أنا قوطة من غير مؤاخذة.

ابتعد النزيل العراقي وتسلل في زحام العنبر واختفى عن الأنظار، وسرح المعلم كتكوت في كلام زميله العراقي، يبدو أن تهمته بطالة من غير مؤاخذة، ولذلك أخفاها واكتفي بأنه من حزب الله! دنيا وسيدك عالم بأحوالها، ومن شاف بلاوي الناس هانت عليه بلوته. مر أسبوع كامل قبل أن يرى النزيل العراقي مرة أخرى … ولكن الرجل لم يبد أي رغبة في الحديث إليه، وسرعان ما غاب في الزحام واختفى. لا بد أنه معتوه هذا الشخص، وهو معذور لأن السجن هنا يذهب بالعقول. السجون في مصر تختلف، المعلم دخل سجن مصر زمان في خناقة لمدة شهر، ولم يشاهد خلال مدة سجنه أي مظهر من مظاهر العنف كما هو الحال هنا. صحيح يوجد عساكر في منتهى الغلاسة، ولكن كل شي، حتى الغلاسة لها حدود. بعد فترة التقى وجهًا لوجه مع الرجل العراقي الذي أقبل على المعلم في شوق شديد، ثم مد يده للمعلم بعلبة سجاير «بابل». حكمة الله أن سجائرهم من نفس النوع … نفسها ثقيل. ولكن ما الذي جعل الرجل العراقي يتغير هكذا وبسرعة؟ لا بد أن رأسه أصابه التلف بعد قضاء عدة سنين. الواد ريعو فلحوس، قال للمعلم: احذر هذا الرجل العراقي وأمثاله. كان رجال المباحث يحضرون إلى المصريين في المكان الذي يعمل فيه ويحذرونهم من أعضاء حزب الله، ويطلبون منهم الإبلاغ عنهم لأنهم يريدون انتزاع الحكم وطرد المصريين وجميع العرب من العراق، وتصور المعلم كتكوت أن الواد ريعو أصابه مس هو الآخر. فهؤلاء الناس من حزب الله، وحزب الله هم الغالبون، ولكن الواد ريعو مصر على أن الاتصال بهؤلاء الناس خطر، فالحكومة علقت الكثير منهم على المشانق، واضطُر العشرات منهم إلى الهرب واللجوء إلى البراري في جنوب السودان، ومئات هاجروا إلى إيران. ولكن المعلم كتكوت ضحك بسخرية وقال لنفسه: «الواد ريعو بقى ضليع في الفلفسة!» بعد أسبوع آخر كان عدد أفراد الحراسة أقل، وأشعة الشمس تنفث موجة من الدفء في فناء السجن المفروش بالرمال. جاء الرجل العراقي مرة أخرى ودس في يد المعلم علبة سجائر «سومر»، وقال للمعلم كتكوت في ود حقيقي: شوف يا بو …

– أبو حسن، لو كان عايش دلوقت ماكنتش شفت المر دا …

– الله يرحمه، شوف يابو حسن. احنا نخاف نعمل علاقة مع جماعة المصريين اللي يشتغلون هنا؛ لأن وجودهم في العراق مرهون بدخولهم عباءة حزب البعث.

لم يفهم المعلم كتكوت حرفًا مما نطق به الرجل العراقي الذي واصل حديثه: أنا … جبار الحسين علي. وبصراحة أنا قلبي انفتحلك، لأنك راجل صادق، ما لك علاقة بالحزب ولا بالمباحث.

اختفى الرجل العراقي فجأة، كأنه فص ملح وذاب، عندما اقتحم الحوش أحد ضباط السجن، وهو رجل شرس وقبضة يده في حجم البطيخة الكبيرة. ولم يمنع اختفاء الرجل العراقي جبار أن يستمتع المعلم كتكوت بسجائر السومر. ولم ينس المعلم، عندما أغلق الحارس الزنزانة في المساء، أن يسأل الواد ريعو سؤالًا مباغتًا، ربما كان رد فعل للجلسة مع جبار: انت ياد شغال مع المباحث هنا؟

– لا يا معلم أنا ماشتغلتش. همه صحيح قالولي لما تشوف حاجة أو أي حد ضد الحكومة بلغنا على طول، وانا قلت حاضر، بس أنا ما شفتش حاجة لحد ما مسكوني وجابوني هنا.

– وخدت منهم فلوس يا ولد؟

– لا يا معلم، همه ما بيدوش فلوس، انت تبلغ، وهمه يسيبوك تقعد في العراق تشتغل وتُرزق هنا.

– عجايب، صحيح بطلو دا واسمعوا دا.

وسأل ريعو وهو يشعر بقلق: هو حد قالك حاجة يا معلم؟

– أنا سمعت ان كل اللي هنا كان لازم يبلغوا.

– مش لو شاف حاجة يا معلم؟ وبعدين احنا حنشوف ازاي؟ احنا كنا طول النهار شقيانين في الشغل، لكن كل الناس كانت بتقول حاضر. شعر المعلم كتكوت بالقلق الشديد، وربما أدرك بشكل ثابت أنه وقع في شر أعماله، وأنه لن يغادر هذا البلد على قدميه … ملعون أبو عزيزة؟ لولاها ما تعرض المعلم كتكوت لشيء مما تعرض له الآن. ولكن ما ذنب عزيزة؟ المعلم هو سبب كل المصائب، وعقله الزنخ هو الذي قاده إلى المهالك. ولكن هل الندم سيخلصه مما هو فيه؟ ليس أمام المعلم الآن إلا الاعتماد على جناب الله، فهو وحده القادر على تخليصه من هذه المحنة ورده إلى حيث ينتمي؛ القهوة وميدان الجيزة وأكلته المفضلة طاجن التورلي بالكتف الضاني وسلطانية الطرشي بمية الدقة من دكان عم عبد النبي.

الواد ريعو جاء بخبر طيب وسط الأحوال السيئة. مجلس قيادة الثورة سينشر كشفًا بأسماء المساجين العرب المفرج عنهم بمناسبة تأميم شركات البترول الأجنبية. قال المعلم كتكوت صادقًا هذه المرة: لو الأحلام تحققت ياد يا ريعو مش هتشتغل معايا في القهوة.

– ليه يا معلم؟

– مش هتشتغل عندي بالأجرة بعد كده، هتبقى شريكي، هتشتغل معايا بنسبة، هيبقالك حصة في القهوة.

وصاح الواد ريعو مهللًا: يا سلام يا معلم، دا انا هاعمل منها جنة.

– بس يا رب كلامك يطلع مضبوط، ويكون فيه كشف صحيح.

– دا كلام الشاويش نفسه … أبو دينا السمين دا، ودا راجل زي السيف، وإن شاء الله هنكون في مصر بعد كام أسبوع.

ومضت الأسابيع والشهور ولم يظهر أثر للكشف، ويبدو أنه لن يظهر في أي وقت، وأخيرًا ظهر الرجل العراقي جبار، جاء إلى المعلم كتكوت ليودعه، فقد تقرر نقله مع جماعته إلى سجن آخر في الشمال، في العمادية، وهو سجن تحت الأرض لا ترى فيه شمسًا ولا تشم فيه نسمة هواء. تمنى له المعلم من قلبه أن يفك الله سجنه وأن ينعم بحريته في المستقبل القريب. قال جبار بصوت مبحوح: لم يدخل أحدنا السجن وكُتِبَ له أن يرى الأسفلت مرة أخرى.

رد المعلم كتكوت: خليك مع الله يا جبار واستبشر.

قضى المعلم كتكوت ليلته يفكر في مصير جبار، هل صحيح الداخل إلى هنا مفقود، جبار وجماعته والمعلم كتكوت أيضًا. لولا الخوف من أن يموت على الكفر لقتل نفسه بيده. فحتى الحيوانات لا تطيق هذه العيشة على الإطلاق. وملعون أبو العيشة على هذا المستوى، خصوصًا إذا فُرضت على الإنسان في نهاية العمر. في الصباح الباكر وصياح الديكة يتصاعد في الحقول المحيطة بسجن أبو غريب سقط المعلم كتكوت نائمًا أو مغشيًّا عليه بمعنى أصح. ولم يدر المعلم كم من الوقت مضى، ولكنه نهض مذعورًا منهك القوى، فقد رأى حلمًا مزعجًا للغاية؛ جماعة من منافسيه الطامعين في القهوة اقتحموا القهوة ذات مساءٍ وضربوا الزبائن والعمال، ثم حاصروا المعلم داخل النصبة ثم راحوا يضربون بالشوم على رأسه، ثم جروه من ساقيه خارج القهوة ووضعوه مُغمًى عليه على شريط السكة الحديد، وبالرغم من الإغماءة التي احتوته إلا أنه شعر بعجلات القطار وهي تمزق أوصاله. وعندما استيقظ كانت هناك ضجة شديدة، وعدة أشخاص يفتحون باب الزنزانة في عنف ملحوظ. خفق قلبه بشدة من الخوف، ثم سرى في نفسه شعور بالتفاؤل، فمن يدري؟ لعلهم جاءوا بكشف الإفراج، ولا بد أن اسم المعلم على رأس الكشف، ولا بد أن فرج الله قريب، وهو لا يأتي غالبًا إلا بعد شدة ثقيلة. نظر إليه بعض الرجال الذين اقتحموا الزنزانة وأمروه بالنهوض، ولم يستطع أن يميز من لهجتهم أي طريق سيدفعون به إليه، ولكنه نهض ودخل مكتب المأمور معهم وخلع ملابس السجن وارتدى ملابسه التي جاء بها إلى السجن، لا بد أنه الإفراج على بركة الله، ولكن أين الواد ريعو؟ أراد أن ينبههم إلى أن ريعو يعمل قهوجي عنده وأنه مظلوم أيضًا، ولكنهم نهروه وأمروه بالصمت، ثم دفعوه إلى خارج السجن وأركبوه سيارة وأحاطوا به من كل ناحية، وسارت السيارة تتهادى على طريق أسفلت. وبالرغم من أنه كان عاجزًا عن رؤية أي شيء خارج السيارة إلا أنهم وضعوا عصابة سوداء على عينيه. وبعد حوالي ساعة زمن توقفت السيارة وأنزلوه منها، وعندما أصبح في المكان الذي ساقوه إليه فكوا العصابة، واكتشف أنه في سرداب تسرح فيه العناكب الصغيرة والخنافس، وعلى الحوائط تزحف الأبراص من جميع الأحجام. وزفر المعلم كتكوت وهتف في ضيق شديد: «صحيح اللي ما يرضاش بالخوخ يرضى بشرابه.» استمر المعلم في هذا السرداب ثلاثة أيام قدموا له الطعام خلالها مرتين؛ رغيف صمون لا يكفي صبيًّا في العاشرة من عمره، وطبق به بعض المرق، وقطعة لحم لزجة ومتهرئة وكأنها لحم برص من الأبراص التي تملأ المكان … وبعد اليوم الثالث استدعوه للتحقيق.

كان أول سؤال: ما علاقتك بجبار؟

– جبار مين؟ يا قوة الله، هذا الرجل الذي تعرف عليه في الحوش، عليَّ الطلاق بالثلاثة لا أعرفه، ولم أعرف اسمه إلا بعد ثالث لقاء في الحوش.

– هل تعلم أنه من حزب الله؟

– هو جبار دا اللي قاللي.

– قالك إيه؟

– قاللي إنه من حزب الله.

– وانت تعرف فعاليات حزب الله وتعرف أهدافه؟

– أنا ما عرفش حاجة.

– طيب واتكلمت معاه ليه؟

– احنا يا سعادة الباشا في سجن ربنا يكفيك شره، والواحد ما يصدق يلاقي حاجة تشغله عن الهم اللي هوه فيه.

– هل منحك بعض علب السجائر؟

– أيوة سجاير، أول علبة كان نفسها حامي قوي، والعلبة الثانية كانت أحسن، وكان نفسي أديله حاجة، بس العين بصيرة واليد قصيرة.

– وآخر مرة كان جاي مخصوص يودعك … مش كده؟

– يودعني يعني رايح الحجاز، أنا يا بيه ماعرفوش وشرفك انت.

عندما انتهى من عبارته الأخيرة ضربه أحدهم بقطعة حديد على رقبته جعلت رأسه يميل على صدره.

وجاء صوت المحقق قائلًا في حدة شديدة: هاتتكلم واللا نوديك الشباك.

– يا بيه هاتكلم أقول إيه، عليَّ الطلاق ما أعرف حاجة.

أشار المحقق للرجل الواقف خلف المعلم بأن يذهب به، أخذوه إلى الشباك، لا شباك هناك ولا يحزنون، إنه نفق ضيق ومظلم تشعر داخله كأنك في ماسورة، ينتهي النفق بباب حديد من ضلفتين، وتتوسطه دكة خشبية طويلة وضيقة، أشبه بسرير عمليات، وعلى الحوائط عدة آلات؛ شواكيش ومسامير ومناشير، وزجاجات رائحتها تدل عليها؛ سبرتو وخل وصبغة يود، وكميات من القطن والشاش. نام المعلم ليلته على الدكة، وفي الصباح جاءه المحقق من جديد، هدده بأنه إذا لم يتكلم ويقول كل شيء، فسيكون لحمه طعامًا للسمك، وأمر الحارس بفتح باب السرداب. وتجمد الدم في عروق المعلم كتكوت، كان وراء الباب مجرى ماء يجري متدفقًا صاخبًا وله زئير. وقال المحقق للمعلم، هذا هو نهر دجلة … تعرفه؟ تسمع عبد الوهاب يغني: «يا شراعًا وراء دجلة يجرى» هذا هو دجلة … وبعدين شوف … أنت مصري والمصريين بالألوف في العراق، عشان احنا عروبيون ونحب العرب. هذا حزب الله لو مسك السلطة راح يذبح المصريين … تحب تذبح المصريين أنت؟ أحسنلك تتكلم، قول جبار جالك ليه؟ وأعطاك إيه يوم ما جاء يودعك؟ فاهم والا هانقطعك بالمنشار ونحدفك على دجلة!

•••

لا أحد يعرف ماذا حدث للمعلم كتكوت. ولكن الأكيد أنه لم يخرج من السرداب قط، ولم يره أحد بعد ذلك. ولكن بعد دخوله السرداب بأسابيع أصدر مجلس الثورة كشفًا بالإفراج عن بعض المسجونين العرب، كان الواد ريعو من بينهم. فعل الواد ريعو المستحيل لكي يعود إلى مصر، ونجح في السفر برًّا إلى الأردن، وبالمركب إلى سيناء، وبالسيارة إلى القاهرة، كان في ظنه أن المعلم كتكوت سبقه إليها، فقد تم الإفراج عنه قبل الكشف بأسابيع. ليت المعلم يصدق في وعده، يعمل في القهوة كشريك، وله نسبة في الأرباح. يا سلام يا ناس، صحيح الوطن غالي. ها هي الجيزة وكوبري عباس وميدان الجيزة، وها هي القهوة … أين القهوة؟ لم يعد هناك قهوة على الإطلاق. لقد انشقت الأرض عن عمارة ضخمة، والقهوة اختفت وحل محلها دكان أحذية مستوردة من أغلى الماركات. أين شلة الأدباء؟ أين الواد حميدو؟ وأين عم عبده؟ وماذا حل بالرصيف القديم؟ وأين الميدان نفسه؟ لقد اختفى وراء الكباري العلوية والأسوار ومواقف السيارات. لقد انتهت الدنيا يا ريعو، ولكن أين المعلم كتكوت؟

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤