المعتصم بن الرشيد
(١) أوليته
(٢) بيعته وما أعقبها من أحداث
رأينا أن المأمون عهد إليه بالأمر بعده، ويظهر أن بعض الأجناد والرؤساء وخاصة العرب منهم أرادوا مبايعة ابن أخيه العباس بن المأمون؛ لأنه كان فتًى عاقلًا ومتعلمًا ومحبوبًا، وبخاصة لدى العرب، فإن هوى المعتصم كان تركيًّا، ولكن العباس نفسه بايع عمه، وحسم هذا الشغب، وقد بُويع المعتصم في اليوم الذي مات فيه أخوه المأمون في ١٩ رجب ٢١٨، وهو ببلاد الروم، ورجع من فوره إلى بغداد تنفيذًا لوصية أخيه، وخوفًا من الانشقاق والفتنة، بعد أن أمر بهدم ما كان المأمون قد بناه بمدينة طوانة من حصون وقلاع، وحمل ما قدر عليه من السلاح والمتاع والآلات الحربية، وأحرق ما لم يقدر على حمله، وصرف من كان أحضرهم المأمون من العمال والناس إلى بلادهم، ودخل بغداد في رمضان سنة ٢١٨ھ ومعه العباس بن المأمون، فأخذ يرتب أمور دولته، وولَّى وزارته إلى كاتبه قبل الوزارة وهو الفضل بن مروان، ولم يكد يستقر ببغداد حتى بلغه خبر الخرَّمية وثورتهم، فأخذ يعدُّ العدَّة للقائهم والفتك بهم، وجرت في عهده بثوق وفتن كثيرة كان لها بالمرصاد، كما كان له ببلاد الروم جولات موفَّقة سنعرض إلى تفصيلها فيما بعد.
(٣) الأحوال الداخلية
- (١) في سنة ٢١٩ھ: ثار على المعتصم الإمام محمد بن القاسم بن علي بن عمر بن علي بن الحسين الزيدي العلوي، وكان مقيمًا بالكوفة فخرج منها إلى إقليم الطالقان بخراسان يدعو إلى «الرضى من آل محمد»، واجتمع إليه الناس كثيرًا فاهتمَّ به عبد الله بن طاهر، وجرت بين الطرفين حوادث وحروب انهزم فيها محمد بن القاسم، ثم تمكَّن منه عبد الله بن طاهر فأرسله إلى المعتصم فحبسه بسامرَّا، ثم تمكن من الهرب ولم يُعرف له خبر، وهو الذي تزعم بعض فِرق الزيدية أنه حيٌّ لم يمت، وأنه سيعود.
- (٢) ثورة الزط: قوي أمر الزط (وهم قوم من أخلاط الشعوب الآرية والسامية) في سنة ٢١٩ھ، وأخذوا يعيثون في الأرض الفساد، ويقطعون على السابلة طريقهم بين البصرة وواسط وبغداد، حتى انقطع عن بغداد جميع ما كان يُحمل إليها من السفن،٤ وقد انضم إليهم كثير من العبيد الأُبَّاق وموالي باهلة، فبعث إليهم المعتصم القائد عجيف بن عتبة فحصرهم بالبطيحة بأن سدَّ أفواه الأنهار التي كانوا يدخلون فيها ويخرجون، ثم حاربهم بشدة فتمكن من قتل نفر منهم قريب من ثلاثمائة شخص، وأسر نحوًا من خمسمائة، وضيَّق الخناق عليهم حتى استأمنوا له على دمائهم وأموالهم فأجابهم إلى ذلك، ويذكر الطبري أن عددهم كان نحوًا من سبعة وعشرين ألف شخص.
- (٣) ثورة مازيار القارني: هو ماه يزديار بن قارن آخر الأمراء القارنيين أخرجه شهريار بن شيرويه من طبرستان، فالتجأ إلى المأمون وأسلم على يديه، وتسمى بمحمد، ولكنَّ إسلامه كان إسلامًا سطحيًّا، لم يلبث أن خلعه حينما مات خصمه شهريار في سنة ٢١٠ھ، فولَّاه المأمون على طبرستان وما والاها، فذهب وطرد سابور بن شهريار، ثم لحق به فأسره وقتله واستولى على الجبال.ولمَّا قوي أمر المازيار عزم على إعلان استقلاله، وانتهز فرصة قيام الأفشين بثورته ضد الأمراء الطاهريين، فأيد الأفشين وأعلن عصيانه، ويظهر أن المازيار أعلن القول بتركه للإسلام ورجوعه إلى دينه القديم، وقال المسعودي: «إن المازيار أقرَّ على الأفشين أنه بعثه على الخروج والعصيان لمذهب كانوا اجتمعوا عليه، ودين اتفقوا عليه من مذاهب الثنوية والمجوس.»٥ ويقول البلاذري: «إنه كَفَرَ وعُذِّر.»٦ ويقول البغدادي في «الفَرقُ بين الفِرَق» (ص٢٥٢): «إن المازيار كان خرميًّا من المحمرة.» ولما أعلن المازيار ثورته خلع الطاعة واستولى على أملاك العرب ومواليهم، ووزعها على الفلاحين من أهل تلك البلاد، بل إنه غرى الفلاحين على قتل أصحابها من العرب بقوله: «إني قد أبحتكم منازل أرباب الضياع وحرمهم، فاقتلوا أرباب الضياع جميعهم قبل ذلك، ثم خذوا ما وهبت لكم من المنازل والحرم.»٧ وهذا يوضح لنا أن ثورة المازيار فارسيَّة خرميَّة ترمي إلى هدم السلطان العربي والدين الإسلامي، وقد اعتنقها عددٌ كبير من الإيرانيين وعمَّ بلاؤهم، فعاثوا خلال الديار، واضطر الخليفة إلى أن يبعث إليهم الحسن بن الحسين، حيان بن جبلة، ومحمد بن إبراهيم، بجيوش كبيرة ليعاونوا عبد الله بن طاهر للقضاء عليهم، وهكذا استطاع الجيش العباسي من السيطرة عليه وأسره، فأُرسِل إلى سامراء وصُلب إلى جانب بابك سنة ٢٢٤.
- (٤) حركة بابك الخرَّمي: ذكرنا في بحثنا عن المأمون أن بابك الخرَّمي ظهر في عهده وأخذ يدعو الناس إلى دين الخرَّمية، وأن أمره تعاظم جدًّا فبعث إليه المأمون جمَاعة من كبار قوَّاده ففتك بهم، ومات المأمون وسلطان بابك ممتد إلى «أذربيجان» و«همذان» و«أصفهان» و«ماسبذان»، وأن المأمون أوصى المعتصم بقوله: «والخرمية فأغزهم ذا حزامة وصرامة وَجَلَدٍ، وَاكْنُفْهُ بالأموال والسلاح والجنود من الفرسان والرجالة، فإن طالت مدتهم فتجرَّد لهم بمن معك.» وهكذا كان، فبذل المعتصم هِمَّتَه في خَضْدِ شوكة بابك؛ لئلا يسيطر على البلاد الفارسية التي تروقها دعوته، فاختار لحرب بابك قائدًا كبيرًا هو حيدر بن كاوس الأشروسني الملقب بالأفشين، وهو لقب ملوك أشروسنة، وبعثه إليه في سنة ٢٢٠ھ، فنظم الأفشين أمره واستعد للقاء خصمه القوي، ثم خرج فأتى أردبيل وكانت أول وقعة بينهما في «أرشق» أحد حصون الأفشين ففتك بهم، واستطاع هو الإفلات ودخل موقان، واستمرت الحروب بين الاثنين مدَّة طويلة، وفي سنة ٢٢١ھ استطاع الأفشين الاستيلاء على «البذ» وهي قلعة بابك، ثم أسر بابك وأخاه وأسرته، وذهب بهم مقرَّنين في الأصفاد إلى سامراء، وكان دخوله عليها يومًا مشهودًا، وما لبث أن قُتل وصُلب، وهكذا قُضي على هذا الثائر الطاغية، الذي يروي الطبري أن عدد مَن قتلهم من المسلمين في عشرين سنة كان ٢٥٠٠٠٠ مسلم، وأن عدد الأسيرات المسلمات اللواتي استُنْقِذْنَ من سجنه ٧٦٠٠، ويقول المسعودي:٨ «إن من أدركه الإحصاء ممن قتله بابك في ٢٢ سنة من جيوش المأمون والمعتصم من الأمراء والقواد وغيرهم من سائر طبقات الناس في القول المقلل خمسمائة ألف، وقيل أكثر من ذلك، وإن الإحصاء لا يحيط به كثرةً.» وتقدير الطبري أقرب إلى الصواب فيما نظن؛ لأنه كان يطلع على الوثائق الرسمية.
- (٥) فتنة الأفشين: كان الأفشين من قواد المعتصم الكبار الذين لعبوا دورًا على مسرح السياسة في العصر العباسي، ويظهر أن الرجل طمع في الاستقلال بأشروسنة، فقد عرف عبد الله بن طاهر أن الأفشين لما كان يحارب بابك كان لا تأتيه هدية، ولا يجتمع له مال إلا أرسله إلى موطنه سرًّا، ثم علم المعتصم بأن مراسلات قد كانت بينه وبين المازيار الثائر، واطلع الخليفة على تلك المراسلات فكتمها، وساءت ظنونه في الأفشين، وفي سنة ٢٢٥ھ كتب صاحب البريد في أذربيجان إلى الخليفة أن منكجور بين الأفشين وأمير أذربيجان قد احتجن أموالًا عظيمة في محاربة بابك، ولكنَّه لما سئل عن ذلك لم يعترف، ولما أراد المعتصم وقتئذٍ على الأفشين فأحسَّ بذلك وأراد الهرب إلى أرمينية عن طريق الموصل فلم يُوفَّق، ثم أراد القيام بمؤامرة لقتل الخليفة فلم يُوفق، واكتُشفت مؤامرته فقُبض عليه وسُجن في رابع ذي الحجة سنة ٢٢٥ھ، ثم عقد المعتصم محكمة عليا لمناظرة الأفشين برئاسة الوزير محمد بن عبد الملك الزيات وعضوية أحمد بن أبي دؤاد قاضي القضاة وإسحاق بن إبراهيم بن مصعب، وقد حفظ لنا الطبري وصاحب العيون والحدائق محضر هذه الجلسة، وفيما يلي خلاصة ذلك المحضر: عن هارون بن عيسى بن المنصور قال: «شهدت دار المعتصم وفيها أحمد بن أبي دؤاد وإسحاق بن إبراهيم ومحمد بن عبد الملك، وأُتي بالأفشين ولم يكن بعدُ بالحبس الشديد، فأُحْضِرَ قوم من الوجوه لتبكيت الأفشين بما هو عليه، ولم يُتْرَك بالدار أحد من أصحاب المراتب إلا ولد المنصور وصرف الناس، وكان المُنَاظِر له محمد بن عبد الملك» … أما المواد التي ناقشه فيها فيمكن إجمالها فيما يلي:
- (١)
سُئل عن جَلْده مؤذِّنًا وإمام مسجد في أشروسنة، فأجاب: لأنهما حوَّلا بيت أصنام إلى مسجد، وهذا ينافي الاتفاق مع ملوك الصغد بترك الروم على دينهم.
- (٢)
سُئل عن كتاب وُجد عنده، وهو مزيَّن بالذهب والفضة والجوهر والديباج مع أن فيه كفرًا بالله، فأجاب: إنه كتاب ورثه من أبيه، فيه آداب الملوك، فكنت أستمتع بالأدب وأترك ما سوى ذلك ككتاب كليلة ودمنة.
- (٣)
قال الموبذ (وهو رجل الدين عند الفرس، وقد طُلب إليه أن يَحْضُر شاهدًا لتلك المناظرة): إن هذا كان يأكل المخنوقة، ويحملني على أكلها، ويزعم أنها أرطب لحمًا، وكان يقتل شاة سوداء كل يوم أربعاء يضرب وسطها بالسيف، ثم يمشي بين نصفيها ويأكل لحمها، وإنه قال يومًا: إني قد دخلت لهؤلاء القوم في كل شيء أكرهه حتى أكلت لهم الزيت، وركبت الجمل ولبست النعل، غير أني لهذه الغاية لم تسقط عني شعرة (يعني أنه كبر ولم يختتن)، فلما سمع الأفشين كلامه قال: خبروني عن هذا الذي يتكلم بهذا الكلام، أثقة هو في دينه؟ قالوا: لا، قال: فما معنى قبولكم شهادته؟ ثم التفت إلى الموبذ وقال له: كنت أدخلك إليَّ وأَبُثُّك سري، وأخبرك بالأعجمية وميلي إليها وإلى أهلها، فلستَ بالثقة في دينك ولا بالكريم في عهدك، إذا أفشيت عليَّ سرًّا أسررته إليك.
- (٤)
قال المرزبان بن تركش، (وهو أحد ملوك الصغد، وهو ممَّن شهد عليه): إن أهل أشروسنة كانوا في رسائلهم يكتبون «إلى إله الآلهة من عبده فلان بن فلان»، فقال الأفشين: نعم، وهذه عادة القوم لأبي وجدي، ولي قبل أن أدخل الإسلام، فكرهت أن أضع نفسي دونهم فتفسد عليَّ طاعتهم.
- (٥)
قال له ابن أبي دؤاد: أمطَّهر أنت؟ فقال: لا، قال فما منعك من ذلك وبه تمام الإسلام؟ قال: لم أكن أعلم هذا!
وما إن أتمَّ قوله واعترف بذنبه حتى سيق إلى السجن الشديد المبنيِّ خصِّيصًا له، لداخل الجوسق وكان مرتفعًا شبيهًا بالمنارة، فبقي فيه بدون طعام ولا شراب حتى مات فيه جوعًا سنة ٢٢٦ھ، وبذلك انتهت هذه الفتنة، وقُضي على رأس حركتها.
- (١)
(٤) الأحوال الخارجية
مات المأمون وهو يحارب الروم، فأوصى أخاه المعتصم بإتمام حروبه معهم فور استخلافه، ولكن مرَّت بالمعتصم فتن داخلية كفتنة مازيار وبابك، ويُروى أن بابك كَاتَبَ مَلِكَ الروم يقول له: إن ملك العرب قد وجَّه أعظم جيشه إليَّ ولم يبقَ على بابه أحد، فاغتنم الفرصة، فلم يلبث ميخائيل بن تيوفيل حتى خرج في جيش عظيم يقال إن عدده مائة ألف، فأتى «زبطرة» وقتل أهلها وسبى النساء وأحرقها، ثم مضى إلى «ملطية» فأغار على أهلها وسبى نساءها، وبلغت هذه الأخبار مسامع المعتصم فسأل: أيُّ بلاد الروم أعظم أو أمنع؟ فقالوا له: «عمورية»، وهي مسقط رأس تيوفيل، فتجهَّز جهازًا لم يتجهزه خليفة قبله من السلاح والعُدَد والآلة والجيش والخيول، وجعل على المقدمة أشناس وعلى الميمنة أيتاخ وعلى الميسرة عبد الله بن دينار، وسار هو بنفسه في الطليعة، وكان ذلك في جمادى الأولى سنة ٢٢٣ھ في جيش ضخم يقال إنه كان نصف مليون جندي، ولما وصل إلى «سروج» أرسل الأفشين أمامه وسار هو إلى «طرسوس»، والتقى جيش الأفشين بجيش ميخائيل، كان النصر أول الأمر لميخائيل ثم انتصر الأفشين وتفرق جيش ميخائيل، أما المعتصم ومعه أشناس فإنهما سارا إلى «أنقرة» فدخلاها دون أية مقاومة، واجتمع الأفشين بعدئذٍ بالمعتصم فضم جيشه، ثم قسمه إلى ثلاث فِرق؛ الفرقة الأولى بالميسرة وعليها أشناس، والفِرقة الثانية بالقلب وفيها الخليفة نفسه، والفِرقة الثالثة بالميمنة وعليها الأفشين، وكان بين كل قسم فرسخان، فسارت هذه الفِرق الثلاث حتى بلغت «عمورية» سنة ٢٢٣ھ وكانت محصنة بقوة، فاشتدَّ القتال بينهم وبين الروم وضربت الأسوار وثُلِمت، واقتحم المسلمون المدينة وغنموا فيها مغانم كثيرة، ثم عاد المعتصم إلى «طرطوس»، وبينما كان المعتصم في طريق عودته إلى «سامراء» اكتشف مؤامرة دنيئة رتبها بعض القادة لاغتيال الخليفة واستخلاف العباس بن المأمون، فسجن العباس وقتل القادة، ولما دخل المعتصم سامراء كان يوم دخوله عيدًا مشهودًا، وقد سجل أبو تمام الطائي هذا اليوم بقصيدته الخالدة:
(٥) الأحوال الإدارية
الوزارة، الجيش، الخراج
الأقاليم | الجباية من الدراهم |
---|---|
السواد | ١١٤٤٥٧٦٥٠ درهمًا |
الأهواز | ٢٣٠٠٠٠٠٠ درهم |
فارس | ٢٤٠٠٠٠٠٠ درهم |
كرمان | ٦٠٠٠٠٠٠ درهم |
مكران | ١٠٠٠٠٠٠ درهم |
أجهان | ١٠٠٠٠٠٠٠ درهم |
سجستان | ١٠٠٠٠٠٠ درهم |
خراسان | ٣٧٠٠٠٠٠٠ درهم |
حلوان | ٩٠٠٠٠٠٠ درهم |
الماهين | ٩٨٠٠٠٠٠ درهم |
همذان | ١٧٠٠٠٠٠ درهم |
ماسبذان | ١٢٠٠٠٠٠ درهم |
مهرجان قذف | ١٠٠٠٠٠٠ درهم |
الأيغارين | ٣١٠٠٠٠٠ درهم |
قم وقاشان | ٣٠٠٠٠٠٠ درهم |
أذربيجان | ٤٠٠٠٠٠٠ درهم |
الري ودنباوند | ٢٠٠٨٠٠٠٠ درهم |
قردي وبازيدي | ٣٢٠٠٠٠٠ درهم |
ديار ربيعة | ٩٦٣٥٠٠٠ درهم |
أرزن وميافارقين | ٢٠٠٠٠٠٠ درهم |
طروان | ١٠٠٠٠٠ درهم |
آمد | ٢٠٠٠٠٠٠ درهم |
ديار مضر | ٦٠٠٠٠٠ درهم |
أعمال طريق الفرات | ٢٩٠٠٠٠٠ درهم |
وقزوين وزنجان وأبهر | ١٨٢٨٠٠٠ درهم |
قومس | ١١٥٠٠٠٠ درهم |
جرجان | ٤٠٠٠٠٠٠ درهم |
طبرستان | ٤٢٨٠٧٠٠ درهم |
تكريت والطيرهان | ٩٠٠٠٠٠ درهم |
شهرزور والصامغان | ٢٧٥٠٠٠٠ درهم |
الموصل | ٦٣٠٠٠٠٠ درهم |
المجموع | ٤١٦٤٣٧٠٠ |
الأقاليم | الجباية من الدنانير |
---|---|
قنسرين والعواصم | ٣٦٠٠٠٠ دينار |
جند حمص | ٢١٨٠٠٠ دينار |
جند دمشق | ١١٠٠٠٠ دينار |
جند الأردن | ١٠٩٠٠٠ دينار |
جند فلسطين | ٢٩٥٠٠٠٠ دينار |
مصر والإسكندرية | ٢٢٥٠٠٠٠ دينار |
بلاد الحرمين الشريفين | ١٠٠٠٠٠ دينار |
اليمن | ٦٠٠٠٠٠ دينار |
اليمامة والبحرين | ٥١٠٠٠٠ دينار |
عُمان | ٣٠٠٠٠٠ دينار |
المجموع | ٧٥٠٧٠٠٠ |
(٦) خاتمته
كان المعتصم أول الخلفاء الذين يبتدئ بهم عصر الضعف في الدولة العباسية؛ فهو في ثقافة محدودة وفي إدارته مستسلم لوزرائه، وفي خراجه عسوف، ولولا شجاعته وحزمه وحروبه التي وقف بها في بلاد الروم لما كان له مزية تُذكر، وهو في الحق خليفة عادي لم نرَ من يثني عليه من المؤرخين والكتَّاب إلا وزيره أحمد بن أبي دؤاد، فقد وصفه بالعقل وسعة الأخلاق ولين الجانب وجميل العشرة، إلا أن هذه الشهادة مجروحة لصلة الرجل القوية به، وإن مما يُذكر عن الرجل إكثاره من الأتراك وإفساده أمر الدولة بهم، ومات المعتصم في ربيع الأول سنة ٢٢٧ھ، ودُفن بسامراء رحمه الله.