الفصل الرابع

غريبان

أصبحنا داخل الآلة المعدنية في غضون ثوان. ارتجف جسدي بأكمله، لم يكن لدي أدنى فكرة ماذا سيحدث. في البداية كنا في ظلام دامس، لم أستطع رؤية أي شيء، شعرت بقدمي تلتصق بدرجات سلم، وكان خلفي نيد وكونسيل. وعند نهاية السلم، انفتح باب وانغلق محدثًا صوتًا عاليًا.

كنا وحدنا، والظلام دامس، لم يكن باستطاعتي تخيل أين نحن، مضى ما يزيد عن نصف ساعة قبل أن يظهر بصيص من الضوء، فقد ظهر الضوء مع قدوم رجلين.

أحدهما كان قصيرًا ومفتول العضلات، شعره أسود اللون وله شارب أسود اللون. أما الآخر فكان طويلًا ووسيمًا.

تحادث الرجلان الغريبان بلغة لم أسمع بها قط، تحدثت بالفرنسية وأخبرتهما أنني لا أفهمهما.

وعندما لم أحصل على إجابة، قررت أن أخبرهما بقصتي لعلهما يفهما بعض الكلمات. أخبرتهما بأسمائنا وتحدثت ببطء عن كل واحد منا.

استمع الرجلان إليّ، كنت واثقًا أنهما لا يفهمانني، أومأت لنيد إشارة له لأن يحاول الحديث معهما بالإنجليزية، لكنهما لم يجيباه بشيء. تحدث كونسيل إليهما بعد ذلك بالألمانية، لكن لم نجد سوى تلك النظرات المحدقة التي تخلو من التعبير، غادرا بعد مرور بضع دقائق، مما جعلنا نشعر بالحيرة والذعر.

تحدثنا عن موقفنا بضع دقائق، وبعد ذلك انفتح الباب، دخل رجل ومعه ثياب ومعاطف وسراويل مصنوعة من مادة لم أراها قط. وسريعًا خلعنا ملابسنا المبتلة، وبينما كنا نرتدي الثياب، إذ وضع الرجل طاولة في الحجرة ووضع ثلاثة صحون.

سأل نيد: «في رأيك ماذا يتناولون للطعام هنا، كبد سلحفاة وسمك قرش؟»

لدواعي دهشتنا، تعاملوا معنا وكأننا في مطعم فاخر، تناولنا عدة أنواع من الأسماك، بعض منها لم أتذوقه من قبل. كانت توجد أصناف أخرى استمتعت بتناولها، مع عجزي عن تمييز ما إذا كانت خضراوات أم لحومًا. انتهينا من التهام الطعام الموجود بكل صحن بالكامل، ورأينا كتابة على كل صحن:
«التغيير في المتغيرات»
«ن»

على الأرجح كان الحرف «نون» الحرف الأول من قبطان المركب. لم نجهد أنفسنا في التفكير في ذلك الأمر، كنا نشعر بالتعب والشبع بعد تناول الوجبة، تمدد نيد وكونسيل فوق البساط واستغرقا في النوم سريعًا، مع ذلك لم أتمكن من الاسترخاء، دارت أفكاري حول كل ما حدث لنا في الساعات العديدة الماضية، وأخيرًا سمحت لنفسي بالاسترخاء، واستغرقت في نوم عميق داخل ذلك الوحش الغريب الذي وجدناه.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤