الرولز المصفحة

كان تفكير «أحمد»، كله صحيحًا … فقد اتفق سادة العالم، مع مجموعة «ويلون»، على أخذ الفيلم مقابل دفع المبلغ … وقد رأت مجموعة «ويلون»، أن التزامها حيال «مايكل راف»، قد انتهى بقتله … وربما دفعت سادة العالَم مبلغًا أكبر.

قادهما الرجل عبر دهليز مُضاء، إلى غرفة واسعة … كان هناك ثلاثة رجال وامرأة، قد جلسوا حول مائدة مُستديرة … وكانت السيدة تلبس السواد … فلم يشك «أحمد» أنها زوجة «مايكل راف».

كان الرجل الذي يجلس في صدر المائدة، عملاقًا مُتهدِّل الشفتَين … يضع رأسه على يده، ويعبث بيده الأخرى بعلبة من علب الأفلام … أدرك «أحمد» و«بو عمير» أنها الفيلم الخطير …

قال الرجل: أنتما من سادة العالَم؟

رد «أحمد» بسرعة: نعم.

قال الرجل: إذن، تعرفان كيف تُفتح هذه الحقيبة؟

رد «أحمد»: بالتأكيد.

كان «أحمد» يحفظ الأرقام السرية، فهو الذي وضع المبلغ في الحقيبة، وهو الذي أغلقها … وهكذا في ثوان قليلة انفتحت الحقيبة … وظهرت رزم الجنيهات مرصوصة … ولمعت عينا الرجل وقال: إن حقوقنا هي مائة ألف من الجنيهات … ولكن لأن بعض الأحداث قد وقعت، فسوف نقتسِم هذا المبلغ … هل عندكِ مانع يا سيدتي؟

لم ترُد السيدة … لقد كانت في حالةٍ من الإعياء والحزن لا تسمح لها بالحديث.

مدَّ الرجل يده وأخذ يُقسِّم النقود … رزمة هنا … ورزمة هناك … وقال «أحمد»: أظن أننا قُمنا بالتزامنا … هل يُمكننا أن نأخذ الفيلم؟

نظر الرجل إلى بقية الرجال وقال: أظن ذلك.

ثم قذف بالفيلم في اتجاه «أحمد»، الذي استدار مع «بو عمير» لمغادرة المكان … ولكن في هذه اللحظة حدث شيء خطير … فقد اندفع أحد الرجال إلى الغرفة صائحًا: هناك معركة في الخلف يا «و. ك» … بعض الأشخاص يهاجمون المكان!

أدرك «أحمد» و«بو عمير»، أن «عثمان» و«إلهام» و«زبيدة» قد بدءوا هجومهم … وضغط «أحمد» على أسنانه … فقد كانت الأمور تمضي ببساطةٍ ولكن هذا ما حدث …

قفز الرجال الثلاثة وقال «و. ك»: أطفئوا الأنوار!

ساد الظلام بعد لحظات … وقفز «أحمد»، وبكل ما يملك من قوة، وجَّهَ لكمة صاعقة إلى الرجل الواقف خلفه، وكذلك فعل «بو عمير» … وصرخت السيدة.

وانطلق «أحمد» و«بو عمير» في اتجاه الحديقة الخلفية، حيث كان الشياطين مُشتبكين مع رجال العصابة … وهوى «أحمد» بقبضة مُسدسه على أول رجل صادفه، وصرخ الرجل … وحدث اضطراب شديد … وقفز «أحمد» و«بو عمير» من نافذةٍ مفتوحة في الطابق الأرضي، وانضمَّا إلى بقية الشياطين … ثم اتجهوا جميعًا ناحية باب الحديقة … ولكن الباب كان قد أُغلق … وكان ثمة سور من السلك المرتفع يُحيط بالحديقة كلها …

اتجه «بو عمير» إلى السلك يحاول تسلُّقه … ولكن «أحمد» صاح به: لا تقترب … في الأغلب أنه مكهرب!

كانت مصيدة … السور المكهرب من ناحية … والعصابة من الناحية الأخرى …

قالت زبيدة: لنُسرع وندور حول الفيلا.

وأسرعوا جميعًا في الظلام، يدورون حول الفيلَّا … ولكن «أحمد» لم يُعجبه الموقف، فصاح: سندخل الفيلَّا مرة أخرى.

وأسرعوا إلى الفيلا، وحطم «بو عمير» إحدى النوافذ، وقفزوا إلى الداخل مرة أخرى … كانت الفيلَّا تسبح في الظلام … وسمعوا أصوات أحاديث غاضبة، تصدُر من الدهاليز، ورائحة البارود تملأ المكان.

قال «أحمد»: سنحاول الحصول على سيارة، نقتحم بها باب الحديقة!

ردَّ عليه «بو عمير» قائلًا: في الخلف سيارة مصفحة من طراز «رولزرويس» قال «أحمد»: إذن نحاول الحصول عليها … ويجب أن يتمركز بقية الزملاء في مدخل الفيلا، استعدادًا للرحيل.

انطلق «أحمد» و«بو عمير» معًا عبر الدهاليز المُظلمة … واستطاعا الوصول إلى باب داخلي في مخزن الفيلا، يفتح على الجراج … وعندما فتح «بو عمير» الباب وشاهد «أحمد» السيارة، انطلقت من فمه آهة ودهشة عالية … لقد كانت فعلًا سيارة مُذهلة … سواء في شكلها أو أسلوب تسليحها … وكان ثمة رجل يجلس على كرسي، وقد وضع مدفعًا رشاشًا على ركبته، وقد انهمك في التهام مجموعة من الساندوتشات الضخمة … غير عابئ بطلقات الرصاص، والمعركة التي دارت منذ لحظات.

زحف «بو عمير» على الأرض في هدوء شديد … وأخذ يقترب من الرجل تدريجيًّا من الخلف … وفي نفس الوقت الذي وصل فيه إلى الرجل، كان «أحمد» يُلقي بقطعةٍ من الحديد على الأرض، لتُحدِث دويًّا هائلًا … وقفز الرجل واقفًا … وفي هذه اللحظة جذبه «بو عمير» من قدَمَيه، فسقط على وجهه … وكان «أحمد» قد قفز في اتجاه الرجل، وانتزع منه المدفع الرشاش، وأسرع إلى الباب … بينما قفز «بو عمير» إلى السيارة، وأدار المحرك … فتح «أحمد» الباب وأطلق دفعةً من المدفع شملت المكان … وكان «بو عمير» قد تحرَّك بالسيارة، فقفز «أحمد» بجواره، ثم انطلقا، وقد انهالت طلقات الرصاص على السيارة المُصفَّحة … ولكن لم تؤثر فيها.

وصلت السيارة المصفحة إلى مدخل الفيلَّا … وقفز الشياطين «عثمان» و«زبيدة» و«إلهام»، ودخلوا السيارة التي اقتحمت الباب، ثم خرجت إلى الشارع.

انطلقت السيارة تحمل الشياطين، والحقيبة المحشوة بالجنيهات، فقد أخذها «أحمد» في الظلام … وكذلك شريط الفيديو … ولكن في أعقابهم انطلقت سيارتان من طراز «بورسن» السريع، الخفيف الحركة.

قال «أحمد» ﻟ «بو عمير»: انطلق خارج المدينة … حتى نتمكن من اصطيادهم بسهولة.

مر «بو عمير» قُرب ميدان «بيكاديللي»، ثم بجوار «هايدبارك»، وهو يقود السيارة ببراعةٍ شديدة.

كانت السيارتان «البورسن» يمكن أن تَسبِقا السيارة «الرولزرويس»، ولكن المشكلة كانت هي اقتحام السيارة المصفحة … وهكذا جلس «أحمد» في المقعد الخلفي وهو ينظر بزاوية من النافذة، وقد أمسك المدفع الرشاش بيدَيه، وكذلك فعل «عثمان» من الناحية الأخرى …

كانت السيارتان «البورسن» تقتربان، عندما أصبحت «الرولزرويس» على مشارف مدينة «لندن»، قُرب مطار «هيثرو» … وانحرفت السيارة «الرولزرويس» حسب تعليمات «أحمد»، بحيث أصبح مواجهًا للسيارة «البورسن»، ثم أطلق رصاصةً واحدة من المدفع الرشاش، أصابت السائق إصابة شديدة … ودارت السيارة بعُنف، ثم اصطدمت بمدخل نفق مطار «هيثرو»، وانقلبت.

استمرَّت السيارة «البورسن» الثانية في مطاردة «الرولزرويس» داخل النفق المُضاء … وقال «أحمد» ﻟ «بو عمير»: عندما تخرج من النفق انحرِف يمينًا وتوقف.

نفذ «بو عمير» تعليمات «أحمد» بالضبط، وقفز «أحمد» من السيارة وطلب من «بو عمير» أن ينطلق … وظهرت «البورسن» وتجاوزت «أحمد» دون أن تراه … فاتخذ وضع الارتكاز، وأطلق دفعةً من الرصاص على ظهر «البورسن»، وعجلاتها … وارتفعت السيارة الصغيرة على أحد التلال، ثم دارت حول نفسها، وسقطت في دويٍّ عنيف …

وعادت «الرولزرويس» المُصفحة تلتقط «أحمد» الذي قال: لقد قُمنا بالعمل كاملًا.

إلهام: ولكن … من المهم أن يكون الفيلم هو فعلًا ما طلبناه.

زبيدة: أعتقد أنه سيكون الفيلم المطلوب.

«بوعمير»: المشكلة أن هناك عصابتَين وراءنا الآن … سادة العالَم … ومجموعة «ويلون».

عثمان: لقد تدرَّبنا بما فيه الكفاية مع سادة العالَم … ولعل مغامرتنا القادمة ستكون مع مجموعة «ويلون» … إن الجديد له طعم آخر.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤