الفصل الثالث

بين الحمام والحمام

– أف كورس! يمكننا أن نلهو بالصيد في الحقول، خصوصًا صيد الحمام مما يُقَصِّرُ علينا مشقة السفر.

– ول! ولكن هل صيد الحمام مباح؟

– نعم؛ لأنه بريٌّ وسبق أن صدته هناك.

جرت هذه المحادثة بين رجلين من أبناء التاميز جالسين في ردهة من ردهات فندق «شبرد» الفخيمة، متحليين بالملابس السوداء الرسمية الملكية، وكان في يد كلٍّ منهما كأس «وسكي بالصودا!»

قال الأول — واسمه الميجر بن كوفين — بعد أن حسا بقية كأسه: إني أؤكد لك كل سرور في هذه الرحلة الجميلة.

فأجابه الثاني — وكان اسمه اللفتننت سميث ويك — ألا يلزم أن نأخذ تصريحًا من الجنرال؟

– كلا، لا لزوم للتصريح وغيره؛ لأننا سنجد هناك مساعدات فوق العادة، وإكرامًا من الأعيان كبيرًا!

– يظهر أن المصريين يحبون الإنجليز؟

– المصريون يخافون من الإنجليز خوف الجبان من بأس الشجاع، ولم أرَ في حياتي شعبًا متملقًا كهذا الشعب الغريب الأخلاق.

– يقال إنهم لَيِّنُو العريكة، وديعو الأخلاق.

– إن ما تسميه لِينًا ووداعةً هما في الحقيقة ضعفٌ وجبنٌ؛ ولذلك فإننا لا نحترم هذا الشعب المتملق أبدًا ولا نحفل بآرائه المتطرفة!

– إذن الحال هنا كما في الهند؟

– وكما في كل الشرق!

فضحك اللفتننت وقال: أظنك تستثني اليابان من هذه الأوصاف اللطيفة؟

– وهل عندك شك في إجلالي لقدر هذا الشعب الحي الباسل؟!

وعند آخر هذه الجملة قاما وركبا عربة سارت بهما إلى حيث لا ندري!

•••

أشرقت شمس يوم ١٣ يونيو المشئوم، فألقت أشعتها الذهبية الجميلة على خيام متفرقة هنا وهناك عسكرت فيها فصيلة الدراجون Dragon من جيش الاحتلال، فأنفذت أشعتها إليهم لتحيي أبناءها البررة الذين بذلوا النفس والنفيس حتى لا تغيب عن بلادهم. فنادى الميجر بن كوفن عبد العال صقر (المترجم) وأمره بأن يخبر الأونباشي أحمد حسن زقزوق بأنهم سيذهبون للصيد عند ناحية دنشواي في الساعة الأولى، فرفع المترجم يده اليمنى ووضعها لحظةً بجانب جبهته، وبهذه الحركة أدى التحية العسكرية وخرج. وكان الميجر جالسًا على كرسي هزاز أمام مائدة، وكان بالقرب منه شابٌّ جميل الطلعة بهي المنظر اسمه المستر بورتر، يحادث شابًّا آخر، يشابهه في الهيئة والقوام، اسمه اللفتننت سميث ويك، وكان بعيدًا عنهم رجلٌ يناهز الثلاثين من عمره، ويظهر على ملامحه الضعف، ومن عينيه تلوح البساطة، اسمه الكبتن بول، وكان هذا الكابتن ينظف بندقية صيد، وفي أثناء عمله كان يصفر بشفتيه أنشودة غرام، وكان بالقرب من الكبتن بول رجلٌ قصير القامة جالسًا فوق كرسي، وواضعًا رجله على كرسي آخر، وهو يقرأ في كتاب باهتمامٍ كبيرٍ واسمه الكبتن بوستك، وبالقرب منه جلس رجل قصير اسمه اللفتننت هارجريفس ساكنًا.

وكانوا جالسين تحت خيمةٍ جميلة، وبعد أن خرج المترجم التفت الميجر إلى الكبتن بول وقال له: ألم تنتهِ للآن من عملك يا كبتن؟

– نو.

– كان يمكنك أن تكلف جنديًّا بأداء هذه المهمة التي أشغلتك عن محادثتنا.

– أجد في عملي هذا أكبر لذة يا قومنداني العزيز.

– وأنت يا بوستك … أتجد في روايتك لذة بول في تنظيف بندقيته؟

– كلا يا قومنداني الصغير، فلا لذة أكبر من محادثتكم.

ثم طوى الكتاب واعتدل أمامهم.

فقال اللفتننت: وهل في الجهة التي سنذهب إليها حمامٌ كثيرٌ؟ وهل سيكون معنا هارجريفس؟

فقال الميجر: نعم يوجد حمامٌ كثيرٌ، أما هارجريفس فسيُحرم من هذه الفسحة الجميلة ليكون هنا في المعسكر.

– وكيف يكون ذهابنا يا سيدي الميجر؟

– هذا من اختصاص الحكومة المصرية، وليس من شأني أن أفكر في ذلك! وسترى الآن الاستعداد الهائل والولائم الفاخرة التي تقام لنا كما رأيت قبل اليوم!

فقال الكبتن بول: سنرى …

وقضى هؤلاء الضباط وقتهم إلى الساعة الأولى بعد ظهر ذلك اليوم في محادثة ولعب ورق وغير ذلك مما يقطع الوقت.

وفي الساعة الأولى تمامًا نادى الميجر عبد العال (المترجم) وقال له: هل قلت للأومباشي؟

– نعم يا سيدي، وقال لي: إنه أخبر ملاحظ بوليس نقطة الشهداء بذلك، فأمره بأن يذهب معكم ويترك العسكري هنا، ويحضر لنا ركائب من عند كبير من كبراء الأعيان، اسمه عبد المجيد بك سلطان.

فقال الميجر: ولكن هذا لا يكفي، فقل للأومباشي أن يذهب فيسبقنا هو ويخبر العمدة بمجيئنا.

فوضع عبد العال يده على جبهته وخرج.

وبعد ربع ساعة ناداه ثانية وقال: ألم تحضر العربات للآن؟

– لا يا سيدي.

– إذن فاستعد؛ لأننا نسير على الأقدام حتى نقابلها.

فأدى «المترجم» حركة السلام وخرج وهو يلعن الساعة التي جاء فيها دليلًا لهؤلاء الجن، الذين يريدون السير على الأقدام في ذلك الحر الشديد.

وبينما كان عبد العال في أشد همومه، إذ رأى فجأةً الضباط واقفين أمامه وسمع صوتًا جهوريًّا يصرخ: «أبدا لآل»، فجرى المسكين حتى وقف أمام الميجر الذي كان يناديه، وأدى السلام «العسكري» فقال له الميجر: هيا بنا وأمسِك هذا الحصان …

فسار الخمسة ضباط يتكلمون ويضحكون ويمنُّون النفس بأكلة حمام لذيذة وشرب قزازة وسكي بالصودا معها، بعد رجوعهم من تلك الرياضة البدنية! أما صديقنا عبد العال فقد كان سائرًا خلفهم على مهلٍ، يلعن هذا المزاج الإنجليزي الذي يخرج للعب والصيد في حر شمس يكاد يقتل الجمل.

وبعد مسير برهةٍ لاح لهم خيالٌ أسودٌ، فتنفس «الدليل» الصعداء، وحمد الله وشكره؛ لأنه تأكد بأن هذا الخيال هو خيال العربات، وحقيقةً فإن ما ظهر لهم كانت العربات التي طلبها الأومباشي، وبعد هنيهة ركب الميجر بن كوفين وعن يساره الكبتن بوستك في عربة، وركب في أخرى الكبتن بول، وعن يمينه المستر بورتر. أما اللفتننت سميث ويك فامتطى جواده وسار بجانب العربة الأولى.

•••

وبعد مسير ساعة وقفت العربات أمام دنشواي، فنزل عبد العال ووقف أمام عربة الميجر، وأدى السلام العسكري في حالة نزوله.

فقال الميجر: أين الأومباشي؟

– هو هنا يا سيدي.

– انظر، انظر خلفك، فإني أرى رجلًا يتقدم، وأظنه العمدة، فاسأل لنا منه الإذن.

فسار عبد العال حتى صادف شيخًا في حدود السبعين شيبت السنون شعره، وكان اسمه حسن محفوظ يسير في طريقه، فأوقفه وقال له: يا عم، يا عم، السلام عليكم.

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

– يا ترى ممنوع الصيد هنا والا لأ؟

– ممنوع الصيد بين المساكن والأجران، وإنما إذا كانوا عاوزين يصطادوا يبعدوا حبة.

– طيب احنا شيعنا لكم الأومباشي، جه والا لأ؟

– مانيش عارف.

ثم سار الشيخ في طريقه حتى صادف ابنته ست الدار فقال لها: فين محمد العبد؟

– في الغيط؟

– طيب وانتِ واقفة هنا ليه؟

– جيت أشوف مين دول.

– واحنا مالنا يا بنتي؟ احنا مِسلِّمِين أمرنا لله! روحي روحي يا ست الدار في البيت.

– وانت رايح فين يا أبويه؟

– أنا يا بنتي رايح الغيط.

– أبقه أجيب لك الغدا هناك؟

– أيوه يا بنتي في صلاة العصر هاتيه لي هناك.

– طيب والإنجليز دول رايحين يعملم زي كل سنة؟

– واحنا ملنا يا ست الدار، اللي يعجبهم يعملوه.

– طيب ما تقول لهم إنهم مايصطادوش هنا.

– اخرصي يا بنت الكلب عاوزة توديني في داهية؟ دول لو سلموا عليَّ أنا ماردش عليهم السلام لحسن يتهموني بأني أشتمهم، وبعدين أروح في نايبة.

وبعد هذه المحادثة القصيرة سار حسن محفوظ إلى غيطه وسارت ست الدار إلى بيتها.

وفي أثناء هذه المحادثة كان عبد العال سائرًا مع الضباط حتى ابتعدوا عن البلدة قليلًا، فقال القومندان: لننقسم فرقتين، فاذهب يا مستر بورتر مع اللفتننت سميث جهة الشمال، وأنا سأكون مع الكبتن بول والكبتن بوستك هنا.

فسار الشابان إلى الجهة التي عينها الميجر لهما.

وفي أثناء سيرهما قال بورتر لزميله: هل تراهنني يا صديقي على أني سأصيد أكثر منك؟

– نعم أراهن بزجاجة وسكي.

– ولقد قبلت.

– إذن فاستعد.

وكانا قد بلغا المكان المعين.

فأطلق اللفتننت الخرطوش، فأصيبت حمامة كانت تطير فنزلت إلى الأرض تهوي، فصرخ: بورتر انظر … ترك … ها هي حمامةٌ أخرى.

– نحن متساويان الآن، فهيا.

– … ترك … ترك.

– … ترك … ترك.

– كف، كف يا لفتننت عن الطلق، فإن الأهالي مقتربون منَّا وأخاف أن يصاب إنسانٌ بضررٍ.

فهز اللفتننت كتفيه وأطلق طلقة، وفي الحال لاح لهما عن بُعد دخانٌ ونارٌ مشتعلةٌ.

فصرخ بورتر وقال: لقد حرقت شيئًا بنار بندقيتك يا لفتننت، انظر إلى الدخان، كف، كف عن الطلق.

– … ترك … ترك.

– كف كف فإن الأهالي قد اجتمعوا عند النار.

– وماذا يهمني؟ وكيف أترك هذه الحمامة الطائرة تفر مني؟ ثم أطلق بندقيته مرةً ثالثةً.

فنظر بورتر فرأى أن بعض الأهالي اجتمع حول النار يطفئونها والبعض جاء إليهما!

•••

نترك هذين الصيادين قليلًا، ونذهب بالقارئ إلى المكان الثاني حيث القومندان ورفيقاه يصيدون هناك، ونبدأ بقصة صيدهم.

قال الكبتن بول: سنرى يا قومنداني العزيز من منا يصيد أكثر.

أتظن أن تنظيفك لبندقيتك سيكون سبب ذلك يا كبتن؟

– أظن، اسمع … ترك …! ها قد اصطدت حمامة.

– … ترك … وأنا أيضًا يا بول.

– لقد أخطأت يا قومنداني!

– … ترك … ترك … لم أخطئ هذه المرة!

– … ترك … ترك … تمب …

– … ترك … ترك … تمب …

– … ترك … ترك … تمب …

– … ترك … ترك … تمب …

– ما هذا الحمام الكثير يا قومندان؟

– ألم أعدُك بذلك يا بول؟!

– إذن فعشاؤنا هذه الليلة لذيذ.

– جدًّا! جدًّا.

كم أنا جوعان وأتمنى أن يأتي الليل لنذهب إلى المعسكر فنتمتع بهذه الأكلة اللذيذة.

– … ترك … ترك … تمب …

– … ترك … ترك.

– لقد أخطأت.

– … ترك … ترك … تمب.

– ولكنني لم أخطئ هذه المرة.

– انظر! يا قومندان ما هذه النار المشتعلة أمامنا؟

– لا أدري، وأخاف أن تكون نتيجة نارنا.

– بالحق إني خائف من ذلك.

– إني أؤكد يا قومندان بأنها من نار أحد رفقائنا الذين هما في الجهة الثانية.

– وأظن ذلك.

– انظر، كيف اجتمع الأهالي لإطفاء الحريق؟

– هيا، ولنسرع لنعلم الخبر.

فجرى بسرعة الميجر ومن معه خلف عبد العال نحو اللفتننت ورفيقه بورتر.

•••

نظر الأهالي فرأوا الإنجليز قادمين عليهم بخيلهم ورجلهم ليصطادوا حمامهم الذي يقتاتون منه، فسكتوا وسلموا أمرهم لله، وكمش كل إنسان في مكانه بدون أن ينبس ببنت شفة.

وكان محمد عبد النبي وامرأته مبروكة في جرنهما ينظران إلى عمل النار في حمامهما ويتحسران، وبينما هما في حسرتهما إذ جاءت رصاصة فأصابت مبروكة فوقعت من على النورج تتخبط في دمها، وسرى هذا الدم الأحمر القاني إلى القش الأبيض الناصع فكان المنظر مؤثرًا، فقام محمد عبد النبي وأكب على وجهها وهو يبكي بكاءً مرًّا، وفي أثناء بكائه نظر فإذا النار مشتعلةٌ في جرنه، فازدادت مصيبته وصرخ بأعلى صوته على الصيادين: يا ناس حرام عليكم، يا ناس موش كده، مَوِّتُّوا مراتي وحرقتم جرني.

وفي أثناء صياحه وقعت حمامة مقتولة على رأسه فاستولى على قلبه الحزين الرعب «فنط» من الجرن وأخذ يعدو من الخوف، وترك امرأته مضرجة بدمائها.

فالتف حول جرنه الأهالي، وأخذوا يطفئون النار، أما هو فسار مسرعًا جهة الصيادين باضطرابٍ عظيمٍ وصرخ فيهما: حرام يا ناس.

فانتهره اللفتننت وقال غاضبًا: جود ديمن بلاد فول!

ثم أراد أن يهجم عليه ويضربه، فخاف محمد عبد النبي من الإنجليزي لئلا يقتله، فمسك منه البندقية بقوة شديدة، فاستاء اللفتننت من ذلك وأخذ يضربه بجزمته بقوة على قصبة رجله.

والرجل يصرخ ويستغيث، فجاء على صياحه بعض الأهالي وفي مقدمتهم شيخ الخفر وخفيران، فظن المستر بورتر أنهم جاءوا لقتالهما، فضرب بندقيته وأطلقها عليهم فأصابت ثلاثة أشخاص منهم.

فهاج لذلك الأهالي وهجموا على الضابطين ليأخذوا منهما سلاحهما، فضرب الضابطان الأهالي بأرجلهما. وفي تلك اللحظة قدَم الميجر ومن معه فرأى الخطب جسيمًا والمصاب كبيرًا، فجاء إلى اللفتننت — وعلامة الغضب باديةٌ على وجهه — وقال له: سلِّم لهم البندقية، ثم حانت منه التفاتة؛ فرأى الكبتن بول محاطًا بكثير من الأهالي قابضين على بندقيته، فصاح عليه بأن يسلم هو أيضًا.

ولما رأى أن الأهالي لم تكتفِ بذلك، عمد إلى تسليم بندقيته، وأمر الباقي بذلك، فسلَّم الضباط سلاحهم العسكري ورفعت الراية البيضاء علامة التسليم، ثم قبض الميجر بيده اليمنى على يد بورتر وباليسرى على يد اللفتننت إتمامًا للحيلة؛ تظاهرًا بأنهما سجناء، ثم ساروا جهة العربات فسارت الأهالي من خلفهم، وكان الكبتن بول متخلفًا عن رفقائه قليلًا.

فنظر الميجر يمنةً ويسرةً يبحث عن الأومباشي فلم يجده إلا على بعد خمسين ياردة، واقفًا ينظر إليهم من على جواده، ولما رأى الضباط ينظرون إليه عمل «حازطور» وهو بعيد عنهم على ظهر الحصان! فعض الميجر على شفتيه من الغيظ.

ثم التفت إلى عبد العال فلم يجده، ولكن رأى الكبتن بول يصرخ في الأهالي ويتوعدهم بكل مصيبة، ولم يكتفِ بذلك بل ضرب أحدهم على وجهه، فأراد الميجر أن يجري إليه ليمنعه، ولكن رأى على فجأة الضباط يضربون الأهالي والأهالي تضرب الضباط.

فجرى حتى دخل وسط المعمعة، وأراد أن يفصل بينهم، ولكن لم يشعر إلا وقد وقعت على رأسه ضربةٌ أذهلته فغاب عن صوابه، فرجع الضباط القهقرى، ولكن الأهالي لم تمهلهم، فتقدموا إليهم وضرب كل واحدٍ منهم واحدًا فتشتت شملهم، فصرخ الكبتن بول: آه يا قومندان … لماذا سلمنا سلاحنا؟ فلم يجبه إنسانٌ على سؤاله! فأخذ المسكين يعدو والأهالي من خلفه تقذفه بالحجارة والطوب، فأراد اللفتننت أن يساعده فأخذ يجري خلفه حتى رأى طوبة صدمت رأس الكبتن بول فشجتها وسال الدم، فرجع هاجمًا على الأهالي ليضربهم، ولكن أحدهم ضربه بطوبة على أنفه، ثم رأى الميجر يضرب أحد الفلاحين ويرفسه برجله فجرى ليساعده، ولكن وقف بغتةً على أثر رؤية ضربة من أحد الفلاحين كسرت ذراع الميجر، فاصطكت أسنانه من الرعب، خصوصًا عندما رأى القومندان على الأرض مغشيًّا عليه.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤