إليها

يا نَسِيمًا حَمَلْتَ طَيِّبَ الأغاني
سِرْ إِليْهَا وَصِفْ لَهَا ما أُعانِي
عجِبَ الروضُ وَاخْتَفَى الطَّيْرُ لمَّا
وقفَ البَدْرُ وَقْفَةَ الْحَيْرَانِ
يا حنينًا ملكتَ سَمْعي وَقلْبي
أَنْتَ كالسِّحْرِ في عُيُونِ الحِسَانِ
كنتُ أَغْشَى الغَرَامَ حتى رَمَتْنِي
في شِبَاكِ الهَوى وُعُودُ الأماني
إِنَّ للغِيدِ في الغَرَامِ دَلالًا
كمْ مُحِبٍّ غدا صَرِيعَ الغَوَاني
أَتْلَفَتْ مُهْجَتي وأَدْمَتْ فُؤَادِي
غادةٌ سهمُ جَفْنِهَا قد رَماني
يَخْجَلُ البَدْرُ أَنْ يَرَاهَا وتأبَى
بدلَالٍ من البُدُورِ التَّدَاني
أَيْنَ أَلْقى يا دَهْرُ من غَادَرَتْنِي
بين حالِ الوَسْنَانِ وَاليَقْظَانِ
أنتِ أَشْهَى من الكُنُوزِ وَأَحْلى
من نَسيمِ الحياةِ في وجداني
إِنَّ طُولَ النَّوَى أَعَدَّ لِجِسْمِي
من ثياب الضَّنى نُحُولًا كَسَانِي
أَشْعِلي النارَ ما استطَعْتِ فَقَلْبِي
لم تُرَوِّعْهُ زَفْرَهُ النِّيرانِ
أنا راض بما أَرَدْتِ حَيَاتِي
أَو مماتي حيثُ الوَفَاءُ دَعَاني

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤