الفصل السابع
قوانين الكمال في الدين
على القوانين البشرية التي توضَع لمخاطبة العقل أن تُنْعم بقواعد، لا بنصائح مطلقًا، وعلى الدين الذي يُشترع لمخاطبة القلب أن يُنْعم بكثير من النصائح وقليل من القواعد.
ومتى قَدَّم الدين قواعد للأحسن، لا للحَسَن، وللكامل، لا للجميل، كان من الملائم
أن
يكون ذلك نصائح، لا قوانين، وذلك لأن الكمال لا يُهِمُّ عموم الناس، ولا عموم الأشياء،
ثم إذا كانت تلك قوانينَ وَجَبَ وجود ما لا يُحصى من القوانين الأخرى لمراعاة الأولى،
وتُعَد العزوبة نصيحة من النصرانية، فإذا ما جُعِل قانون لمنظمة من بعض الناس وجب وضع
قوانين جديدة١ في كل يوم لحمل الناس على مراعاة ذلك، فيَتعب المشترع ويُتْعِب المجتمع
ليُنَفِّذ الناس عن قاعدة ما يُنَفذه محبو الكمال عن نصيحة.
هوامش
(١) انظر إلى مكتبة المؤلفين الكنسيين في القرن السادس، جزء ٥ لمسيو دو
بن.