الخلفَاء الراشدُون

الخلفاءُ الراشدونَ أربعَهْ
مَرضِيَّةٌ سُنَّتهمْ مُتَّبَعهْ
في الذِّكْر لم يُغْفَل لهم حَديثُ
وذِكْرُهمْ سَيَّرَهُ الحديثُ
العُمَران١ وابن٢ أروَى وعَلِي
في الذِّروةِ الشمَّاءِ والأوْج العَلِي
خلائفُ الله أئمةُ الهُدَى
وَطَّأَ للحَقِّ بهمْ ومَهَّدَا
كلُّهمو ابنُ أمسِهِ ويَوْمِهِ
عِمادُ دارهِ عَميدُ قومِهِ
هُمُ النجومُ في سماءِ غالبِ
ومطلع الهادي المنيرِ الغالبِ
نماهمو كما نماهُ فِهْرُ٣
فبينهم واشجةٌ وصهرُ
معادنُ الوفاءِ والإخاءِ
صَحابة الشِّدَّةِ والرَّخاءِ
ما مَنَعوا الله ولا نبيَّهْ
قِيادَ نفسٍ سَمْحةٍ أبيَّهْ
وما الْحَوَارِيُّونَ خَلْفَ عيسى
أحثَّ منهم للنجاةِ عِيسَا٤

•••

رُعاةُ شاءٍ وتِجارُ مالِ
كالرُّسْل في هذا وفي الكمال
قد كفلوا الإسلامَ في صباهُ
فأيَّهم نادَى دَعَا أباهُ
بالنفسِ والنفيس أَيَّدوهُ
وبالقنا والرأي شيَّدوهُ
وأمَّنوا ديكَ الهدى فصاحَا
وآمنوا بفَجره مُنصاحا
كلهمُو فيه المجيبُ الأولُ
عَطْوه غاياتِ الرضى ونوَّلوا
فاسبقْ إذا الحقُّ دعا مستنصِرا
وكنْ إذا عُدَّ الحماةُ الخِنْصَرَا
ما حَمَل النفسَ على الأشقِّ
كقائل الصدق وحامي الحقِّ
حتى جبا الأرضَ إليهم مَنْ جَبَا
وملكوا الدنيا فكانوا أعجَبا
حدِّثْ عن الخليفة الخميصِ٥
والمَلِكِ المخرَّقِ القميص
مثل الجوادِ زانه الإضمارُ
والشمس زادت حسنَها الأطمارُ
لا يعقدون في الجباهِ العسجدَا
بل الترابَ للمليك سُجَّدا
وتحَت أقدامهم التيجان
يندبُها اللؤلؤ والمَرجانُ
كِسرى ببطنِ الأرض عطْل المفرقِ
وقيصرٌ يندُبُ تاجَ المشرق!
١  أبو بكر وعمر.
٢  عثمان.
٣  هو أبو غالب سيد قريش ومن أجداد الرسول.
٤  العيس: الإبل؛ أي هربًا من الدنيا وطلبًا للآخرة.
٥  الجائع.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤