الفصل السادس عشر

اللودات أو الفَسَّالات

تكلمت عن أولئك المتطوعين الذين كانوا، لدى الجِرْمان، يتبعون الأمراء في مغازيهم، وقد بَقِيَت هذه العادة بعد الفتح، وكان تاسيت يُطلِق عليهم اسم الرفقاء.١ وكان القانون السَّاليُّ يطلق عليهم اسمَ أتباع الملك،٢ وكانت صيغ مَرْكُولْف٣ تسميهم أنصار الملك،٤ وكان مؤرخونا الأولون يسمونهم اللودات والأوفياء،٥ وكان من جاءوا بعدهم يسمونهم الفَسَّالات والسِّنيورات.٦

ويوجد في القوانين السالية والرِّيپاوية ما لا يُحصَى من الأحكام عن الفرنج وقليل من ذلك عن الأنصار، وما يوجد من أحكام عن هؤلاء الأنصار يختلف عما وُضِع عن الفرنج الآخرين، وفي كل مكان تُنَظَّم أموال الفرنج، ولا يقال شيء عن أموال الأنصار، وسبب هذا كون أموال هؤلاء كانت تُنَظَّم بالقانون الساليِّ أكثر مما بالقانون المدنيِّ، وكونها نصيب جيش، لا تراثَ أسرةٍ.

وسُمِّيت الأموال التي حفظت للودات أموالًا أميرية٧ ومنافع ووظائف وإقطاعات، وذلك لدى مختلف المؤلِّفين وفي مختلف الأزمان.
ولا يُشَكُّ في أن الإقطاعات كانت صالحة للعزل٨ في بدء الأمر، وفي غريغوار التُّوريِّ٩ يُرَى نزع كلِّ ما كان سونيجيزيل وغلُّومان يُمسكانه من الأميري، فلم يُتْرَك لهما غير ما كانا يقبضان عليه مُلكًا، ولمَّا رفع غونتران ابن أخيه شلدبرت على العرش حادثه سرًّا عمَّن يُنعِم عليهم بإقطاعات وعمن ينزع ما عندهم من إقطاعات دالًّا عليهم،١٠ وفي صيغة لمَرْكُولْف١١ كونُ الملك ينعم، مبادلةً، بما لآحرَ من عوائد فضلًا عن عوائد بيت ماله، ويعارض قانون اللُّنْبار المِلكَ بالعوائد،١٢ ويجمع على ذلك المؤرخون والصِّيَغ وقوانينُ مختلف شعوب البرابرة وجميعُ ما بقي لنا من الآثار، ثم إننا نعلم ممن ألفوا «كتاب الإقطاعات»١٣ كونَ السنيورات استطاعوا نزعها كما أرادوا، ثم ضمنوها لعام واحد١٤ ثم أعطوها لمدى الحياة.

هوامش

(١) الرفقاء (De mor. Germ، فصل ١٣).
(٢) Qui sunt truste regis، باب ٤٤، مادة ٤.
(٣) باب ١، صيغة ١٨.
(٤) من كلمة treu التي تجيء بمعنى وفي عند الألمان وبمعنى صادق True عند الإنكليز.
(٥) Leudes, fideles.
(٦) Vassali, seniores.
(٧) Fiscalia انظر إلى صيغة مركولف الرابعة عشرة، باب ١، وقد قيل في حياة القديس مور، deditfiscum unum وفي حوليات مس عن سنة ٧٤٧ dedit illi comitatus et fiscos plurimos، وكانت الأموال الخاصة بمعاش الأسرة المالكة تسمى regalia.
(٨) انظر إلى الباب ١ من الجزء ١ من الإقطاعات، وإلى كوجاس حول هذا الجزء.
(٩) باب ٩، فصل ٣٨.
(١٠) Quos honoraret muneribus, quos ab honore repelleret المصدر نفسه، باب ٧.
(١١) Vel reliquis quibuscumque beneficiis, quodcumque ille, vel fiscus noster, in ipsis locis tenuisse noscitur باب ١، صيغة ٣٠.
(١٢) جزء ٣، باب ٨ : ٣.
(١٣) Feudorum، جزء ١، باب ١.
(١٤) كان هذا ضربًا من حقوق الانتفاع التي كان السنيور يجددها أو لا يجددها في العام القادم كما لاحظ كوجاس ذلك.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤