الفصل الثاني والعشرون

اقترح هال الذهاب للعثور على السيدة زامبوني في المكان الذي تقيم فيه، لكن مويلان تدخل معترضًا؛ لأن المحققين سيتبعونه بالتأكيد. وعلى الرغم من أن عليهم جميعًا الخروج من الفندق معًا، فإن الشخص الوحيد الذي سيتعقَّبه المحقِّقون بالتأكيد هو المتمرد اللدود وصانع المشكلات جو سميث. قرروا أخيرًا إحضار السيدة زامبوني إلى الغرفة. لتأتي مع السيدة سوايكا أو امرأة أخرى تتحدث الإنجليزية، وتذهب إلى المكتب وتسأل عن ماري بيرك، مُدَّعية أن ماري قد اقترضت منها المال، وأنها مضطرة إلى استعادته كي تدفع إلى متعهد دفن الموتى تكاليف دفن زوجها. ربما لم يكن موظف الفندق يعرف مَن هي ماري بيرك، لكن «الجواسيس» اليقظين سيتجمَّعون ويستمعون، وإذا ذُكر أن ماري من نورث فالي، فقد يربط أحدهم بينها وبين اللجنة المختطَفة.

أوضحوا ذلك جيدًا إلى روسيك، الذي سارع بالخروج، وعاد في غضون ساعة معلنًا عن أن المرأتَين كانتا في الطريق. وبعد دقائق معدودة، سُمِعَ طرْق على الباب، حيث وقفت الأرملة العجوز مُتَّشِحة بالسواد هي وصديقتها. دخلت، ثم رأوا عليها نظرات مندهشة وفَزِعة. طلب روسيك منها أن تعطي جو سميث ثيابَ حدادها!

أوضح الرجل السلافي: «تقول إنها لا تملك ثيابًا غيرها.»

قال هال: «أخبرها أنني سأُعطيها الكثيرَ من المال، ولتشترِ المزيدَ منها.»

صاحت السيدة زامبوني، بسيلٍ من الكلمات المتناثرة: «أوه! يا إلهي!»

«تقول إنها ليس لديها ما ترتديه. وتقول إنه ليس من اللائق أن تكون بلا ملابس!»

«أليس لديها تنورة داخلية؟»

«تقول إن التنورة الداخلية بها ثقوب!»

انفجرت المجموعة في الضحك، واحمرَّ وجه المرأة العجوز من جبهتها إلى حلقها الواسع. قال هال: «أخبرها أن تتدثَّر بالبطاطين. اشتري لها يا ماري بيرك ملابس جديدة.»

كان من الصعب للغاية إقناع السيدة زامبوني بالتخلي عن ثياب حدادها، التي دفعت فيها ثمنًا باهظًا من الوقت والدموع. لم يُطلَب من امرأة شريفة، أم لستة عشر طفلًا، شيء كهذا من قبل، أن تبيع علامة حزنها … وهنا في غرفة فندق، مزدحمة بعشرات الرجال! كما أن مرح الرجال الذي كان في غير محلِّه زاد من صعوبة المهمة. صاحت السيدة زامبوني مجددًا: «أوه! يا إلهي!»

قال هال: «أخبرها أن هذا مهم جدًّا. أخبرها أنني يجب أن أحصل على ملابسها.» ثم عندما رأى روسيك أنه لم يكن يُحرز تقدمًا، أدخل في كلامه بعض المفردات الإنجليزية التوافُقية التي يتعلَّمها المرء في المعسكرات. وقال: «يجب أن يأخذها! أمر مؤكد! يجب أن يتخفَّى! بسرعة! يجب أن يتخفَّى من رئيس العمال! أتفهمين؟ سيُقتَل إذا لم يذهب!»

وأخيرًا وافقت المرأة العجوز الخائفة. وقال روسيك: «تقول فليُدِر الجميع ظهورهم.» واستدار الجميع وهم يضحكون ويتهامسون في مرحٍ، بينما خلعت السيدة زامبوني ملابسها، تحت حماية ماري بيرك والسيدة سوايكا، ثم وضعت بطانية حول كتفَيها الحمراوَين على سبيل الاحتشام. عندما ارتدى هال الملابس، كانت واسعة بمقدار قدم من جميع الجوانب، ولكن بعد أن حشوها بوسادتَي سرير في الجزء الأمامي، وشدُّوهما بقوة عند خط الخصر، أصبح التنكر أكثر إحكامًا. ارتدى حذاء السيدة العجوز الذي أصبح عريضًا عند تمزيقه، ووضعت ماري بيرك قلنسوة الأرملة على رأسه وأغطية الوجه الكثيرة، وبعدها لم يكن أطفال زامبوني أنفسهم ليشتبهوا في هذه الهيئة التنكُّرية.

حظيت المجموعة بالمرح بضع دقائق، على الرغم مما بدت عليه ماري من الإنهاك واليأس، فقد استحوذت عليها الآن روح المرح. ولكن سرعان ما تلاشى الضحك. وحان وقت العمل. قالت ماري بيرك إنها ستبقى بملابس السيدة زامبوني كي تفتح الباب في حالة حضور أحد موظفي الفندق أو المحققين. طلب هال من جيم مويلان مقابلة إدوارد وإخباره بأن هال يكتب بيانًا لعمال نورث فالي، ولن يكون مستعدًّا للمغادرة حتى موعد قطار منتصف الليل.

وافقوا على هذه الأمور، وصافح هال الجميع، وغادر أحد عشر رجلًا الغرفة معًا، ونزلوا الدرج، وساروا عبر الردهة، ثم تفرَّقوا في كل اتجاه بالشوارع. تبعتهم بعد دقيقة السيدة زامبوني المزيفة والسيدة سوايكا … وكما توقعا، فقد وجدا الردهة خالية من المحققين.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤