الفصل الخامس

في قصر الدوبارة

دخل خادمٌ إنجليزيٌّ إلى مكتب اللورد كرومر وقال له: مولاي اللورد، إن المستر متشل يريد مقابلتك حالًا.

فانقبض فؤاد اللورد من هذه المفاجأة، وقال له: أدخله هنا.

وكان اللورد جالسًا يقرأ في كتاب.

وبعد لحظة دخل المستر متشل بهيئةٍ مريعة، ووجهه أصفر بلون الموتى، فارتاع من منظره وسأله: ماذا جَدَّ يا سيدي؟

– مصيبة يا مولاي.

– تقول مصيبة؟! أخبرني بسرعة.

– لقد أهين شرفنا العسكري؛ لأن الأهالي هجمت على ضباط الدراجون فقتلوا الكبتن بول وجرحوا بقية الضباط بجروحٍ بليغةٍ.

– وماذا فعلت؟

– جئت أستشيرك يا مولاي.

فقطَّب اللورد حاجبيه وقال: الويل لهم! أرسل يا مستر المضخات في الحال واملأها غازًا إلى هذه البلدة، فأحرقها بأهلها ومواشيها، أو أرسل البطريات المدفعية فدك البلدة دكًّا! ولكن أين هذه البلدة؟

– في مديرية المنوفية واسمها دنشواي.

– من مديرها؟

– محمد باشا شكري.

– اذكر لي المسألة بالتفصيل.

فأخذ المستر متشل يسرد له وقائع الواقعة، وبعد أن انتهى منها قَرَّبَ اللورد كرسيه منه، وأخذا يتحدثان مقدار ساعتين، ولم نعلم ما دار بينهما من الحديث … ولكن عند الوداع ضغط اللورد على يد المستر «متشل»، وقال له بغيظ: لا تنسَ أن تضرب الأمة المصرية بهاتين الضربتين: ضربة تعيين الهلباوي في وظيفة المدعي العمومي، وشدة الحكم حتى تقشعر منه الأبدان، وسآمر حالًا نظار الحكومة المصرية بتشكيل المحكمة المخصوصة.

وبعد خروج المستر متشل تمتم اللورد: أريد ألا يُراق دم إنجليزيٍّ بسهولة وبساطة!

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤