تقريظ

إِنَّ الكتابَ إِذا حَلَا وَﭐزْدَانَا
نِعْمَ السَّمِيرُ إِذا أَرَدْتَ بَيَانَا
يُهْدِي إِليكَ فُكَاهَةً وَرِوَايةً
وَيَصُونُ سِرَّكَ إِنْ أَرَدْتَ أَمَانَا
تَخْلُو بهِ فَتَرَى صديقًا مخلصًا
كالبَحْرِ يحوي ﭐلدرَّ المَرْجَانَا
وَتَرَى به رَوْضًا تَمُجُّ غُصُونُهُ
ريًّا وتشدو طَيْرُهُ الأَلْحَانَا
ولئن بَلَوْتَ مَدَارِكَ الإِخْوَانِ ما
غَيْرَ الكِتابِ يُقَدِّمُ البرهانَا
تتراوح الأسفار بين محدِّث
عَمَّا جَرَى لِلْأَقْدَمِينَ وَكَانَا
ومخبرٍ عَنْ رِحْلَةٍ ومنسق
عِقْدَ ﭐلدَّرَاري يُنْعِشُ الأَبْدَانا
ومنظِّمٍ رَوْضَ العُلُومِ وباحثٍ
عن كُنْهِ لَفْظٍ حَيَّرَ الأَذْهَانَا
بينا أُطَالِعُ في العُلُومِ وَبَحْثِهَا
ثَمِلًا بِخَمْرِ حَدِيثِهَا ولْهَانَا
إِذْ راقَ في نَظَرِي كِتَابٌ قد حَوَى
للمُنْشِئينَ بَلَاغَةً وبَيَانَا
قامَا بِجَمْعِ أُصُولِهِ شَهْمَانِ قد
نَبَغَا فجاءَ يُقَوِّمُ العرْفَانَا
ذَا (أحمَدٌ) وَأَخُوهُ نُودِيَ باسْمِهِ
اسمًا وَعِلْمًا حكمةً وجَنَانَا
لله دَرُّهما قَد اتَّفَقَا مَعًا
صِنْوَانِ حَوْلَهُمَا الصَّفَا قَدْ رَانَا
يا باقةً من زَهْرِ رَوْضِهِمَا بَدَتْ
قد حُزْتِ إِعْجَابًا يدومُ زَمَانَا
قَدْ لَقَّبَاكَ لِحُسْنِ سَبْكِكَ مُرْشِدًا
لِلْمُنْشِئينَ فَهَا زَمَانُكَ آنَا
كم فيكَ من حِكَمٍ أَتَتْنَا آيةً
ستُهَذِّبُ الْفَتَيَاتِ وَالفِتْيَانَا
إِنْ كُنْتَ بِكْرَ بَنَاتِ أَفْكَارٍ فَلَا
عجبٌ إِذا رَبِحَ الْجَوَادُ رِهَانَا
أَنْعِمْ بِمَنْ وَضَعَ الكتَابَ ومَنْ بِهِ
دَارُ العُلُومِ تُحَدِّثُ الرُّكْبَانَا
أَهلًا بِمُرْشِدِ أَحْمَدَ السِّفْرِ الَّذِي
بِوُجُودِهِ روضُ العُلُومِ ازْدَانَا
صَبْرِي إِذَا مَا تَمَّ قالَ مُؤَرِّخًا
نِعْمَاهُ سِفْرٌ عَطَّرَ البُسْتَانَا

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤