صدودك

صدُودُكِ يا حسناءُ عني ولا البعدُ
إذا لم يكن من واحدٍ منهما بدُّ
بروحي من حسناء عطفٌ إِذا بدا
على الغصن قال الغصن ما أنا والقدُّ
وجيدٌ قد استحسنت دمعي لنظمه
وفي الجيد يا حسناءُ يستحسَنُ العِقْدُ
من التُّرْكِ إلا أن بين جُفُونها
ألاعيبُ سحرٍ لا يقوم بها الهندُ
على مثلها يكوى العذولَ وإنما
على مثلها تحيى الصبابةُ والوجد
(عزيز) على (صبري) المعنَّى دلالها
كيف بها لم تدر أني أنا العبد كد
أَعُذَّالَنَا مهلًا فقد بان حمقُكُمْ
وقد زاد حتى ما لعذلكُم حدُّ
وقلتم قبيحٌ عندنا العشقُ بالفَتَى
ومن أنتمُ حتى يكون لكم عِنْدُ؟
سمحتُ برُوحي للمهاةِ فما لكم
ومالي، وما هذا التعسُّفُ والْجَهْدُ
وثَغْرٍ يتيم الدرِّ سُلِّمَ مُهْجَتِي
فأَتلفها من قبل ما ثَبَتَ الرُّشْدُ
هو البَرَدُ الأشهى لغُلَّةِ هائِم
هو الغيثُ أو نور الأقاحي أو الشهدُ
ومرشفه المنُّ الذي لا يشوبه
خمول أو الراحُ الشَّمُولُ أو النَّهدُ
عهدت الليالي حلوةً بارتشافه
وتلك الليالي لا يدومُ لها عهد
فلا ابتَسَمَ البرقُ المنير (جَبِينُهَا)
غداة تفرَّقْنَا ولا لعلعَ الرعدُ
تولت شموس السعد عني ففي العلا
سناها وفي قلبي المعنى لها وَقْدُ
فيا قلبُ مهلًا في التقطُّع بعدهم
وهذا لعمري جهدُ من لا له جهدُ
ويا دمع فض وخدًا بذكر خُدُودِهَا
فإنك ماءُ الْوَرْدِ أَنْ ذهب الوردُ
رعى الله دهرًا كنت ألهو بحبها
أروحُ إلى وصلٍ (لزينبَ) أو أغْدُو
جوادي من الكاساتِ في خمرة الهوى
كميتٌ وإلا من قوام المها نهد
وفي مُهْجَتِي بدرُ الجَمال مُوَسَّدٌ
وقد قُدِحَتْ للراح في خدِّه زَنْدُ
زمانٌ تَوَلَّى بالمَلِيحَةِ وانقضى
وما زال بالأكدار حولي له جُنْدُ
فيا ليتني لم أبغ عشقكِ (زينبٌ)
وشيمةُ (اسماعيلَ) أن يَصْدُقَ الوعْدُ
ويا ليت يومًا مال غُصْنُكِ كان لي
كأيامِ حِلْمٍ قبل أن ضَمَّنِي المَهْدُ

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤