الفصل الأول

كلمة في مَنْشأ هذه الدولة وأحوالها وأنظمتها

يقول بعض المؤرخين المحدثين: إن دولة بني أمية هي الدولة العربية الخالصة، أما دولة بني العباس فدولةٌ عربيةٌ شكلًا أعجميةٌ حقيقة، ولو أُتيح للعنصر العربي في العصر العباسي بما أُتيح له في العصر الأموي لَأتى بالعجب العجاب، ولكن الطغيان الأعجمي الذي طغى على العنصر العربي قد بدَّل الوضع وأفسد القضية العربية … يقول الجاحظ في «البيان والتبيين»: «إن دولةَ بني العباس أعجميةٌ خراسانية، ودولةَ بني مروان أمويةٌ عربية …» ويقول المسعودي في «مروج الذهب» في معرض حديثه عن قيام الدولة العباسية وزوال الدولة الأموية: «سقطت قياداتُ العرب وزالت رياستها …»

وهذه الأقوال السابقة تدلُّ على أنه بانتقال الملك من بني أُميَّة إلى بني العباس ضَعُف شأنُ العرب وخُضِدَت شوكتهم، وهو قول صحيح بعضَ الشيء، فقد كان السلطان العربي في العصر الأموي سلطانًا قويًّا بارز القسمات في كل شيء؛ فالولاية للعربي، والقضاء للعربي، والأرض للعربي، والناس كلهم من أسود وأصفر وأسود دونه، بل خَوَلٌ له، وسَوَادُ العراق هو بستانٌ لقريش، تنال ثماره وتستغلُّ عقاره؛ هذا قول صحيح، ولكنه — في رأينا — قول مبالغ فيه؛ فقد كان العربي كلَّ شيء في العصر الأموي، ولكنَّه ظلَّ في العصر العباسي ذا نفوذ وسلطان، وإن كان لا يضاهي نفوذَه وسلطانه في العصر الأموي، فما استطاع العنصر الأعجمي في الدولة العباسية الجديدة أن يقضي على النفوذ العربي تمامًا، وإن استطاع أن يهوِّن من أمره بعضَ التهوين. يقول الدكتور عبد العزيز الدوري في مَعرِض حديثه عن نشأة الدولة العباسية بعد عرضه للنظرية السابقة: «ولعل هذه الأقوال صحيحة في أساسها، لكنها متطرِّفة على ما أرى، فمن المبالَغة أن نقول بأن سلطان العرب ينتهي بسقوط الأمويين، فالخلفاء العباسيون كانوا عربًا هاشميين (من جهة الأب على الأقل)، وكانوا يعتزُّون بنَسَبهم ويعتبرونه أكبرَ مَناقبهم، ومع أنهم قرَّبوا الفرس إلَّا أنهم سيطروا عليهم فنكَّلوا بهم حين شعروا بتعاظُم نفوسهم، كما فعل أبو العباس بالخلَّال، والمنصورُ بأبي مسلم، والرشيدُ بالبرامكة، والمأمونُ بالفضل بن سهل، وقد أُعْطِيَت بعضُ المناصب الهامة كالوزارة إلى الفرس، ولكنَّ عددًا كبيرًا من الولاة والقواد كانوا عربًا في العصر العباسي الأول، فإن كثيرًا من أصحاب المناصب في الدولة الجديدة كانوا عربًا.» وإن ما يذكره الدوريُّ صحيح، إلا أن أصحاب تلك النظرية قالوا: إن السلطان العربي قد اضمحلَّ، وإن الدولة قد اصطبغت بصبغة أعجمية بعد أن كانت عربية خالصة، وقد اختصَّ آلُ العباس الأعاجمَ بصورة عامة، والخراسانيين بصورة خاصة، ولا غَرْوَ فإنهم كانوا عماد دولتهم ومَوْئِل حركتهم، أما العرب فقد فقدوا كثيرًا من امتيازاتهم التي كانت لهم في العصر الأموي، سواء أكان ذلك في الوظائف الكبرى، أو في الإقطاعات التي يأخذونها، أو في النفوذ بصورة عامة.

يقول المسعودي في المروج: «إن المنصور هو أول خليفة استعمل مَواليه وغلمانه وصرَّفهم في مهماته، وقدَّمهم على العرب، فامتثلت الخلفاء ذلك من بعده.» وقد كان من نتائجِ هذا التقلُّصِ لنفوذ العرب وبروز السلطان الأعجمي أنْ دخلتِ النُّظمُ الأعجمية من فارسية وغير فارسية في الدولة الجديدة، ومن أبرز هذه النُّظم تلك النزعةُ الكسروية الساسانية الاستبدادية، وما إليها من المراسيم والتقاليد التي كانت قد بدأت في الظهور أيامَ بني أمية، فإذا هي في ظل الدولة الجديدة تترعرع بقوة وعزة، وقد بعُدت الشُّقَّة بين الدولة وبين القبيلة والبادية العربية بُعدًا شاسعًا، أما في العصر الأموي فعلى الرغم من محاوَلة خلفائه اقتباسَ النظم والتقاليد الأعجمية، فإن صلة الخلفاء والأمراء بالقبيلة العربية وتقاليدها وآدابها الموروثة كانت ذات أثر ملموس واضح.

ومما يُلاحظ أيضًا في هذه الدولة الجديدة أنها ألبست دعوتها لباسًا دينيًّا، فادَّعى أصحاب الدعوة الأولين أنهم إنما قاموا بدعوتهم اتِّباعًا لكتاب الله، وإحقاقًا لحق آل بيت رسول الله، وتحكيمًا لسُنة رسول الله التي اضطُهدت في العصر الأموي، وإرجاعًا لنُظم الخلافة كما أرادها الرسول الكريم بدل الملك العَضُوض الذي أحدَثَه أملاك أمية، يقول ابن الطقطقي في «الفخري»: «إن هذه الدولة ساسَتِ العالَمَ سياسةً ممزوجة بالدِّين والمُلك، فكان أخيار الناس وصلحاؤهم يطيعونها تديُّنًا، والباقون رهبةً أو رغبة.» والحق أن العباسيين إنما سلكوا هذه السبيل لأنهم استعانوا بأبناء عمومتهم العَلَويين أصحاب الحق الأقرب في الخلافة، واعتمدوا عليهم في تكوين دعوتهم إلى أن تمَّ لهم الأمر، فتنكَّروا لهم وفتَكُوا بهم. ومما يُلاحَظ في هذه الدولة الجديدة أيضًا أن نظام الخلافة وولاية العهد ووراثة الحكم أصبحت أمورًا وراثية تقليدية، وقد كان الأمر في العصر الأموي قريبًا من ذلك، إلا أنه كان يكون للشورى والسِّنِّ والعُرْف القَبَلي بعضُ الرعاية أو بمقدار أكثر مما صار إليه في أيام بني العباس؛ فقد أصبح نظام ووراثة العهد ميراثيًّا بكل معنى الكلمة، فلا الشورى لها موضع، ولا العُرف والتقاليد العربية في اختيار ولي عهد الخليفة لها رعاية، فكم وَلِيَ الخلافةَ طفل! وكم أُسْنِدَت أمورُ المسلمين إلى حَدَثٍ لم يُؤتِ من شرائط الخلافة ما يؤهِّله للقيام بأعبائها! وما كان هذا الأمر ليستساغ في العصر الأموي؛ لأن الروح العربية كانت ما تزال قوية، والتقاليد ورعاية السن والمقام كان لها أثَرُها في اختيار الخليفة وولي العهد. ويجب أن لا يغرب عن البال أن الأمويين كانوا على الرغم من نزعتهم الاستبدادية لا يستطيعون تخطِّيَ التقاليد العربية، فقد حافَظوا على حُرمة القبيلة ومكانة رئيسها، وراعوا فكرة احترام الأنساب حق الرعاية، كما راعوا حُرمة المكانة الاجتماعية، أما خلفاء بني العباس فقد أخذت التقاليد والمراسيم الفارسية والأعجمية تحتلُّ مكانتها عندهم، وفي هذا دليلٌ على ما ذهبنا إليه من مُشايَعة أصحاب الرأي القائل بأن هذه الدولة الجديدة دولةٌ ذات طابع فارسي واضح؛ فقد اعتمد الخلفاء على الفُرس والموالي وقرَّبوهم منهم، واستطاع هؤلاء الموالي — متستِّرين وراء الفكرة القائلة بأن الدِّين الإسلامي قد ساوَى بين معتنقِيه كافة، وأنه لا فضلَ لعربي على عجميٍّ إلا بالتقوى — أن يَنفذوا إلى قلوب الخلفاء، وأن يسيطروا على مَرافِق الدولة ومؤسَّساتها.

وقد اهتمَّ خلفُ بني العباس منذ فجر تأسيس سلطانهم بترتيب الدولة وتأسيسها وتنظيماتها ترتيبًا جديدًا يعتمد على الإصلاح والقوة، ويكاد يكون النظام الإداري للدولة الجديدة هو النظام الإداري السابق الذي وُجِد في أخريات أيام بني أمية، إلا ما أحدثه العهد الجديد من نظم وتراتيب استقاها من التراتيب الإدارية الأعجمية، أو الأنظمة الدولية الكِسْروية، ومن أبرز تلك التراتيب الأمور الآتية:
  • (١)

    أنهم عزَّزوا وظيفةَ «الكاتب» أو «الوزير» وثبَّتوا مركزه ولقبه، وخوَّلوه سلطانًا واسعًا، وجعلوه المشرف الأعلى على دواوين الدولة كافة والتي تعدَّدت، وهذا لم يكن معروفًا في العصر الأموي، فإن الكاتب أو الوزير وقتئذٍ ما كان إلَّا مُدَوِّنًا لما يُملِيه الخليفة عليه، ويبعث به إلى الأقاليم، وينفِّذ أوامره ويتقيَّد بإرشاداته.

    أما نظامُ الوزارة في العهد الجديد فنظامٌ ذو سلطانٍ واسع وإشرافٍ تام على مَرافِق الدولة ومؤسَّساتها كافة.

  • (٢)

    أنهم أصلحوا شئون الدواوين، وأمروا بترتيب سجلاتها ترتيبًا يحفظ أوراقها من التلف والضياع؛ حتى يمكن الرجوع إليه، كما أنهم حدَّدوا وظائف كلٍّ من: أصحاب دواوين «الخراج» و«الخاتم» و«النفقات» و«الصدقات» و«البريد» و«الجند» و«الإقطاع» و«المصادرة» و«الشكاوى» و«الضرائب»، بعد أن كانت مختلفة في العهد الأموي.

  • (٣)

    أنهم أشركوا غير العرب في الجيش بعد أن كان أمره محصورًا بالعرب أيامَ بني أمية.

    وقد بالَغ العباسيون في الاعتماد على غير العرب، وبخاصةٍ الخراسانيون، حتى غدا العربي في الجيش غريبًا أو كالغريب، وخصوصًا بعد عصر المتوكل على الله ومَن بَعده من الخلفاء، وقد اهتمَّ الخلفاء العباسيون بالجيش وترتيبه وتنظيمه ترتيبًا كسرويًّا، كما جعلوا فيه فِرَقًا من الجند المرتزقة وسموا لهم الرواتبَ الكبيرة اعتمادًا عليهم وثقةً بهم.

  • (٤)

    أنهم رتَّبوا الأمور المالية ترتيبًا جديدًا يلائم الحركةَ الجديدة والدولة الناشئة، فبَعد أن كان النظام المالي في العصر الأموي نظامًا أقرب إلى البساطة يعتمد في جميع موارده على الزكاة والصدقات والجزية والخراج والفيء، وهذه أمور جاء بها الشرع وعمل بها الخلفاء الراشدون، فلما جاء الأمويون استحدثوا بعضَ الضرائب والمكوس غير الشرعية، كهدايا النيروز والمهرجان، وأموال المصادَرة، وجزية الموالي بعد إسلامهم، وجزية مَن أعفاهم الإسلام، إلى غير ذلك ممَّا لم يُقِرَّه الشرع.

    فلما تولَّى بنو العباس واعتنوا بنظام ريِّ الأراضي وفرض الضرائب عليها وعلى التجارة عن الموالي، وساووا بينهم وبين العرب، زادوا الخراج وأخذوا الجزية من بعض مَن منع الإسلامُ أخْذَها منهم كالرُّهبان ومَن لم يبلغوا سنَّ الحُلُم، كما أنهم أحدثوا ضرائب جديدة غير شريعة؛ كضرائب أخماس المعادن، وضرائب الركاز، وضرائب المصائد والسفائن وما يخرجه البحر، والضرائب التي تُفرَض على التجار وبعض السوقة وأهل الحوانيت، وضرائب المواريث والتركات، وضرائب المراعي والقوافل، وأكثر هذه الموارد قد استحدثه الأمراء العباسيون تمشِّيًا مع تحضير الدولة، وسدًّا لأبواب النفقات التي اقتضتها الدولة الجديدة.

  • (٥)

    أنهم اهتموا اهتمامًا عظيمًا بالناحية الثقافية والفنية تمشِّيًا مع تقدُّم الأمَّة في مضمار الحضارة وتطلُّبًا للمعرفة والإدراك، وقد لعب أبناءُ الدول المفتوحة من روم وسريان وأقباط وفرس وأنباط دورًا خطيرًا في إيجاد ثقافة إسلامية رفيعة، أنتجتْ أطيبَ الثمار في العصر العباسي الأول، ثم العصر العباسي الثاني، وليس هنا مجال تفصيل هذا البحث.

  • (٦)

    أنهم من الناحية الاجتماعية خلقوا بيئة رفيعة غنية في أفكارها وحياتها وتقاليدها وآدابها وأخلاقها، فبعد أن كانت البيئة في العصر الأموي عربيةً أقربَ إلى البداوة والسذاجة، أصبحت في هذا العهد بيئةً معقَّدة مطعَّمة بخلاصة الحضارات القديمة العريقة من فارسية ورومية ومصرية وهندية، وقد اضمحلَّت الروحُ القَبَلية التي كانت في العصر الأموي وحلَّت محلَّها روحٌ جديدة، هي روحُ التعصُّب القومي أو البلدي، بعد أن كان العرب في العصر الأموي منقسِمِين إلى قيس ويمن، أو قحطانية وعدنانية، أصبحنا نجدهم في هذا العصر صفًّا واحدًا يحارب فكرةً خَطِرة جاء بها الموالي لهدم كيانهم، أَلَا وهي فكرة الشعوبية، كما أصبحنا نرى كثيرًا من الفِكَرِ الاجتماعية الغريبة عن البيئة العربية واضحةَ المعالم تمدُّ برءوسها وترفع عقيرتها؛ مثل: فكرة الزندقة، والإلحاد، والمانوية، والمزدكية، والخرمية.

  • (٧)

    أنهم لما رفعوا من شأن الأعاجم والموالي غير العرب كان منطقيًّا أن يتطاوَل هؤلاء الأعاجم والموالي على العرب، تنفيسًا للكرب الذي قاسَوْه أيامَ بني أمية، وقد نتج من ذلك معاركُ وفتنٌ سيفية وقلمية ظهر أثرها في كل شيء حتى في التأليف والتدريس والقضاء والشعر والأدب بصورة عامة، استطاع الموالي بما أوتوه من سلطان ومَلَكات أن يطمسوا كثيرًا من مَعالم الفضل العربي ونتائج القرائح العربية، أو يشوِّهوا مَباهِجَها الرائعة.

  • (٨)

    أنهم اتخذوا المشرق، وبخاصة العراق كانت مركزًا لحركتهم، وفي هذين الإقليمين مراكز ذات ثقافات قديمة، ولها أفكار خاصة ذات طابع معروف، ففي العراق والكوفة — التي كانت مقر الدعوة العباسية — اجتمع كثير من الثقافات القديمة والديانات العريقة، وكان من جرَّاء هذا كله أن نبغت جماعاتٌ ذوو آراء وأفكار غريبة عن النفس العربية؛ كفكرة التناسُخ، وفكرة الحلول، وفكرة الحق الإلهي، وغير ذلك من الأفكار الغريبة عن العقلية العربية. وفي المشرق، وخراسان بالخاصة، كانت مجتمعات لشتَّى الثقافات والأفكار والديانات والآراء، وكان فيها كثيرٌ ممَّن أسلَمَ رغبةً في منفعة أو رهبة من بطش وقلبه مملوءٌ كرهًا للعرب والإسلام، فاضطرَّ أن يُسلِم ونفسه مُشبَعة بديانته القديمة والفلسفات العتيقة التي توارَثَها واعتنقها، فما كان من السهل أن يتخلَّى عنها للدِّين الجديد الذي جاء العرب به.

  • (٩)

    أنهم باعتمادهم على الموالي قوَّوا النزعات القومية، فأخذ العرب مع ما هم عليه من حزازات قديمة يتحزَّبون على الأعاجم، ويرجعون إلى عنعناتهم الجاهلية التي حارَبَها الإسلام وكاد أن يقضي عليها، وأخذ الفُرس والموالي على العموم يتكتلون ضد العرب، وأخذت بوادر النزعات القومية والإقليمية والبلدية تبرز في الأقاليم المفتوحة، وبخاصة في مقاطعات خراسان والخزر وبلاد المشرق، وأخذ الطامحون من أبناء فارس والديلم والأتراك يفكِّرون في الانسلاخ عن جسم الدولة العربية والعمل على استقلالهم الذاتي، ويجهرون بذلك، وهذا أمر لم يكونوا يجرءون على تنفيذه في العصر الأموي، أما الآن فالقادة منهم، والوزراء منهم، وأصحاب الدواوين والدولة منهم، فما عليهم إلَّا أن يرسموا الخطط ويهيئوا البرامجَ للعمل في المستقبل القريب ضد الدولة العربية، وهكذا كان.

  • (١٠)

    كان من جرَّاء نقل العاصمة من الشام إلى العراق أن انتقل النشاط الفكري والسياسي للإمبراطورية العربية إلى المشرق، فسادت الثقافات المشرقية بين الفارسية والسريانية والنبطية والهندية والرومية في الدولة الجديدة، كما ضَعُف نفوذُ الدولة المركزية في الولايات الغربية كشمال إفريقية ومصر وجنوب الجزيرة العربية، وانقطعت الصلة بالمرَّة بينها وبين الأندلس الذي استقلَّ تمامًا بتأسيس الدولة الأموية فيه كما بيَّنَّاه في آخِر عصر الاتساق.

  • (١١)

    كان من جرَّاء نقل العاصمة أيضًا، ولأسباب أخرى، أن بعض الممالك الإسلامية في شمال إفريقية وعمان والأندلس لم يتابع الخلافةَ الجديدة لبُعْده عنها، أما مصر فكان اعترافُها اعترافًا شكليًّا كما سنفصِّله فيما بعد.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤