القسم الثالث

فنيانوس يناجي أبا الأجران

من أين لي الآن أن أجاوبك يا حبيب القلب، يا أبا الأجران، على رسالتك التي هبَطَتْ عليَّ وأنا سائر للنزهة في ضواحي سان باولو، فأنا أشكر لك اهتمامك بأخيك فنيانوس بإرسالك هذه الرسالة التي لم يسبقْك إليها أحد من قبل.

لمَّا وعدتني قَبْلَ فراقك هذه الدنيا بأنك ستجتهد وترسل شيئًا من تلك الدنيا إلى هذه، ما كُنْتُ أتوقع أن يتم ذلك، وقد تم الآن ما كنت أحسبه محالًا ووفَّيت بوعدك.

إن محبَّتَك لأولاد وطنك واهتمامك بهم في هذه الدنيا وفي الآخرة، وإفادتك للعالم أجمع عما يحدُث للبشر في عالم البقاء قد خَلَّدَ لك ذكرًا أبديًّا، فطوباك يا حبيب القلب طوباك، إنني سأسير بحسب وصيتك وأَذْكُرك على ممر الدقائق والساعات.

•••

آه لو أتمكَّن من إعلامك عن حالتنا الحاضرة، وما جَدَّ عندنا من الأمور وما صارت إليه النزالة السورية في هذه البلاد! آه لو يتيسر لي ذلك؛ لأنني أعلم شدة رغبتك في الاطلاع على أحوال إخوانك الذين فارقتَهم قبل الأوان وربَّيت الحسرات في قلوبهم.

أين عيونك تنظر الآن حالة جرائدنا وجمعياتنا ومطابعنا ومدارسنا وكنائسنا وتجارتنا، وقد كَثُرَ إنشاء الجمعيات في كل مكان، فمنها تموت قبل أن تخلق، ومنها تعيش أيامًا قليلة ثم تموت، ومنها يحصل لها غيبوبةٌ مدةً من الزمن ثم تعود وتفيق، ومنها موجودة بالروح، ومنها باقية في قيد الحياة تعارك الأيام والأيام تعاركها، ولا بد من نتيجة من وراء هذه الحالة التي هي درس وتعليم.

ومن الجمعيات التي لا يُخْشَى عليها من السقوط الجمعية التي تعرفها، وهي الجمعية الخيرية المارونية؛ فقد ارتبطت ببعض المشاريع المهمة، مثل إنشائها صاحبتك جريدة المنارة، وإنشاء المدرسة واعتنائها بتشييد الكنيسة التي تمت في السنة الماضية على أحسن هندسة وترتيب؛ فلذلك قلت: لا يُخْشَى عليها من السقوط، وهذا لا يمنع من أن أقول إنه يوجد بعض التهاون في كثير من أمورها يجب ملافاته بزيادة السعي في سبيل الخير، الذي هو أقوم سبيل يصل بالإنسان إلى الكمال والسعادة الحقيقيتين.

ومن الجمعيات الحية — والتي غايتها دينية محضة — الأخوية المارونية، وجمعية القديس نيقولاوس في عاصمة البلاد، وأظنك ما نسيتهما، فكل واحدة منهما مهتمة ببناء كنيستها، وربما في الوقت القريب تباشر العمل.

أما جمعية الشبان السوريين، فهي لم تزل باقية كما تعهدها، وقد زاد فيها أنها سَعَتْ في فتح مدرسة هي الآن في سن الطفولية؛ لأن رغبة السوريين في تثقيف أولادهم قليلة، وهي حالة تستوجب الأسف.

وقد تأسس من مدة مجلس مليٌّ في سان باولو للروم الأرثوذكس، غايته القيام بالشئون الدينية، وقد اجتهد وسعى بإنشاء كنيسة للطائفة، وقد تم بناؤها الآن.

ويوجد في أكثر القرى الكبيرة جمعيات للسوريين، مما يدل على تنبه الأفكار في هذه الأيام، وميلها إلى العموميات.

أما جرائدنا فهي الآن تُعَدُّ على أصابع اليد، كما كانت في زمانك، ﻓ «المُناظِر» يَصْدُر الآن مَرَّتَيْن في الأسبوع بدون انقطاع وبكل نظام، وقد أصبحت مطبعته من المطابع المستعدة؛ نظرًا لما فيها من المعدات، فهي تطبع الكتب والجرائد والأوراق على اختلاف أجناسها، إن كانت بالعربية أو بالبرتغالية؛ ولذلك قد أصبح «المناظر» معززًا من كل الوجوه، وصار ينتظر منه بعد هذا الإفادة المطلوبة للسوريين المهاجرين وللوطن.

و«صاحَبَكَ الصوابُ» لم يَزَلْ كما تعهده يَصْدُر أسبوعيًّا مع زيادةٍ في مادته، ومطبعتُه مستوفية الشروط، مستعدة لطبع كل ما يأتيها من الكتب والجرائد وغيرهما، وبالفكر مُضاعَفة صدوره وربما يصدر يوميًّا.

والمنارة التي تُصْدِرها الجمعية الخيرية المارونية قد أصبحت من الجرائد المهمة، وهي باقية — على ما تَعْهد — أسبوعية، وفي النية تكبير حجمها حتى تزيد فائدتها وتَعُمَّ منفعتها.

وجريدة العدل كذلك — كما تعهدها — تصدر كل أسبوع بدون انقطاع.

وقد صدر بعد موتك بمدة قصيرة جريدة اسمها «الأفكار»، وهي وارثة جريدة «البرازيل» تصدر أسبوعية أيضًا.

ويوجد مطبعة مستقلة اسمها المطبعة الشرقية تخص جناب الأديب نخول أفندي حنا، وهي تطبع كل ما يُطلب منها بإتقان، وفي عزم صاحبها جلْبُ أحرفٍ عربية من جميع الأجناس.

أما جرائد الولايات المتحدة العربية «يا حياتي»، فقد تكاثرت حتى زادت على ١٢ جريدة، ولكن في هذين اليومين قد دَبَّ فيها الفناء، فمات منها في برهة أسبوعين ٥ جرائد، وباقٍ الآن في قيد الحياة: الكوكب، الذي هو أساس الجرائد العربية في المهجر كله، وهو يصدر ٣ مرات في الأسبوع.

وجريدة الهدى — التي يحبها قلبك — صارت الآن أكبر الجرائد العربية في العالم كله، تصدر كل يوم ملآنة بالمقالات البليغة والفوائد الكثيرة. وتليها جريدة «مرآة الغرب»، التي تصدر يومية أيضًا بحجم كبير، وهذه الجريدة اشتهرت بعدائها للدولة العثمانية، وهي تنتقد أعمالها بكل جرأة. وقد صدرت أيضًا جريدة اسمها «المحيط»، وهي الآن تصدر مرتين في الأسبوع، ثم ظَهَرَ بعدها جريدة أخرى اسمها «المهاجر»، وهي تبحث بأمور شتى، وقد كتبت في ترك الوطنية السورية، وحضَّت السوريين على الاندغام بالأميركان، وهي أسبوعية، وصدر بعدها جريدتان أسبوعيتان الواحدة اسمها «البستان» والأخرى «الدليل».

ولم يقم في نيويرك غير الجمعية التي تعهدها «جمعية الشبان المارونيين»، أما في غير النيويرك، فيوجد كثير من الجمعيات، وفي جمهوريات أميركا الوسطى قد أنشأ السوريون أيضًا جمعيات كثيرة.

•••

وفي الأرجنتين لم يظهر غير الجريدتين اللتين تعرفهما «الصدق» و«السلام»، الأولى أسبوعية والثانية تصدر مرتين في الأسبوع، وفيها قسم باللغة الإسبانية، تُدْرَج فيه بعض نُبَذ تاريخية عن سوريا ولبنان، وللنزالة هناك مدرسة يديرها اثنان من كهنة الموارنة الكريميين، وقد مضت مدة طويلة ولم أسمع صوت جمعية سورية في تلك البلاد، ولعلها راقدة رقادًا وقتيًّا.

هذه يا أخي المحبوب أبا الأجران حالة مشاريعنا السورية في المهجر، فإنها قَلَّمَا زادت عما كانت عليه في أيامك السعيدة. فأسألك أن تدعو لها بالنجاح والفلاح؛ لأن دعاءك مستجاب، وأَلْقِ نظرك عليها من العلو، واذكرها بصلواتك وتضرعاتك.

•••

أما الحالة التجارية، فقد تنظمت عن ذي قبل، وأصبح بعض التجار السوريين لا يضاهيهم أحد بضبط الأشغال، وحسن الإدارة.

ومن هؤلاء التجار الذين يستحقون الذكر … الخواجا بطرس روفايل كرم، الذي كان دخوله إلى هذه البلاد في ٢٩ أيار سنة ١٩٨٤، وأظنك ما نسيت محله الذي تأسس سنة ١٩٨٨ في ريوجنايرو في شارع الفندكا نمرو ١٩٢، ذلك المحل الشهير الذي زاد الآن نجاحًا واتساعًا؛ نظرًا لحسن إدارة صاحبه الغيور، الذي له في كل مشروع عمومي يد كريمة.

figure
بطرس روفايل كرم «عمشيت» Pedro Rafael Carmo.

يجد الطالب في هذا المحل كل ما يحتاجه من البضائع التي تُسْتَجْلَب من مواردها الأصلية بأثمان معتدلة، توافق الشاري والبائع.

ومِن الذين عَرَفوا كيف يَلِجُون باب التجارة الوسيع، وكيف يتصرفون بحكمة ودراية في الشئون التجارية، الخواجات أرسانيوس منضور وشركاه، وبعد مزاولة التجارة سنين عديدة في عاصمة بلاد البرازيل، عرفوا أن النفع الأكيد لا يتأتى لهم ولزبائنهم إلا إذا جلبوا البضائع من الفبارك الأوروبية رأسًا، فعمدوا إلى جلب الخردة والروائح المتعددة الأشكال من باريس ولندرا وغيرهما من العواصم.

وقدِّرْ كم يرتاح الشاري مع من كان صاحبَ خبرة في التجارة، وكم يُسَرُّ إذا وَجَدَ الرزانة والجد في المعاملة مع الصدق والإخلاص، وهذا شأن أصحاب هذا المحل المؤَسَّس على الجد والنشاط من زمن مديد.

A. Mandur & Comp
Rua da Alfandega, 225. Rio de Janeiro

ومن المشاريع الصناعية التي يفتخر السوري بها، هي ما قام به الخواجات «معلوف شركاء» بشرائهم المغسلة الوحيدة في سان باولو «لافاداريا بوليستا» بما فيها من المعدات والآلات والعمار مع نبعة الماء، وقد تبلغ مساحة أرضها مائة متر عرضًا وطولًا.

ومتوسط الدخل من أجرة الغسيل والكي ١١ كونتًا شهريًّا.

وقد ضموا إليها معمل القمصان خاصتهم، فأصبح عدد العمال في ذلك البناء الواسع ما يزيد عن ١٧٠ عاملًا، ما عدا الذين يشتغلون للمحل في بيوتهم.

figure
جورج معلوف «أحد أصحاب المعمل».

وهو ينجز كل يوم من ٢٥ إلى ٣٠ دزينة من القمصان، و٨٠ إلى ١٠٠ دزينة من كمام وأطواق.

وقد اشتهرت قمصان معملهم في كل مكان بماركتها «برج إيفل» الشهير، حتى إن أكثر المحلات الكبيرة في الريو وسان باولو تستورد منها. هذا فضلًا عن مقطوعية البرور؛ لأن جودة القماش وحسن ألوانه، وإتقان الشغل، واعتدال الأثمان، تجعل الناس أن يتواردوا على هذا المعمل، الذي يديره شباننا الأذكياء أصحابه الخواجات قيصر وجرج ونقولا معلوف.

وفي المعمل ٣ عربات للنقل وغير ذلك من المعدات المسهلة للعمل.

نمرة التلفون ٥٠٥ وهذا العنوان: Maluf Co. Alameda Barão da Limeira, 117. S. Paulo.

أما عزيزنا الخواجا مخايل يوسف الحكيم «بشري»، ذلك الرجل الذي لا يكل ولا يمل عن العمل، والذي هو عنوان النشاط والإقدام، قد وَسَّع دائرة أشغاله وجَلَبَ إلى محله البضائع المختلفة الأشكال والأجناس من أقمشة وخردة وأثواب مخيطة، كل هذا يُبَاع في محله بأثمان مناسبة، وكل مَنْ عامَلَه عَرَفَ كيف يستفيد من وراء معاملته البسيطة، فما أجمل البساطة في كل شيء، محله في شارع ٢٥ دي مارسو نمرو ١٠ سان باولو.

ولا أظنك نسيت ذلك البنك اللبناني الذي تأسَّس سنة ١٨٩٢ في بلدة ربيرونزينيو البرازيل، من أعمال ولاية سان باولو، لصاحبه الشاب الأمين الخواجة يوسف جبور «مزياره» ذلك الشاب الذي بمجرد نظرك إليه يتجسم لك الصدق والاستقامة في شخصه.

وهذا البنك يسحب البوالص على أوروبا وآسيا، ويرسل إليها أية كمية كانت، ويخصم الحوالات على سان باولو وسانطوس وريو دي جنايرو وبرتو الكري، وهو يراسل أكثر الشركات البحرية، وفوق ذلك فهو ممثل محل كونسيسون وشركاه في هذه الجهة.

لديه ماكينة كبيرة من آخر طرز لقشر وتهيئة البُن والأرز، وهو يشتري من هذه الأصناف ويدفع كعادته أعلى أسعار البندر إذا صار تهيئتها في ماكينته، له ممثلون في خط باوليستا وأرارا كوارا.

Banco Libano
Fundado no anno de 1892
José Gabriel Misiara

وكم يُسَرُّ قلبك إذ تعلم ما وصل إليه ذلك الشهم النشيط الدكتور فريد جبور، نزيل مدينة كامبوس، ففضلًا عن أنه يطبِّب الأسنان، ويخفِّف أوجاع الناس من أغنياء وفقراء، فإنه قد أنشأ محلًّا للتصوير الشمسي كامل المعدات، وهو المحل الوحيد المتقِن في تلك المدينة الكبيرة. ولا عجب في ذلك، فإنه تلقَّن دروسه الابتدائية في المدرسة البطريركية في بيروت، وفوق ذلك فهو من معاصر الشوف، فما أحلى هذا العصير الجيد وألذَّه.

figure
مخايل يوسف الحكيم «بشري».
figure
فريد جبور «معاصر الشوف» Alfredo Jabôr.

ولكثرة مداخلته بين أهالي هذه البلاد، استطاع أن يفيد أولاد بلاده بأمور كثيرة في كامبوس وضواحيها، وله أيادٍ بيضاء في الأعمال الخيرية العمومية.

ومحله الآن في براسا سان سالفادور نمرو ٢٢ كامبوس من ولاية ريو برازيل.

وفيما تقدَّم دلالة على أن السوريين قد خَطَوْا خطوة كبيرة في الصنائع، وأصبح قِسْم كبير منهم يشتغل بأعمال شتى، ومن هؤلاء ذلك الرجل البشوش ذو القلب الطيب الخواجة بولس عبد الله الخوري، صاحب معمل الشمسيات في ريو جنايرو، فقد كَمُلَتْ في ذلك المعمل كل المعدات، حتى صار يجاري أكبر المعامل الوطنية في إتقان الشغل ومتانته، يصنع الشمسيات من الحرير والصوف والقطن والكتان للرجال وللنساء وللأولاد، وفضلًا عن ذلك، فإنه يتمكن من أن يبيع بأرخص ما يباع في السوق.

وقد عرف ذلك مواطنوه السوريون، فأقبَلوا عليه إقبالًا يَدُلُّ على تقديرهم إياه حقَّ قدره.

ومحله الآن في شارع الفندكا نمرو ١٥٥ ريو جنايرو برازيل.

Paulo Abdalla Curi
155, Rua Da Alfandega, 155
Rio de Janeiro

وكم تستعجب يا أبا الأجران لو قلت لك: إن أحد شبان السوريين الأذكياء، وهو أسعد أفندي فارس، قد افتتح مكتبة مختصة لمبيع وشراء كتب ومؤلَّفات إفرنجية على اختلاف أجناسها، فمتى أراد السوري يفعل كل شيء، ويتمكن من مجاراة باقي الأمم، وهذا شاب غريب عن هذه البلاد، غريب اللغة أيضًا، استطاع بذكائه أن يجاري الوطنيين في تجارة الأدب، ويفوز.

أما المكتبة فواقعة في شارع مارشال ديودورو نمرو ١٣ سان باولو.

figure
أسعد فارس «عبادات» Assad Fares.

وكثير من السوريين قد أصبحوا الآن ثقة عند أصحاب معامل الأقمشة في البرازيل، فجعلوهم وكلاءهم ومعتمديهم، ففي سان باولو مستودع كبير لأقمشة فابركة «أراتوزينا» في بيراسيكابا لصاحبها رودولفو ميراندا، وقد اعتمد صاحب هذه الفابركة وطنِيَّنا اللبق النشيط الخبير في تصريف البضائع الخواجة سليم بطرس عبد القادر، وجَعَلَه وكيلًا عموميًّا في حاضرة سان باولو، وقد يتصرف عن يده كمية وافرة من الأقمشة المعروفة بهذه الماركات مسكلا برازيل كازميرا إيبيرانكا، كازميرا باوليستا، رزكادو إيتاليانو بريم عربي، بريم ث.

figure
سليم بطرس عبد القادر «بشري».

المكتب العمومي في شارع جوزه بونيفاسيو نمرو ٩ أول طابق، وفي ريو جنايرو فابركة سان جوان شارع الفندكا نمرو ١١ أول طابق.

Fabrica De Tecidos “Arethuzina” Em Piracicaba
DE
Rodolpho Miranda
Escripterio em S. Paulo: Rua José Bonifacio 3 (1 ° andar)
Caixa do Correio, 357—Endereço telegr. “COMPA”—S. Paulo
Correspondencia na Capital Federal: FABRICA S. JOÃO
Rua Da Alfandega, 11 (1 ° Andar)

ومن الأعمال الكبيرة التي للسوري يد فيها أيضًا، هي فابركة لعمل الروائح الوطنية، خاصة بوغار وشركاه، فهي تصنع نوعًا خاصًّا من الكينا المثبت من مصلحة الصحة وكافة الأصناف من المياه النباتية وزيوت وبرليانتينا، ومسحوق أونغارا، وخل وبودرا رز ودواء للأسنان.

وتعمل هذه الفابركة أيضًا صابون مرسيليا ٧٢ في الماية، صابون معطر جيد على الطريقة الأجنبية، صابون للمداواة، صابون غليسارين وكوكو، مسحوق الصابون وكرامي دي صابون، إلى آخر ما هنالك من الأشكال والأجناس.

والذي يسهِّل على الزباين السوريين المشترى، مستخدمو المعمل، الذين يوجد فيما بينهم شبان سوريون.

المعمل في شارع فيكتوريا، نمرو ١٥، سان باولو، نمرة التلفون ٣٣٥، صندوق البريد ٣٩٣.

على الزباين أن يطلبوا الكاتالوك.

Perfumaria Paulista
Bogaert & C.

وقد أصبح للسوريين مطاعم وفنادق غاية في الإتقان والهندام.

من هذه الفنادق لوكندة الخواجا نجيب جرجر شعيا، في ريو جانيرو، فهي واقعة بأهم نقطة في شارع الفندكا، نمرو ٣٤٠ علوي.

figure
نجيب جرجر شعيا.

فإذا رقد الزائر على فرشها، فكأنه راقد في بيته، وإذا شبع من المأكولات اللذيذة التي تأكلها العين قبل الفم، فإنه لا يشبع من لُطْف صاحبها وبشاشته وحُسْن استقباله.

النظافة في هذه اللوكندة مستوفاة كل الشروط، فلا لزوم لزيادة شَرْح، أما الذين يقصدون السفر إلى الوطن وغير جهات، فلهم من همة نجيب ودرايته ما يُسَهِّل لهم ذلك، إن كان من معرفة أترام البواخر، أو من قطع أوراق السفر.

Nagib Chaia
340, Rua Da Alfandega, 340
Rio De Janeiro
ولا أظنك نسيت ذلك الغيور الذي قَلَّ مَن يهتم بالعموميات مثله، وهو الخواجة يوسف لطيف، صاحب الفندق السوري الشهير، فإنه قد نَقَلَ من محله القديم من مدة سنة إلى محل بُنيَ خصوصيًّا على ذوقه، وهو واقع في شارع ٢٥ دي مارسو نمرو A ١٦١ في سان باولو.
figure
يوسف لطيف José Lotaif.

وإذا دخلت إليه فكأنك داخل إلى رتوسري أوروباوي؛ لأن الإتقان ظاهر في كل شيء.

وإذا صعدت إلى الطابق العلوي تجد الغرف مثل الهفاف، يشتهي الإنسان النوم فيها، ولو كان غير نعسان، وفي البناية صالون خصوصي للزوار، مُزَيَّن بالرسوم الجميلة، ومفروش بالسجاد الثمين، ويوجد فيه الكتب والمجلات والجرائد، للمطالَعة وتمضية الوقت.

أما البضائع السورية، فحدث عنها ولا حرج، فإنك تجد كل ما تطلبه نفسك وما يشتهيه قلبك، مكسَّرات ومفقشات ودمعات وحلويات وططلات ومربيات ونقولات وغير ذلك من الأشكال التي لا يحصيها عَدٌّ.

وإذا نظرت إلى داخل الدار تجد بركة ماء جميلة، وفي وسطها النوفرة، فإنها تبهج النظر وتسر الخاطر.

figure
الشيخ جبران العيراني.

أما حبيب قلبك — الشيخ جبران العيراني — فإنه إذا مسك التراب يُقلب ذهب، قد أنشأ معملًا «مسلقًا» للبرغل، وهو يجلب القمح من موارده الأصلية كالشيلي والأرجنتين، فإذا دخلت المحل، وجدت كوم البرغل تلولًا متراكمة فوق بعضها بعضًا، وقدِّر كم هي مقطوعية السوريين من هذا الصنف الذي يحافظون على استعماله في هذه البلاد كمحافظتهم على الوطنية.

فالنبع الوحيد الذي يَسْتَقِي منه الجميع هو عند الشيخ العيراني، الذي أصبح أشهر من نار على علم.

هذا من خصوص البرغل، أما من خصوص المحل الواقع في شارع ٢٥ دي مارسو، نمرو ١٧٧ في سان باولو، فهو ملآن من جميع البضائع والحبوب، فهو لا يفرق شيئًا عن محلات بيروت، فكل الذي تَطْلبه من مشروبات ومخللات وزيوت وأسمان وحلويات، فهو موجود بكثرة.

وإذا سألت عن صاحبك الودود الخواجا لاون أبليان، ذلك الندب الخفيف الروح، فإني أطمنك عنه، وقد وَسَّعَ دائرة أشغاله وصارت الفيرما هكذا:

L. Apelian & C.
Rua Da Alfandega, 378. Rio De Janeiro

وقد سافر مرارًا عديدة إلى باريس، وعقد مقاولات مع أهم معامل أوروبا لتصدير البضائع إليه رأسًا.

ونظرًا لخبرته وطول ممارسته في بيع وشراء الأقمشة على أنواعها، أصبح محله مقصودًا من الجميع، وكل مَن عامل هذا المحل استفاد كثيرًا؛ لأن تعدد أشكال الأقمشة التي تَرِد متتابِعةً وحُسْن ألوانها تجعل سوقها رائجة.

والبضائع التي توجد في محل لاون أبليان وشركاه لا يجدها الشاري في غير محلات، ناهيك عن رخص الأسعار ولطافة أصحاب المحل وحسن معاملتهم وسماحتهم، والله مبارك في السموح.

•••

واذكر يا حبيبي أبا الأجران صاحبك الدكتور يوسف رزق الله، ذلك المحامي القدير البارع، فإن مكتبه الآن في لاركو داسه نمرو ١، ومسكنه في شارع غالباون بوينو، نمرو ٨ في سان باولو، وهو مستعد دائمًا لقضاء المصالح الشرعية — وأخصها التجارية — بمهارة ودقة نظر، قَلَّما يسبقه بهما أحد.

وافتكر أيضًا بصاحبك الخواجا خليل قواص صاحب محل الخياطة، فإنه يصنع الكبات المختلفة الأجناس، ويصدِّر منها إلى الداخلية بأثمان قَلَّما يجدها الطالب في غير محل، ذلك مع جودة الأقمشة وحُسن الذوق بالتفصيل والتخريم والخياطة، هذا فضلًا عن الثياب التي يجهِّزها بإتقان كلي، ويُضاف إلى ذلك جودة الأقمشة الموجودة دائمًا في محله الواقع في شارع ٢٥ دي مارسو، نمرو ١١١ في سان باولو.

ويكون بعلم الجناب أن حبيبنا الشيخ حبيب زخريا وأخاه، قد افتتحا معملًا لعمل المرايات والبراويز على اختلاف الأشكال والأقيسة، فمنها المذهَّب ومنها الملوَّن والمعرق الفاخر، ويوجد فضلًا عن كل هذا صور القديسين والقديسات على أنواعها، وهذا المعمل يصلح المرايات الكبيرة المصابة ببعض الخدوش بضبط وإتقان، كل هذا لا يُذكر بجانب لطف الشيخ وكرم أخلاقه، أما المحل ففي شارع ٢٥ دي مارسو، نمرو ١٠٩، في سان باولو.

figure
حنا المقدسي.

أما الخواجة متري شاغوري الذي تعرفه من زمان العز، فهو الآن قد فتح محلًّا للصياغة وتصليح الساعات في شارع ٢٥ دي مارسو، نمرو ١٠٣، في سان باولو، والإقبال عليه من الجميع عظيم؛ نظرًا لإتقانه العمل في كلا الصنفين وسرعة إنجازه!

هذا كله «بوش» عند عمك أبو عبد الله الخواجة حنا المقدسي، فإن شهرته في عالم المهاجرة تُغْنِي عن الوصف.

فمتى دخل الزائر إلى لوكندته المعروفة، فأول ما يقابله به «كوم باصو»، ثم يأكل الزائر مريًّا ويشرب هنيئًا.

ولا أظن أنه يوجد أحد من المهاجرين لا يعرف لوكندة أبو عبد الله، فإنها كعبة القُصَّاد، ومحط رحال الغريب، فالكل دخلوا تحت سقف لوكندته بدون استثناء.

figure
نجيب إلياس الشويري.

العرق المثلث، السنامورا، الصنوبر، التنباك تجده عند عمك أبو عبد الله، وإذا كُنْتَ طماع فوشوشه، أما نَفَسُه في الطبخ فلا لزوم لنشرحه.

ولم تزل اللوكندة في شارع ٢٥ دي مارسو، نمرو ٢ في سان باولو.

وفي هذه الآونة الأخيرة قد تقدم السوري في البرازيل إلى الأمام وولج أبوابًا كانت في الماضي مُقْفَلة بوجهه، من هذه الأبواب باب طب الأسنان؛ نظرًا لاحتياج السوري إليه في هذه البلاد.

ومن الذين درسوا على أساتذة ماهرين بهذا الفن، وبرعوا في تطبيب الأسنان وأتقنوه كما يجب، نجيب أفندي إلياس الشويري، فقد فتح محلًّا جميلًا متقنًا في شارع فلورنسيو دي أبريو، نمرو ١١ في سان باولو، وفرشه وزيَّنه وجلب إليه العدد والآلات والاستحضارات الكهربائية المخترَعة حديثًا.

figure

فإذا قَلَعَ الضرس أو السن، فلا يشعر المصاب بأقل ألم، هذا فضلًا عن الأعمال المدهشة فيما يختص بتحضير وجبات الأسنان الذهبية، وسبكها وتركيبها بالفم ثابتة، فقد يفوق الصياغ في وضعها وضبطها وجمالها وثبوتها في الفم وجمال منظرها، ويوجد في محله أيضًا من المطهرات والمضادات للفساد، والأدوية المقوية للأضراس والأسنان وإزالة الرائحة الكريهة من الفم، مما يساعد على حفظ الأسنان وجمالها.

أما المسألة التي يُشْكَر عليها نجيب أفندي، هي أنه قد خَصَّصَ ساعة من النهار لتطبيب الفقراء مجانًا.

وفضلًا عن ذلك، فهو مهتم الآن بتصنيف كتاب عربي في طب الأسنان، وهو أول كتاب — على ما نظن — من نوعه، وسيكون له فائدة كبرى للعيال، وحِفْظ أسنان الأولاد من التلف؛ لأن بحثه يكون عامًّا بهذا الخصوص.

•••

هذا الرسم — كلام بسركم — هو لمؤلف هذا الكتاب، وضَعْنَاه هنا سيرًا على الطريقة التي جعلناها للإعلانات في هذا الكتاب؛ لأن عندنا بضائع قديمة رأينا من المناسب الإعلان عنها، من هذه البضائع كتاب: «التحفة العامية».

الذي قال فيه الشاعر العامِّي اللطيف منصور أفندي خنفور:

حاوي لطائف كلها حكمة وأدب
بتلذ للقاري الذكي وبتطربه
حاوي لطائف كلها حكمة وأدب
بتلذ للقاري الذكي وبترتغب
في وضعه أول كتاب بينحسب
أيمن قراه يلقاه وافق مشربو
أيمن قراه يلقاه عافكره تمام
سهل العبارة حر في معنى الكلام
خالي من الغايات وصنوف المرام
مبني على أس الفوائد مذهبو
مبني على التعليم جامع للمثال
يسحر الأفكار كالسحر الحلال
لو قراه إنسان مرة بالتمام
لا يمكنو غير يوضعو في مكتبو
لا يمكنه غير يوضعه بمكتب حصين
ويحفظو تاريخ حينًا بعد حين

وإذا جئنا أن ننقل ما قالته الجرائد عنه، يلزمنا على الأقل أكثر من نصف هذا الكتاب، فقد وصفه بعض الكُتَّاب بأنيس العيال، ومُسَلِّي الهموم، ومبعد الغموم، ومعمل الضحك، ومعين الإنسان على النجاح، ومصون الوجه من الغضون، ومساعد على الهضم، ومدرسة لأخلاق الشعب اللبناني.

وبرهانًا على ذلك، فإن حضرة المعلم الشهير يوسف أفندي حرفوش قد نقل قسمًا كبيرًا من التحفة لكتابه «المنتخبات العامية في اللغة العربية»، الذي جعله كدستور لتعليم مَن يأتي إلى كلية حضرات الآباء اليسوعيين في بيروت من الأجانب.

فمن هنا تعلم أهمية التحفة العامية، ومركزها في عالم الأدب.

ومن الكتب التي اعتنينا بطبعها ونَشْرها، كتاب «الخطوة الأولية في اللغة البرتغالية».

وهو الكتاب الوحيد الذي يعين السوري على حفظ لغة البلاد البرازيلية.

وقد قابلته جرائد هذه البلاد بوجه باشٍّ، وكَتَبَتْ عنه الكلام الجميل، وحضَّت السوري على استخدامه لينتفع به.

وقد ذَكَرَه المقتطف، والهلال، والمشرق، والجامعة، وجميع الجرائد العربية بالحسنى.

ويليق بنا أن نأتي على شهادة حامي ذمار اللغة البرتغالية، ورافع منارها الدون كارلوس ملك البرتغال بكتاب الخطوة الأولية.

قال كاتب أسراره الخصوصي الكونت دَ أرنوزو:

حضرة السنيور شكري خوري

أمرني جلالة الملك المعظم والمحبوب، لأشكر لحضرتكم النسخة «المقدمة» من تأليفكم الجميل في اللغة البرتغالية لاستعمال العرب التأليف الذي قدره جلالته قدْرَه …

الإمضاء

قد طبعنا من هذا الكتاب ألف نسخة، وجَلَّدْنا منها ٥٠٠، وقد مضى على ظهوره سنتان، والخمسماية نسخة المجلدة باقٍ منها ماية نسخة، فيكون قد بيع منه ٤٠٠ نسخة، مع أن السوريين في البرازيل يزيد عددهم على الأربعين ألفًا، كلهم بحاجة إلى مُسَاعِد يساعدهم على إتقان لغة هذه البلاد، ومع هذا لم يُبَعْ من الكتاب أكثر من القيمة المذكورة أعلاه!

وفي العام الماضي صدَّرت إدارة الهدى كتابنا «طولة العمر في حديث أبو يوسف ونمر»، بعد أن نَشَرَتْ قسمًا منه في الجريدة، ولما احترقت إدارة الهدى، أكلت النار قسمًا منه، ثم أعادت الإدارة طبعه مرة ثانية.

وإليك الصدى الذي أحدثه «طولة العمر» في العالم العربي.

قالت مجلة المشرق المعروفة بدقة بحثها في المسائل الشرقية:

ونزيد صاحب الكتاب علمًا بأننا وجدنا تأليفه الحديث أهلًا بشقيقه السابق في طريقته الكتابية، وتفنُّنه بالمواضيع، وحُسْن وصفه للعادات بذوق سليم، ودقة نظر، وكل ذلك باللهجة الشائعة في لبنان، فمَن يقرأ فصوله يجد في كل سطر منها مرآة حية لأحوال أهل الجبل في كل أطوار حياتهم، لولا بعض استخفاف في أمور الدين في ثلاثةِ أو أربعةِ أمكنة، لَقلنا إن هذا المصنف في جنسه بلغ الكمال.

ثمَّ نَشَرَت المجلة نبذتين من الكتاب.

وقالت مجلة المنار الإسلامي الشهيرة:

«طولة العمر» كتاب ألَّفه شكري أفندي الخوري السوري المقيم في البرازيل باللغة العامية السورية، وأودعه من الفوائد والنصائح الصحية والأدبية ما لا يَسْتَغْنِي عنه أحد من العامة، على أنه لا يقصر عن إفادة الخاصة … وقد رأينا فيه من قُدْرَتِه على تصوير أفكار العوام، ما يناسب قُدْرَتَه على ضبط عباراتهم في الكتاب، وكلا الأمرين عسير على الناشئين في دور العلم، والمشتغلين بالكتابة والتأليف باللغة العربية الصحيحة، وإننا لنعرف من أنفسنا العجز عن المُضِيِّ في ذلك …

ثم انتقدت ما جاء في الكتاب عن الجرائد والجامعة الإسلامية وسوريا والحجاز والسياسة، بكلام أَخَذَ من المجلة صفحتين.

ومن أقوال جريدة مرآة الغرب:

… فهو كتاب يصح أن يكون سميرًا للفتاة والشاب معًا …

ومن قول جريدة الكوكب:

… هو حديث فكاهي ملذ، ذو فائدة تستحق الاعتبار.

وقال السلام:

لهجة الكتاب تشوق إلى الناس قراءته.

وهذا مقدمة قول المناظر في الكتاب:

أصدر … شكري أفندي الخوري كتابًا ثانيًا باللغة العامية، وأهدانا منه نسخة.

الكتاب الأول هو التحفة العامية، ولكن أين التحفة من «حديث أبو يوسف ونمر».

هذا الكتاب أسمى بحثًا وغرضًا من ذاك … وأخص ما بحث فيه «أبو يوسف» المسألة الشرقية، وما في شئون الدولة العلية من الخلل والزيجة والعزوبة، والعيشة الصحية، بَحَثَ فيها مُوفِيًا، وملأ بحثه فوائد وفكاهة وإسخانًا.

وقالت المنارة:

«طولة العمر» أقل فكاهة من التحفة العامية، ولكنها أجزل فائدة؛ لأنها تبحث بموضوع الصحة والحياة المعيشية.

وقال الصواب:

هو كتاب نفيس فيه من النصائح والأدب ما يفيد فائدة كبيرة، ومن المجون ما يسلي ويجلي الغم عن الصدر، ومَن قرأ التحفة العامية يعلم ما هي طريقة شكري أفندي الخوري بتدبيج النكات الأدبية التي تدخل القلوب من غير استئذان، فتجلي عنها الهم.

وقد كتبت جريدة الاتحاد المصري مقالة افتتاحية بإمضاء «نجيب» عن «طولة العمر»، وأشارت بوجه إجمالي إلى مغازي الكتاب، ومن قول النجيب:

لما استلمت هذا الكتاب، ورأيت غلافه البنفسجي القاتم، وقرأت عنوانه الطويل، كتبت عنه ما نكتبه عادةً عن الكتب التي تَرِد إلى الإدارة مثنيًا على المؤلف، سائلًا للكتاب مزيد الانتشار، وأَخَذْتُ الكتاب «بنوع الصدفة» معي إلى المنزل، فلما قرأته في الليل أمام أولياء العهد من أوله إلى آخره، ورأيت ما فيه من حِكَمٍ باهرة، ومغازٍ أدبية سامية، ونوادر ونكات لطيفة، قلت إن هذا الكتاب يستحق أكثر من تلك الكلمات «البائخة»، وأسرعت صباحًا إلى المطبعة، فألغَيْتُ ما كَتَبْتُه عنه قبلًا على نية أن أَفِيهِ بعض حَقِّه من التقريظ.

ومن قول الشاعر الفكاهي اللطيف أسعد أفندي رستم:

وهو في مذهبي كتاب فريد
كل شيء مما حواه ابتكار

ثم قال:

فلمنشيه خالص الشكر مني
وثنًا يستحقه واعتبار
هو في العلم صاحبي ونسيبي
وابن بكفيا للشويري جار
وكلانا في عالم اللطف فرد
ولنا فيه لا يشق غبار
ولئن لي به يحق افتخار
فبمثلي له يحق افتخار

وقال جرجس أفندي عساف الشاعر المحبوب:

كتاب كما يرجو «العوام» ومَبْحَث
كما يشتهي الأحرار من كاتِبٍ حُرِّ
فجدٌّ له محتاجة كل صحة
وهزلٌ به تجلى الهموم عن الصدْرِ

«ومنها»:

وبيَّن أضرار الخمور مقدمًا
لنا جرعات السم في قدح الخمر

هذا بعض ما قاله أهل الأدب عن كتبنا، وضعناه لنُظهِر فضلهم عليها.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤