صدق العقيدة أو بُطلانها أقل تأثيرًا في فائدتها لأحوال الناس المدنية أو الضرر بها مما يؤدي إليه ممارستها أو سوء استعمالها
قد يكون لأصح العقائد وأطهرها نتائج بالغة السوء إذا لم تُرْبط بمبادئ المجتمع، وقد يكون لأفسَد العقائد أروع النتائج إذا ما صُنِع ما تُرجَعُ به إلى عين المبادئ.
وتنكر ديانة كُنفُوشْيَوس خلود الروح، وكان مذهب زِنُون لا يعتقده، ومَن يقول؟ إن هذين المذهبين استنبطا من مبادئهما السيئة نتائج غير صائبة، ولكن رائعة، للمجتمع.
وهذه العادات أقل صدورًا مباشِرًا عن عقيدة خلود الروح مما عن عقيدة بعث البدن، ومن هذا استُنبطت النتيجة القائلة إنه يكون للشخص بعد موته عين الاحتياجات وعين المشاعر وعين الأهواء، وعقيدة خلود الروح، من وجهة النظر هذه، تؤثِّر في الناس تأثيرًا كبيرًا، وذلك لأن مبدأ تبديل المنزل أيسر لنَفْسنا وأكثر مدارة لفؤادنا من مبدأ التغيير الجديد.
ولا يكفي أن يقيم الدين عقيدة، بل يجب أن يوجِّهها، وهذا ما صنعه الدين النصراني صنعًا عجيبًا تجاه العقائد التي نتكلم عنها، والنصرانية تجعلنا نرجو حالًا نعتقدها، لا حالًا نُحِسها أو نعرفها، وكل يسوقنا إلى مبادئ روحانية حتى بَعْثِ الأبدان.