الفصل الخامس

استرقاق الزنوج

لو كان عليَّ أن أؤيد الحق الذي انتحلناه في جعل الزنوج عبيدًا لقلت:

بما أن شعوب أوروبة أبادت شعوب أمريكة فإنها اضطرت إلى استرقاق شعوب إفريقية استخدامًا لها في إحياء كثير من الأرضين.

ويصبح السكر غاليًا جدًّا إذا لم يزرع النبات الذي ينتجه من قبل عبيد.

وهؤلاء، الذين هم موضع البحث، سود من الأرجل حتى الرأس، وهم من قصر الأنوف ما يتعذر معه الرثاء لهم تقريبًا.

ولا يلقَى في الذهن كون الله البالغ الحكمة قد وضع روحًا، روحًا طيبة على الخصوص، في جسم تام السواد.

ومن الطبيعي أن يُفكر في كون اللون هو الذي يقوم عليه جوهر الإنسانية، وكون شعوب آسية التي تصنع خصيانًا تمنع السود دائمًا من صلتهم بنا على وجه أكثر بروزًا.

ويمكن أن يحكم في لون الجلد بلون الشعور التي كان لها عند المصريين، وهم أحسن فلاسفة العالم، من النتائج العظيمة ما كانوا يقتلون معه جميع من يقعون بين أيديهم من الآدميين الشقر.

ومن الأدلة على عطل الزنوج من الرشد العام كونهم يُفضلون القلادة الزجاجية على القلادة الذهبية ذات القيمة العظيمة جدًّا لدى الشعوب المتمدنة.

ومن المحال أن نفترض هؤلاء الآدميين من الناس؛ وذلك لأننا إذا ما افترضناهم أناسًا أخذنا نعتقد أننا غير نصارى.

ومن ذوي النفوس الصغيرة من يغرقون في بيان الجور الذي يُسام به الإفريقيون؛ وذلك لأن الجور إذا كان كما يقولون أفلا يخطر ببال أمراء أوروبة الذين يعقدون فيما بينهم عهودًا غير مجدية أن يضعوا عهدًا عامًّا في ذلك عن رحمة ورأفة؟

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤