محاورات دولوز
«الأساليب ليست بناءات أكثر من أنماط الحياة. في الأسلوب لا تهمُّ الكلمات، ولا العبارات، ولا الإيقاعات والمجازات. وفي الحياة لا تهمُّ الحكايات، ولا المبادئ أو العواقب. يمكنك دومًا استبدال كلمة بأخرى. إذا لم تعجبك هذه الكلمة، إذا لم تناسبك، خذ أخرى، ضع أخرى في مكانها. إذا قام كلُّ واحدٍ بهذا الجهد، يمكن للجميع أن يتفاهموا.»
يقدِّم الفيلسوف الفرنسي «جيل دولوز» في هذا الكتاب تجربة فكرية فريدة، كتبها مع الصحفية «كلير بارنت»، لا بوصفها حوارًا تقليديًّا، بل صيرورة مفتوحة تنمو وفق نزعة إمبيريقية تعدُّدية، لا يشرح فيها مفاهيمه من موقع الأستاذ، بل يتركها تنمو من الحوار ذاته. لا يبدأ دولوز من نقطة بعينها، ولا يشترط نهاية محددة، بل يفتح خطوطًا جديدة للتفكير، تشبه الجذور المتشابكة في نباتات «الريزومة». في هذا الحوار، لا يوجد سؤال ينتظر جوابًا، ولا تفسير يُمسِك بحقيقة مُطلقة؛ بل دعوة إلى الإنصات لما يتشكَّل في «الما بين»، حيث تُولد المعاني خارج القوالب. يتطرَّق دولوز في هذا الحوار إلى الأدب، والسياسة، والفلسفة، ويحتفي بالأدب «الأنجلو-أمريكي» لانفلاته من النماذج التقليدية، ويقرأ المجتمعات بوصفها تشابكًا بين ثلاثة خطوط: «الصلبة»، و«المرنة»، و«الهروب»، ويُشير إلى أن التداخل بين الواقع والخيال يولِّد صورًا جديدة للوجود.