الفصل الثامن عشر

الأفكار النَّمَطِية

يوجد من الأفكار النمطية ما يمسُّ النفوس الكبيرة أحيانًا (وقد مسَّت شارلمان)، ولكنها تقرع النفوسَ الصغيرة قرْعًا مؤكَّدًا، وهم يجدون فيها ضربًا من الكمال يعترفون به؛ وذلك لتعذر عدم اكتشافه، وذلك لوجود عين الأوزان في الضابطة، وعين المقاييس في التجارة، وعين القوانين في الدولة، وعين الدِّيانة في جميع أجزائها، ولكن أيكون هذا صوابًا بلا استثناء في كل وقت؟ وهل ضرر التغيير أقل عِظَمًا من ضرر التأذِّي؟ أَوَلم تقم عظمة العبقرية على معرفة الحال التي يجب أن تنطوي على نمطيَّةٍ والحال التي يجب أن تنطوي على فروق؟ والطقوسُ الصينية هي التي تسيطر على الصينيين في الصين، والطقوس التترية هي التي تسيطر على التتر؛ ولذا فإن هذا أكثر شعوب العالم نزوعًا إلى السكون، وإذا كان الأهلون يتبعون القوانين فما أهمية اتباعهم عين الشيء؟

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤