الفصل الرابع

مواصلة الموضوع نفسه

كان ملك بُورْغُونية، غُونْدِبود،١ يقول باسترقاق زوجة السارق أو ابنه عند عدم إظهار الجريمة، فهذا القانون كان مخالفًا للطبيعة، فكيف يمكن امرأة أن تكون متهمة لزوجها؟ وكيف يمكن ابنًا أن يكون متهِمًا لأبيه؟ ذلك قانون ينقم عن عمل إجرامي بما هو أشد جُرمًا منه.
وكان قانون رِيسِيسوِينْد٢ يبيح لأولاد المرأة الزانية أو لأولاد زوجها أن يتهموها وأن يستنطقوا عبيد المنزل معذِّبين، فمن القوانين الجائرة هذا القانون الذي يحافظ على الآداب بقلب الطبيعة التي هي مصدر الآداب.

ونرى على مسارحنا، طيِّبي الخاطر، بطلًا شابًّا يبدي من المقت تجاه اكتشاف جريمة حماته ما يعدل مقتَه للجريمة نفسها، وهو لا يكاد يجرؤ في حيرته، متهمًا محاكمًا مدينًا مُبعدًا غارقًا في العار، أن يبدي بعض تأملات حول الدم الكريه الذي خرجت منه فِيدر، ويهجر أعز ما لديه وألطف موضوع عنده، وكل ما يخاطب فؤاده وكل ما يمكن أن يُغضبه، ليذهب مسلِّمًا نفسه إلى انتقام الآلهة الذي لم يستحقه قط، فحركات الطبيعة هي التي توجب هذا الحبور، وهذا هو أعذب من جميع الأصوات.

هوامش

(١) قانون البورغون، فصل ٤٧.
(٢) في مجموعة قوانين اﻟﭭﺰيغوت، باب ٣، فصل ٤ : ١٣.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤