الفصل الثلاثون
مجالس الأمة عند الفرنج
قلنا فيما تقدم: إن الشعوب التي لا تزرع الأرضين تتمتع بحرية عظيمة، وكانت هذه هي
حال
الجرمان، ويقول تاسيت: إنهم كانوا لا يمنحون ملوكهم أو رؤساءهم غير سلطة معتدلة إلى
الغاية،١ ويقول قيصر:٢ إنه كان لا يوجد عندهم حاكم عام في أيام السلم فكان الأمراء يقيمون العدل
في كل قرية بين أتباعهم، وكذلك لم يكن للفرنج في جرمانية ملك قط، وذلك كما أجاد غريغوار
التوري٣ في إثباته.
وقال تاسيت:٤ «إن الأمراء يتشاورون حول الأمور الصغيرة، وإن جميع القوم يتشاورون حول
الأمور الكبيرة، وذلك مع رفع المسائل التي يحيط الشعب بها علمًا، إلى الأمير.» وقد دامت
هذه العادة بعد الفتح، كما يُرى ذلك٥ في جميع الآثار.
وروى تاسيت٦ إمكان عرض الجنايات الكبرى أمام المجلس، ومثل هذا ما وقع بعد الفتح، فكان
يُحكم في أكابر الڨسالات أمامه.
هوامش
(١) Nec regibus libera aut infinita potestas. Caeterum neque
animadvertere, neque vincire, neque verberare, etc. de moribus
Germ. فصل ٧.
(٢) In pace nullus est communis magistratus, sed principles
regionum atque pagorum inter suos jus dicunt. De bello
gall. باب ٦، فصل ٢٢.
(٣) باب ٢.
(٤) De minoribus principes consultant, de majoribus omnes; ita
tame ut ea quorum penes plebem arbitrium est, apud principes quoque
pertractentur. De moribus germ. فصل ١١.
(٥) Lex consensu populi fit et constitutione
regis. مراسيم شارل الأصلع، سنة ٨٦٤، مادة ٦.
(٦) Licet apud concilium accusare et discrimem capitis
intendere. De moribus Germ. فصل ١٢.