الفصل الرابع

بوليصة التأمين على حياة السيدة فيتزجيرالد

ذات يوم طُلب منِّي أن أزور شركة «أنيمبيشابل إنشورانس» للتأمين، التي كان مكتبها في هذا الوقت في ويست ستراند، بلندن. أثناء مقابلةٍ مع السيد بلاند، المدير والسكرتير، وضع أمامي رسالةً كان قد تلقَّاها قبل ستة أشهرٍ تقريبًا من سيدٍ من مدينة دبلن يُدعى مكجراث، تحمل طلبًا لشغل منصب وكيل الشركة في إيرلندا.

قال المدير: «كان لديَّ في هذا الوقت شيءٌ من النفور من نصيحة مجلس الإدارة بقبولِ هذا العرْض؛ إذ كنتُ على علمٍ بأن عددًا من مكاتب الشركات قد سُرِق عن طريق عقود تأمين احتيالية من الجزيرة الشقيقة.» واصل مُحدِّثي كلامه قائلًا: «كان نطاق عمليات الاحتيال التي ارتُكبت هذه كبيرًا جدًّا حتى إنَّ عدةَ مكاتب في لندن قرَّرَت أنها، وتحت كل الظروف، سترفض العمل القادم من إيرلندا. لكن، لمَّا كان مكتب شركتي ناشئًا، رأيتُ أننا لم نكن نتحمِل أن نُضيع أيَّ أملٍ معقولٍ في الحصول على عميل، وعليه أحَلْتُ الرسالة إلى مجلس الإدارة، وكانت النتيجة أن عُيِّن المُتقدِّم للوظيفة في الحال.»

سُلِّمت الرسالة لي. كانت في جوهرها تزعم أن كاتبها سمسار عقاري ذو خبرةٍ كبيرةٍ جدًّا، وأنه يستطيع أن يجلب للشركة عقودًا تأمينية كثيرة جدًّا من أفضل الأشخاص. يُمكِنني القول أيضًا إنه كان ثَمَّةَ عنوانٌ مطبوعٌ في أعلى الرسالة، وكان مكتوبًا أيضًا «تأسَّست عام ١٧٩٥.»

قال المدير: «ها هي ذي نسخة من رسالتي التي رددتُ بها، متضمنة مذكرة من مجلس الإدارة، وها هي نسخة من خطاب قَبول الوكيل للوظيفة.» ثم أكمل قائلًا: «بعد ثلاثة أسابيع من تاريخ الرسالة الأخيرة التي أطلعتُك عليها، تلَقَّينا منه طلبًا للتأمين على حياة سيدةٍ تبلغ من العمر ٥٦ سنة، بقيمة ٣٠٠٠ جنيه إسترليني. تَصادَف أن وصل هذا الطلب — لسوء الحظ، أعتقد أن بإمكاني قول هذا — أثناء غيابي المؤقَّت عن المكتب لأسبابٍ مَرضية. لقد أرسل وكيلنا للاستعلام عمَّا يجب عليه أن يفعله؛ إذ كان مستشار السيدة الطبي الخاص هو مستشارنا الطبي المحلي. كان وكيلُنا هو الذي عيَّن هذا الرجل في تلك الوظيفة، وذلك بموجب تفويضٍ عام مِنَّا لاختيار رجلٍ محترمٍ مائة بالمائة ليقوم بدور مستشارنا الطبي في مدينة دبلن. كان ردُّنا أنه بما أننا واثقون من أنه كان حريصًا على اختيار مستشارٍ طبي كُفْءٍ للعمل، فليس ثَمَّ اعتراضٌ على تقريره بشأن المسألة. وبناء على ذلك حُوِّلَت الأوراق المعتادة إلى لندن، ووُضعت أمام مُوظفنا الطبي الرئيسي ليفحصها.»

واصل مرشدي كلامه قائلًا: «كان موظفنا الطبي الرئيسي رجلًا بارزًا جدًّا، إذ كان مُتخصصًا فيسولوجيًّا شهيرًا، بينما عرفتُ عنه مهارته الشخصية في تشخيص الأمراض، ووزنه في مجال الكتابة، في مناسباتٍ عديدة سابقة. حسنٌ، لقد فحص الأوراق فحصًا دقيقًا، وخاصةً التقرير الطبي الإيرلندي، الذي أعددتُ لك نسخةً منه. سوف تلاحظ أنه يصف السيدة فيه بأنها في صحةٍ جيدةٍ جدًّا، وأن بِنيتها الجسدية جيدة، وأنه بالنظر إلى عاداتها وأسلوبها في الحياة لا يُوجَد ملابسات من شأنها أن تُقصِّر من مدة حياتها. دُفع قسطٌ بقيمة نصف عامٍ عند توقيع عقد التأمين. وتمَّ تحويل المال الذي تسلَّمه وكيلُنا في الحال إلى لندن بشيكٍ مصرفيٍّ، و… عند ذلك الحد، انتهى الأمر.

عندما عُدتُ إلى مكتبي طلبتُ من كاتبنا أن يُريني سجل بوالص التأمين، ووُضعَت أمامي الأوراق المتعلقة بجميع الأعمال المهمة التي أُجريت أثناء غيابي. أثناء إلقائي نظرةً سريعة على أعمدة «سجل بوالص التأمين»، لفت انتباهي القيمةُ «٣٠٠٠ جنيه إسترليني»، وكلمة «دبلن». كنتُ متفاجئًا بعض الشيء من تلقي مثل هذا الطلب الضخم القيمة من هذه الوكالة التي تُمثل شركتنا، في المرة الأولى، ومن عدم تلقِّينا أي عملٍ آخر حتى هذه اللحظة من تلك الجهة. لكن الأوراق سَكَّنت ثورة شكوكي. لم يكن ثَمَّةَ شيءٌ أكثر إقناعًا من التقرير الطبي، والإجابات التي أجابها صديقا السيدة المُؤمَّن عليها. ولم يكن المقدار الذي تعزَّزت به ثقتي قليلًا عندما فكرتُ في المقدرة والخبرة العظيمتين لمُوظفنا الطبي في لندن.»

واصل المدير كلامه قائلًا: «يجدُر بي أن ألفت انتباهك إلى حقيقة أن عقد التأمين على حياة السيدة هذا قد نُفِّذ من أجل مصلحتها الخاصة. فالطلب ينصُّ بوضوحٍ على أنه ما من شخصٍ آخر مُهتمٌ بهذه السيدة. أرجو أن تتكرم بجعل هذه الحقيقة مفتاح تحقيقك.» وأضاف: «والآن، لدَينا ما لا أستطيع أن أمنع نفسي من اعتباره دليلًا واضحًا في حدِّ ذاته على وجود احتيال. لم ينقضِ سوى أربعة أشهرٍ منذ إرسال طلب التأمين هذا إلينا، والآن يُوجَد من يُطالبنا بمبلغ ٣٠٠٠ جنيه إسترليني. إنني مُرتابٌ غاية الارتياب في وجود احتيالٍ في هذه القضية.»

بعدما استمعتُ إلى هذه التعليمات، وأخذتُ الأوراق التي كانت قد أُعِدَّت بحكمةٍ كبيرةٍ لتكون مُرشدًا لي، انطلقتُ إلى مدينة دبلن، لأُجري تحقيقًا في الملابسات. لو كانت القضية عينةً واضحةً لما يحدث لشركات التأمين على الحياةِ بوجهٍ عام بسبب أعمالها في إيرلندا، يمكنني أن أفهم بسهولةٍ كيف يتصادف، كما أخبرني مدير مكتبي، رغم كل الحذر الذي يتوخَّونه في اختيار الأرواح التي يؤمِّنون عليها، ورفض الحالات التي يُكتشف أن فيها أدنى درجةٍ من اعتلال الصحة، أو التأمين على أولئك الذين يُقبَلون فقط بمعدل قسطٍ إضافي — والتأمين عليهم بأكبر من أعمارهم الحقيقية بخمس، أو عشر سنوات، أو خمس عشرة سنة، تبعًا للظروف — أن يتجاوز معدل الوفاة بين الأشخاص المؤمَّن على حياتهم متوسط معدل الوفيات في الدولة كلها، مثلما يوضح رئيس مكتب السجل العام، ذلك السجل الذي ينطوي تحت المعدلات المتوسطة فيه رجالٌ ونساءٌ يُمارسون أكثر أنواع الوظائف ضررًا، ويعيشون تحت ظروفٍ تتعارَض تمام التعارُض مع طول العمر.

أجريت تحقيقاتي سرًّا، بالطبع، لبعض الوقت. لم تقدِّم لي الشرطة، التي تواصلتُ معها، أي مساعدة، وبدا أنهم لم يُحبُّوا فكرة أن يُوظَّف رجلٌ إنجليزي فيما ربما كانوا يعتبرونه مُهمَّتهم. لستُ واثقًا البتة أنهم بقوا مُخلصين لي. ولديَّ، من ناحيةٍ أخرى، شك في أن بعض الضباط، الذين أصبحوا على دراية بالمهمة التي كنتُ بصددها، قد أفشوا هدفها في مكانٍ ما، ومن خلال هذا المكان انتقلت المعلومة إلى آذان المُتواطئين في هذه العملية الاحتيالية. لكنني برغم هذا، ومن دون أن أسمح — في حدود علمي — لمخلوقٍ، غير الشرطة، بمعرفة عملي، تأكدتُ أن امرأةً في عُمر المؤمَّن عليها، وشبيهة بها من نواحٍ أخرى، قد تُوفِّيت في اليوم المُحدَّد في العنوان المذكور؛ وأن الطبيب الذي يعمل مُستشارًا طبيًّا لحساب شركة التأمين في مدينة دبلن قد زارها؛ وأنه، بحسب الظاهر، وبقدْر ما تقدَّمتُ في البحث حتى تلك اللحظة، لم يكن ثَمَّةَ ما يُشير إلى وجود احتيال.

لقد أبلغتُ بهذه التحقيقات ونتيجتها الظاهرية السيد بلاند، سكرتير الشركة ومديرها، لكنني أضفتُ أن الرأي الذي رسَّخه في عقلي لا يزال موجودًا. لم أستطع أن أقول إنه لم يضعُف، لكنه بالطبع لم يتلاشَ.

تطلَّب انتباهي في هذا الوقتِ أمرٌ آخَر مُلِحٌّ للغاية. فقد علمتُ أنه بموجب شرطٍ من شروط عقد التأمين، لم يكن المكتبُ مُلزَمًا بدفع المبلغ لمدة ستة أشهر، على أن يدفعه بعد ذلك فقط للمُمثل القانوني للمُتوفَّاة. لقد علمتُ أنه، حتى اللحظة الراهنة، لم يتقدم أيُّ وصي لإثبات وجود وصية، وأنه ما من أحدٍ قدَّم طلبًا للحصول على أوراق إدارة أملاك المُتوفاة. لذا التمستُ من مُوظِّفيَّ إذنًا بالعودة إلى إنجلترا — بعد اتخاذ خطوةٍ أو خطوتَين إضافيتَين، نصحتُ باتخاذهما — والرجوع إلى مدينة دبلن بعد شهرٍ أو شهرين. وقد وافقوا على هذا. لكنني قبل المغادرة، ارتأيتُ أن بإمكاني أن أتخذ خطوةً أخرى في القضية.

بعد ذلك نهجتُ نهجًا علنيًّا في التحقيق بهدف دفع مُرتكبي جريمة الاحتيال — إذا كان الأمر احتيالًا — للتخلِّي عن حذرِهم. لقد أمرتُ بنقل حقيبة سفري إلى المحطة، وكأنني على وشك الرجوع إلى إنجلترا في القطار والسفينة التاليين. وبعدما وُضعَت وديعةً في الفندق لبضع ساعات، غيرتُ رأيي، وأمرتُ بنقلِها إلى فندقٍ آخر، حيث حرصتُ على الوصول في الوقت نفسه الذي وصل فيه عددٌ من المسافرين القادِمين من مدينة كينجستون. بعد تناول بعض المُرطبات ووجبة خفيفة، للحفاظ على، أو بالأحرى لإسقاط، الستار، أخذتني عربةٌ إلى مكتب وكيل الشركة. استقبلني هذا السيد بهيئةٍ تدلُّ دلالةً راسخة على أنه رجلٌ أمين. لقد قال إن الصفقة كانت مشئومة، وإنه ندِم عليها بشدة. لو أن حظه مع الوكالة كان سعيدًا كما كان يتوقَّعه، ولو أنه أرسل إلى الشركة عددًا من الطلبات، بحيث كان ربح «الصفقات الجيدة» عوَّض، إلى حدٍّ ما، عن الخسارة التي سببتها هذه العميلة سريعًا، ما كان سيكترث كثيرًا هكذا.

غير أنه، بسبب الأمر الواقع، كان يعتزم جديًّا أن يستقيل من الوكالة. كانت نيته هذه ثقيلة الوطأة عليَّ. لقد بدت كالقول إن لعبتي مع مكتب الشركة انتهت. ثارت شكوكي. لكنني، لنزع فتيل شكوكه فيَّ، قلتُ، في الواقع، إنني أستطيع أن أتفهم مشاعره. كانت القضية، بالطبع، مزعجةً لشركة التأمين، لكن مع أن المديرين كانوا مُغتاظين قليلًا، ومُتلهفين لمزيدٍ من المعلومات عن الموضوع، اعتقدتُ، على الرغم من ذلك، أنه لم يكن ثَمَّةَ حيلة. إن عليَّ، بصفتي موظف الشركة، وبصفتي مأمورًا بالتحقيق في القضية، أن أُعِدَّ تقريري، وبعد ذلك سوف يُدفع المالُ من دون شك. عندما اقتربتُ من نهاية هذا الحديث، بدأت أتصفَّح ملامح الرجل بدقَّة وجدية، بينما رحتُ أتكلم بنبراتٍ تصنعتُ بها اللامبالاة.

كان هادئًا هدوءًا عجيبًا، لكنني ارتأيتُ أني اكتشفتُ ومضةَ ارتياحٍ تسري على ملامحه عندما توقَّع تسويةً سهلةً للأمر. عند ذلك طلب منِّي أن أتناول العشاء معه، وهو ما وافقتُ عليه، وقضيتُ بقية الليلة معه.

لم يحدُث أي شيءٍ آخر في ذلك اليوم. في وقتٍ مبكرٍ بعض الشيء عُدتُ إلى فندقي، بحجَّة الإعياء. وفي صباح اليوم التالي، كما كان مُقررًا، ذهبت أنا والسيد الوكيل لزيارة الطبيب والمُحقِّقَين اللذين راجعا أوراق المُتوفَّاة.

في هذا المكان لم نكتشف شيئًا. ردَّد الصديقان الدهشة التي أبداها الوكيل من الوفاة المفاجئة لسيدةٍ كان كلٌّ منهما، قبل أربعة أشهر، مُستعدًّا للمُراهنة بمبلغٍ ضخمٍ من المال على أنها ستعيش حياةً مديدة.

كان الطبيب مندهشًا بالقدر نفسه من الوفاة غير المتوقعة — بعد مرضٍ استمرَّ مدة يومَين — لامرأةٍ كان متأكدًا أنها كانت ستستمتع بأيامٍ أكثر بكثيرٍ من الأيام التي تقول الخبرةُ إنها مقدورةٌ للناس ممَّن هم في مثل عمرها. اعترفتُ بأنني اقتنعت، وقلتُ إنني سأنقل اقتناعي هذا، وغادرتُ إيرلندا في اليوم التالي.

كان الوكيل، والصديقان، والطبيب، وشخصٌ آخر، من دون شك، مُبتهِجين غاية الابتهاج باحتمالية الحصول على ٣٠٠٠ جنيه إسترليني من المُساهمين الإنجليز في شركة التأمين.

أوفيتُ بوعدي لمعارفي الإيرلنديين، وأبلغتُ بإخلاصٍ فحوى مُقابلاتي معهم؛ لكنني أضفتُ إلى تلك القصة كذلك تعبيري عن اعتقادي القوي بعضَ الشيء في أن القضية — رغم أن الغموض يكتنِفها — قد شابها الاحتيال، ونصحتُ بضرورة إجراء تحقيقٍ صارم، قبل دفع المال.

بعد ذلك بوقتٍ قصير، كما عرفتُ، ثبت وجود وصية للمُتوفَّاة، مكتوبة بالصيغة المطلوبة، ورفع منفذُ الوصية دعوى (أُرسل إخطارٌ بها للمكتب بالفعل) ضد شركة التأمين. كان مُنفذ الوصية هذا أيضًا هو وريث المؤمَّن عليها حسب الوصية. نُسخت الوثيقة من إحدى النماذج السابقة الرائجة، وكانت توصي لإدوارد أوهالوران بالتركة كلها، العقارية والشخصية، التي تركتها المُوصِية. كان من الجدير بالملاحظة؛ بقدرٍ غير قليل — هكذا اعتقد السيد بلاند، وكذلك أنا — أنَّ الشاهدَين اللذين أقسما على صحة هذه الوثيقة كانا هما المُحقِّقَين اللذين يعملان لحساب شركة التأمين؛ أعني الشخصَين اللذَين قدَّما، قبل أربعة أشهرٍ من وفاتها، تقريرًا إيجابيًّا للغاية عن صحة المُتوفَّاة وعاداتها. ولولا هذا لدفعَتِ الشركة المال؛ لأن تقريري عن الحالة لم يكشف بشكلٍ مؤكدٍ عن أي مُبررٍ قانوني لرفضِ دفع المال.

بعد ثلاثة أشهرٍ تقريبًا من زيارتي الأولى إلى دبلن، بخصوص هذه المهمة، عدتُ إلى هناك لاستئناف تحقيقاتي. كان لا بدَّ من تغيير أساليبي. لم يعُد يُجدي أيَّ نفعٍ أن أتظاهر من جانبي بالثقة في عدالة دعوى المُطالَبة بمبلغ التأمين. كان عليَّ أن أُخبر الوكيل أنَّ معلوماتٍ قد بلغتِ الشركةَ عن الموضوع جعلَتها تَشتبه في وجود احتيال، وأن أقول إنني أُمرتُ بسَبْر أغوار القضية. تظاهر الوكيل بسبب ذلك بأن براءته قد أُهينت؛ وهو ما فسَّرْتُه أنا بأنه علامة من علامات الخوف. لو كان بإمكاني التوصل إلى تفاهمٍ مع هذا المُحتال، فليس عندي أدنى شكٍّ أنني كنت سأحصل على اعترافٍ كاملٍ منه؛ لكنه كان سيصبح عملًا مجردًا من المبادئ الخُلُقية أن أدخل في اتفاقٍ مع الرجل الذي، في اعتقادي، انتهك المسئولية المنوطة به باعتباره مُمثلًا للشركة. لم يحدث أيُّ شيءٍ بيننا سوى أن سألتُه السؤال الرسمي عما إذا كان لديه أي تفسيرٍ لاشتراكه في الصفقة، واستخرجتُ منه إجابةً مفادها أنه بالتأكيد ليس لديه تفسير.

واصلتُ تحقيقاتي على مدى أسبوعين، ولمَّا كنتُ لا أرغب في أن أتباهى بامتلاكِ مهارةٍ ليست لي، يمكنني أن أعترف بأنني لم أحصُل على أي معلوماتٍ من شأنها حمايةُ جيوب المساهمين في شركة التأمين. لقد علمتُ أن إدوارد أوهالوران، ابن أخي المُتوفاة، كان كاتبًا عند أحد المحامين، ورجلًا أخبرني رجال الشرطة أنهم ظلوا يراقبونه طويلًا؛ ذلك لأنه لم يكن لديه وسيلةٌ جليَّةٌ للرزق؛ رغم أنه كان يعيش حياة أكثر رفاهية وإسرافًا ممَّا كان عليه من قبلُ عندما كان في وظيفةٍ دائمة. كان الشاهدان على الوصية رجُلَين مُحترَمين. وكان الطبيب فوق مستوى الشبهات. أما الوكيل فكان رجلًا يتكلَّم عنه الناس بازدراء، لكن سجلات الجريمة لم تشتمل على اسمه قط، ولا عدَّته الشرطةُ من الرجال الذين يُحتمَل أن يرتكبوا جريمةً من الجرائم التي يُعاقِب عليها القانون.

أعترف أنني كنتُ في حيرةٍ من أمري. وأخيرًا، ولمَّا لم أكن مُقيدًا بوقتٍ إلى حدٍّ كبير، ولم أكن مُقيدًا البتة فيما يخص النفقات، قررتُ أن أصب اهتمامي على السيد أوهالوران. كان لي صديقٌ داهيةٌ في لندن، وهو من أبناء الجزيرة الشقيقة الأصليين، فأرسلتُ له كي يأتي ويُحضِر زوجته معه. لقد تأكدتُ من وجود سيدةٍ تُدعى السيدة أوهالوران، أو بالأحرى سيدة تحمل ذلك اللقب، لكن لم يكن لها حقٌّ بمُوجَب هذا اللقب. لقد حاز ابن أخي المتوفاة مسكنَ عمته السابق، والغُرَفَ المُعدة للإيجار. ربما كان هذا ستارًا، أو ربما كان أمرًا ضروريًّا. لقد ظلَّت المُتوفاةُ تفعل الأمرَ نفسَه حتى ستة أشهر قبل وفاتها، لكنها وجدت أن مهمة خدمة مُستأجري الغُرَف كان مُضجِرًا جدًّا لدرجة أنها أخطرتهم بضرورة إخلاء الغُرَف. تصادَف أن كانت السيدة أوهالوران المزعومة امرأةً مُختالةً متهوِّرةً، ثرثارةً ونزَّاعةً إلى الانتقام. واعتقدتُ أنني بمساعدةِ صديقي كونروي وزوجته السيدة كونروي — التي كانت رشيقةً قصيرة القامة، مُتَّقِدة الذكاءً، وماهرةً وقليلة الكلام — سوف أتمكن، خلال فترةٍ قصيرةٍ للغاية من الوقت، من اكتشاف إنْ كانت تلك الدعوى المقامة ضدَّ الشركة مَبنيةً على حقٍّ أم لا.

وصل كونروي وزوجته في الحال، وانسحبتُ من مدينة دبلن، كما اتفقنا. ولُوحِظ غيابي. ظنَّ أوهالوران، وآخرون، أنهم قهروني تمامًا، وابتهجوا للغاية، ربما يُمكنني القول إنهم قد تهوَّروا وتخلَّوا عن حذرِهم. فقد أرسل محامٍ، يُدعى أوكافاناج، تمَّ توكيله لإقامة الدعوى للمطالبة بالتأمين، رسالةً تتوقَّد لغتُها سُخطًا، أرسلها إلى مكتب شركة التأمين، يتذمَّر فيها من الشك الجائر وغير المُبرَّر في موكِّله، ويُهدد، بناءً على ذلك، بأنه إذا لم يُدفَع مبلغ اﻟ ٣٠٠٠ جنيه إسترليني كاملًا في اليوم المُتَّفَق عليه للدفع، فسوف يُقيم الدعوى، دون تأخيرٍ، أو مزيدِ إنذارٍ، لاسترداد المال، وفضح السلوك الشائن للشركة. سلَّم السيد بلاند هذه الرسالة إلى السادة أولدبوي، وبيرسي، وتويتشيم، مُحامي الشركة، الذين أبلغوه، في ردٍّ مقتضب، بتسلُّمهم إيَّاها، وقالوا إنهم سينتظرون رسالته التالية عن الموضوع. رأيتُ أن من المُستحسَن الرجوع إلى لندن؛ لأنني تخيلتُ بشكلٍ ما أن أحدًا ما سوف يُبلِغ أوهالوران بوجودي هنا في مكتبي، وسوف يُبعده هذا أكثر عن حذَره.

عند وصول كونروي وزوجته إلى دبلن نزلا في فندقٍ مُتواضعٍ بعض الشيء، حيث أشاع أنه بعدما ادَّخَر قليلًا من المال من إحدى الوظائف في مدينة مانشيستر، كان ينوي أن يبدأ عملًا صغيرًا في دبلن. وكي يتجنَّب المصروفات، رأى أن من المُستحسن أن يستأجر غرفةً خاصَّة في أحد المنازل ريثما يتفقَّد الأحوال في المدينة. كان لدى مُضيفتي ابنٌ شابٌّ بليد؛ هل ستجعله فقط يمضي ويُري كونروي أين يمكنه البحثُ عن نوع الغرفة التي يريدها، مع توقُّعٍ معقول أن يجداها؟ لقد انقضى وقتٌ طويلٌ على خروجه من دبلن، حتى إنه نسي موطنه الأصلي تقريبًا.

كانت كريمةً للغاية، كما كان ينبغي لأي أحدٍ أن يكون، مع شخصَين لطيفَين مثل السيد والسيدة كونروي. كان صديقي الداهية يقود الصبي، بينما يتظاهر بأن الصبيَّ هو الذي يقوده، حتى وصلوا إلى منزل أوهالوران، حيث وجد الغرفة التي أرادها. كانت الغرفة، في اعتقاده، مناسبةً تمامًا، لكنه بشيءٍ من الحذَر رفضَ أن يستأجرها، مع أنها كانت لا بأس بها؛ وبالتأكيد، أسعده أن يقول إنَّ السعر، إذا أنقصَتْه السيدة أوهالوران فقط بمقدار شلنٍ في الأسبوع، ما كان ليُصبح مرتفعًا على الإطلاق. كانت السيدة كونروي في الفندق، وكانت ستأتي مباشرةً لرؤية الغرفة. وقد فعلَت. وبعد نزاع صغيرٍ حول السعر بين السيدتين، «توصلَّتا إلى حلٍّ وسط.» فأنقصت السيدة أوهالوران ستة بنساتٍ أسبوعيًّا من قيمة الإيجار، وسُكنت الغرفة في ذلك اليوم.

لا شكَّ أن كونروي وزوجته (التي كانت تعمل في تفتيش السيدات في أحد مخافر الشرطة) حَرَصا على الظهور بمظهرٍ لطيف مُستساغ، كما حَرَصا على الالتزام بشخصيتهما المُنتحَلة. لقد أحبَّ الرجلان، كونروي وأوهالوران، أحدهما الآخر في الحال. إن خبرتهما بالحياة والناس جعلت كلًّا منهما صديقًا مناسبًا للآخر، ولو كانت تلك هي خطة ذلك الأول، فربما يكون قد نجح في التسلل، تدريجيًّا، إلى اكتساب ثقة «وريث عمَّتِه الوحيد» كما أصبحت الزوجتان، على وجه الخصوص، ودودَتَين مع بعضهما، وفي حدودٍ ضيقةٍ وضعتْ كلٌّ منهما ثقتها في الأخرى في أول مرةٍ تُركتا وحدَهما.

رأت السيدة كونروي من الضعف الكامن في صديقتها الجديدة ما يكفي لجعلِها تسأل في هذه المرة إن كان بإمكانها أن تُمعِن في التطفُّل وتطلُب منها أن تجعل خادمتها تُحضِر لها قليلًا من الويسكي. كان لدى زوجها مايك مناقب أخذت تُثني عليها بحماسة، لكنه كان مُتحفظًا للغاية فيما يتعلق بتناول السيدات للخمور. لم يكن لدى السيدة أوهالوران مانعٌ مُحتملٌ من التفضُّل على نزيلتها بتلبية طلبها. وبينما توجَّهت الفتاةُ لإحضار الشراب، بادلتْها السيدة أوهالوران الثقة وأسرَّت إليها بقولها إن زوجها لم يكن بعيدًا عن التعقُّل في أمر تناولها الشراب، وإنها لا تملك، في الواقع، أي شيء مُحدَّد للشكوى بشأنه تعرفه — أقصد، على يقينٍ منه — لكنها كانت تشكُّ أنه كان مؤخرًا يُغازل «مخلوقةً ما».

ثَمَّةَ سِمتان بارزتان في شخصية السيد أوهالوران قد صارتا الآن محلَّ تأكيد. أرسل إليَّ كونروي رسالةً مفادها أنه ينبغي له أن «يضرب ضربته»، وأدركتُ أن الويسكي والغيرة كانا الأداتَين اللتين نوى أن يستعملهما.

لم يشكَّ أحدٌ البتة في المهمة الحقيقية للسيد والسيدة كونروي. لقد عُدَّ انسحابي هزيمةً. كان أوهالوران ورفاقه، الذين تأكَّدوا من الحصول على المال، طائشين، كما أسلفتُ؛ وخصوصًا السيد إدوارد أوهالوران. لقد رأت مُخيلتُه ٣٠٠٠ جنيه إسترليني تُجنى، ورأَتها كذلك قابلةً للقسمة بين جماعةٍ صغيرةٍ من الناس. لقد انغمس في ملذَّاته بكل الطرُق. وكان أتعس شيءٍ أصابه هو أن رغباته قادته إلى صدامٍ مباشرٍ مع أعظم نقطة ضعفٍ عند زوجته؛ الغيرة.

سوف يُعفيني القارئُ من ضرورة الوصف التفصيلي للمناسبة والملابسات التي أقنعتِ السيدةَ المعروفة بالسيدة أوهالوران بأن تُقرِّر أن تنتقِم من النذل المدعو أوهالوران، كما لقَّبَتْه هي على نحوٍ دقيق، فيما أعتقد. سوف يكفي القول، في النُّسَخ المطبوعة للرواية، إنها رأَت بعينَي رأسِها ما أثار لدَيها تعطشًا للانتقام، وإن زجاجة الويسكي، بدلًا من أن تُعزِّيها، أزكتْ نيران غضبها. لقد أثارت السيدة كونروي حنق صديقتها إلى درجة الجنون، عندما صبَّت الأخيرةُ قصة أخطائها واحتيالات أوهالوران (التي قالت زوجته المزعومة إنها كان ينبغي أن تُرسِله إلى المنفى) في أُذُنَي مُساعدتي الماهرة.

كان كونروي، كما أسلفتُ، داهيةً. لقد صدَّق قصة المرأة السليطة السَّكرى؛ ولكي يُبقيها حليفةً له، ارتأى الآن أن من المُستحسَن اللعب على وتر مخاوفها الأنانية. فأخبرَها مَن هو وماذا يعمل في الحقيقة، وهدَّدها بتسليمها إلى الشرطة في الحال، إلا إذا أقرَّتْ بجريمتها وشهدت على شريكها؛ وهو الإجراء الذي اتخذَتْه بناءً على ذلك، بعدما أظهرتْ مقاومةً طفيفة. عند ذلك وعدَها بالعفو، ودوَّن قصة عملية الاحتيال.

كانت المكيدةُ جريئةً ومتهوِّرةً ومُتقَنةً بصورةٍ عجيبة، لكنها كانت بسيطة للغاية. لقد استمال أوهالوران، الذي لم يكن مُتمرسًا في الاحتيال، لكنه كان رجلًا ماكرًا ومُتهورًا، استمال سمسارَ المنازل الذي يمارس مهنته منذ زمنٍ بعيد، لكنه كان مُفلسًا في ذلك الوقت، كما استمال طبيبًا أنيقًا مُعوزًا، استمالهما لمَكيدته؛ ثم جنَّد عمَّته فيها. كان المُحقِّقان والشاهدان على الوصية أبرياء حين اشتركوا في المكيدة، ولم يكن، في النهاية، ثَمَّةَ بأسٌ في الصدفة التي أضفَيتُ عليها أنا والسيد بلاند الكثيرَ من الأهمية. كانت خطة المؤامرة تقضي بأن يُعيَّن مكجراث وكيلًا لشركة التأمين، وأن يُعيِّن هو الطبيبَ مُستشارًا طبيًّا للشركة، حتى لا يُفسد الخطة أيُّ طبيبٍ آخر من مدينة دبلن، وأن تُرشَّح امرأةٌ — يمكنها أن تُثبِت، من خلال المُحققَين (اللذين لم يتعمَّدا الاشتراك في الاحتيال)، أن صحَّتها مثالية — للتأمين على حياتها. كانت هذه هي الطريقة التي أُعِدَّ بها طلبُ التأمين، والتي وافقَت بها الشركةُ عليه. كان ذلك سهلًا نسبيًّا. كان الجزء التالي من الخطة يتمثل في قتْل المرأة، أو إثبات أنها ماتت، عن طريق دليلٍ مُقنِع. وقد أعدَّ ذلك أيضًا عبقريةُ أوهالوران، ومُساعَدةُ المُتواطئين في الجريمة. رقدت السيدة فيتزجيرالد، عمَّته، في فراشها، متظاهرةً بإصابتها بنوبة حُمَّى، وكان هذا الخبر وحدَه كفيلًا بإبعاد «أصدقائها» الكثيرين. ظلَّ طبيبنا يزورها بضعة أيام. وذات ليلة اختفت السيدة في الواقع. وأفاد التقرير بأنها تُوفِّيت بالحُمَّى النمشية. لقد غادرت في الحقيقة إلى مدينة ليفربول، التي أبحرت منها، أو بالأحرى أخذت الباخرة منها إلى أمريكا. ووُضعت جثةٌ أخرى في فراشها؛ كانت جثةً لامرأةٍ في مثل عمرها تقريبًا، وفي مثل حجمها وقامتها أيضًا. كيف حصلوا على هذه الجثة؟ كان الطبيب يعلَم أن امرأةً في الخامسة والخمسين من عمرها تقريبًا، كانت تُحتضَر بسبب إصابتها بالسرطان، وكانت تحت يدي أحد أطباء إحدى الجمعيات الخيرية في المدينة. رقدت السيدة فيتزجيرالد في فراشها، حينما تأكَّدوا أن العجوز الفقيرة كانت، دون أدنى شك، قريبةً من نهايتها. لحُسن الحظ ماتت السيدة فيتزجيرالد، أو فرَّت سرًّا واختفت، في غضون ساعةٍ من مغادرة الروح جسدَ ضحية الموت المروِّع المُصابة بالسرطان.

كان طبيبنا يَعرِف الحانوتي المُتعاقد على دفن الفقراء الذين ليس لهم مأوًى. ذهب سليلُ أسكوليبيوس، أو بالأحرى التلميذُ الزائفُ لفيزاليوس، ذهبَ إلى الحانوتي في حالةِ تَوقٍ شديدٍ لمِثل هذه الجُثة من أجل التشريح. كان السرطانُ مرضًا يريد أن يكتشفه في كل أشكاله. كان مُستعدًّا لدفع أي مبلغٍ مقبولٍ من أجل جثة ضحية المرض البائسة هذه. هل سيسمح له الحانوتي بأخذها في مُقابل جنيهَين؟ تذرَّع خادمُ القبور الأسودُ بالقانون، وتكلَّم بلغةٍ مُنمقةٍ عن «واجبه». هل سيرضى بثلاثة جنيهات؟ القانون و«واجبه» كانا الرد. أربعة جنيهات؟ «واجبه» كان ردَّه المُحزن. ما إن وصل السعر، في ذهن الحانوتي، إلى الحدِّ المقبول للتأمين على مخاطر مخالفة القانون، حتى تخلَّى عن اعتراضه على الصفقة الشائنة. هل سيقبل بخمسة جنيهات، من الجنيهات الإنجليزية الذهبية، كدفعةٍ مُقدَّمة؟ أذعن «واجبه» لهذه الحُجَّة الذهبية. حُمل جثمانُ المرأة التي ماتت بالسرطان إلى منزل الطبيب من أجل عملية تشريحٍ لم يخضع لها الجثمان على الإطلاق. بعد ساعةٍ من وصول ذلك الجُثمان إلى عيادة الطبيب، أخذَه أوهالوران إلى منزل عمَّتِه، ووضعه في فراشها. ومُلئ تابوتُ السيدة الفقيرة بالحجارة، ودُفِن.

وُضِع جُثمان السيدة الفقيرة في تابوت السيدة فيتزجيرالد (الذي جهَّزَه حانوتي آخر). ولمَّا كان الناس يعتقدون أن السيدة فيتزجيرالد ماتت بالحُمَّى النمشية، لم يكترِث أحدٌ بإلقاء نظرة على وجهها، باستثناء زوجة ابن أخيها المزعومة، التي، بالمناسبة، كانت قد ساعدت في تغيير لون جلد الجثة قليلًا، من أجل المظهر فقط. وشيَّع أصدقاءُ السيدة فيتزجيرالد هذا الجثمان، ووضعوه بجانب العظام البالية لزَوجها العزيز الراحل.

هل يريد القارئ أن يعلم ماذا حدث للسيدة أوهالوران؟ لا أدري. فلم نشغل أنفسنا بها البتة بعدما حصلْنا على مثل هذه المعلومات التي كان من شأنها أن تُمكِّننا من بناء قضيةٍ كاملة. ماذا حدث للسيد مكجراث، والسيد أوهالوران، والطبيب السيئ السُّمعة؟ لا أدري.

أرسل محامو شركة التأمين — بعد وصول كونروي وزوجته الماهرة القصيرة القامة إلى لندن، وبعدما كتبتُ تقريري الإضافي — رسالةً للمحامي الإيرلندي الذي وكَّلَه أوهالوران يُخبرونه فيها أنَّ من الأفضل له، قبل أن يبدأ في اتخاذ أي إجراء، إما أن يزورهم هو بنفسه، أو يأمُر وكيله في لندن بزيارتهم. جاء مُحامي مدينة دبلن لزيارة محامي الشركة. تعمَّد السيد أوكافاناج أن يذهب في رحلةٍ من دوبلن إلى لندن، وهناك انتهى الأمر. يسألني قارئي: أما حُوكِم المُتآمرون؟ أوه، لا!

لقد أنقذ المساهمون في شركة التأمين، الثلاثة آلاف جنيه خاصَّتهم، ورَضُوا بهذا.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤