الفصل الثامن والثلاثون

إكليروس لبنان – الإكليروس الماروني، والملكي، والأرمني، والسرياني الكاثوليكي.

***

يكثر الإكليروس في لبنان١ نظرًا لتعدد الطوائف؛ فهنا الموارنة، والملكيون، والأرمن، والسريان الكاثوليك. وعند الموارنة إكليروس علماني وإكليروس قانوني (أي كهنة ورهبان).

إن للموارنة بطريركًا واحدًا وثلاثة عشر مطرانًا، وكلهم يقيمون في لبنان ما عدا مطران حلب. وللرهبانيات المارونية ثلاثة رؤساء عامين، وثلاثة وستون ديرًا منها أحد عشر ديرًا للراهبات.

يبلغ عدد الرهبان ما يقارب الألف والخمسماية راهب، منهم ستماية قسيس، والباقون إخوة. أما الراهبات فيبلغ عددهن زهاء الأربعمائة راهبة.

والرهبان يقسمون هكذا:
رهبان القديس أنطونيوس ألف راهب، وأربعة وعشرون ديرًا
الحلبيون ستون راهبًا، وأربعة ديورة
رهبان القديس بنوى ثلاثمائة راهب، وأربعة عشر ديرًا

والراهبات تابعات لرهبان مار أنطونيوس. وهن متفرقات في ديورتهن المختلفة.

أما عدد الإكليروس العلماني فيبلغ حوالي الخمسماية.

كان يقيم بطريرك الروم الملكيين في لبنان أيضًا، وكانت كرسيه في عين تُزار٢ قبل الانفصال الذي حصل عام ١٨٣٠؛ هذا العمل العظيم الذي قام به الكونت جيامينو.

وللملكيين ستة مطارنة وسبعة عشر ديرًا منها ثلاثة للراهبات. وليس عندهم سوى رهبانية واحدة هي رهبانية القديس باسيليوس. إلا أنه منذ تسع سنوات استقل الحلبيون منهم، فألَّفوا رهبانية منفصلة واقتسموا الديورة؛ فكان نصيبهم أربعة ديورة للرهبان، ودير واحد للراهبات. وبلغ عدد رهبانهم مائتي راهب، منهم خمسون راهبًا حلبيًّا، والباقون من لبنان والشام. أما الراهبات فيبلغ عددهن أربعين راهبة، منهن خمس عشرة راهبة حلبية.

يقيم بطريرك الأرمن في لبنان حيث يعاونه — كما هي الحالة عند الروم — ثلاثة مطارنة. وللأرمن في لبنان ثلاثة ديورة منها اثنان كبيران يروَّض فيهما المبتدئون ويدرَّبون. ويقبلون أيضًا طلابًا داخليين ليتلقَّوْا علوم الإكليروس العلماني. وأكثر هؤلاء يأتون من القسطنطينية وسائر مدن المملكة العثمانية حيث لم يكن يتمتع الأرمن هناك — قبل عام ١٨٣٠ — بحرية ممارسة شعائرهم الدينية، بل كانوا تابعين لكهنة الروم الأرثوذكس الذين يعمِّدونهم ويباركون زواجهم ويدفنونهم. لقد قاسَوْا متاعب ومظالم الأتراك بحجج ودواعٍ يُحسن أعداؤهم إثارتها.

لا يتجاوز عدد الرهبان الأرمن التسعين راهبًا، وهم مثقفون ومهذبون، وأكثر رهبان الجبل حكمة. وإذا كانت الطوائف الأخرى قد أتت أفعالًا عديدة كانت موضوع قيل وقال، فالأرمن الذين تقيدوا بواجباتهم لم يسعَوْا إلا في سبيل اجتذاب الناس أو الفضيلة وحثهم عليها، فاستحقوا لأجل ذلك تقدير المسيحيين. سلكوا حقًّا مسلك مرسلينا، وخصوصًا أولئك القدماء منهم الذين لم نزل نلمس آثار أعمالهم الطيبة في قلوب الجبليين المخلصين.

قد يُحتمل — بعد مرور مدة طويلة من الزمن — أن ينسحب الأرمن من هذه الديار ليقيموا في البلدان التي يسكنها اليوم أبناء مِلتهم براحة واطمئنان.

أما البطريرك السرياني — وهو يقيم في لبنان أيضًا — فلا يملك فيه إلا ديرين صغيرين. يفتقر هذا البطريرك إلى رعيةٍ ليس لديه منها إلا النزر اليسير؛ ولهذا انتقل إلى حلب ليقيم بين شعب كبير، ويكون على مقربة من البلدان التي يسكنها أبناء طائفته، فيسهل عليه تدبيرهم أكثر مما يكون في لبنان البعيد عن حلب مسافة اثني عشر يومًا.

وهذا البطريرك — وهو أكثر من عرفتهم في الشرق ثقافةً — شاء أن يُنشئ على مقربة منه المدرسة الإكليريكية التي اضطُر إلى تأسيسها في لبنان. ولكن رومة حالت دون فكرته هذه، وحجتها في ذلك أن الكاثوليك قد لاقَوْا كثيرًا من المصاعب والبلايا في المدن التركية، أو لأنها شاءت أن تُبعد المبتدئين عن مدينة هي مكان للقداسة وبؤرة للفساد في وقتٍ معًا.

وإذا كان يجب على الأطباء أن يسكنوا البلدان الموبوءة ليعودوا مرضاهم بين آنٍ وآخر، فمن المتوجب على المونسنيور غباره٣ أن ينتقيَ مقرًّا أكثر ملاءمة لفضيلته في شفاء الأمراض النفسانية، وجراحات النفس، ورد الضالين إلى حضن الكنيسة الحقيقية بما أوتي من مقدرة خطابية وبلاغة وحجج دامغة.

فهذا الأسقف الذي وُضع في لبنان ما كان إلا سراجًا تحت مكيال؛ ففي حلب — وحدها — كان يمكنه القيام برسالته الدينية خير قيام، داعيًا إلى الحظيرةِ الخرافَ الضالة. كان في وسعه أن يَهديَ الذين ينفصلون عنه ويفرُّون إلى المدن البعيدة، ولا سيما بعد أن عيَّنت فرنسا بعض القناصل في هذه البقعة من آسيا. فكم من شعوب لم يكن يعوقها عن اعتناق الدين الكاثوليكي إلا تمكُّنها من الالتفاف حول رجل يقوم بحمايتها!

فحلب تستدعي وحدها إيفاد عدة مرسلين. وتوفيقهم هناك أمر مؤكد إذا عرفوا أن يشفعوا محاسن ديانتهم بفضيلة التنفيس عن البؤساء والفقراء ومؤاساتهم. فالجهالة ليست — وحدها — سبب الجحود، بل يُضاف إليها فظاظة المسيحيين المعاندين الذين ترثي لهم الكنيسة، ناهيك بأن للفقر والبؤس يدًا طُولَى في ذلك. وهنا على الأخص يجب أن نردد مع الشاعر:

من يتدارك البؤس يتدارك غالبًا وقوع الجريمة.٤

أصبحت مدرسة السريان — اليوم — في دير الشرفة بعد أن هدم الدروز مدرسة مار أفرام. ويدير هذه المدرسة مطران يعاونه ثلاثة رهبان.

إن بطريرك الموارنة الحالي هو من عائلة حبيش التي تُنازع آل الخازن صولجان الأقدمية في النبل والشرف. لقد مرَّ عهده البطريركي — حتى يومنا هذا — في مآزق حرجة جدًّا. فإذا ما قلنا إنه قدر أن يحميَ دائمًا حقوق طائفته ويصونها في النكبات الجُلَّى التي تعرضت لها، فذلك يعني أننا وفَّيناه ما يستحقه من الثناء، وأشدنا بذكره كل الإشادة.

كانت علاقاتي مع هذا البطريرك كثيرة وعنيفة، وقد أسفت عندما اضطُررت إلى مغادرة بيروت، بعد إقامة أربعة عشر عامًا فيها؛ لأنني لم أحمل معي إلى وطني ذكرى جميلة وعذبة عن علاقاتي مع بطريرك الموارنة الذي قمت نحوه ونحو رجال إكليروس شعبه بكل ما يجب عليَّ.

وكي لا يُخيل إلى أحدٍ أن معارضة هذا البطريرك ناتجة عن قلة تعلقه بفرنسا، فأرى لزامًا عليَّ أن أقول: إن جميع شئون الجبل — مهما كان نوعها، ولا أستثني منها شئون الراهبات — هي خاضعة لتأثيرات تُسيِّر من يعالجون تلك الشئون في اتجاهات تختلف عن الاتجاهات التي تُمليها عليهم طبيعتهم ويريدون أن يقوموا بها؛ فيجب — بِناءً على هذا — أن نفتش عن أسباب تقوُّض هذه التأثيرات وتشلها وتضعف مفعولها. وهذا يكون إما بأن نسعى مباشرةً مع من أوحَوْها، أو بأن نتغلب عليها بوسائل هي أقوى منها وأشد.

فهذه الآفة المسيطرة على الجبل هي التي جعلت شعوبه الكاثوليكية يُهرعون إلى المجمع المقدس في قضاياهم ومشاكلهم؛ ولهذا المجمع ممثَّل في سوريا هو مسجل وقائع أكثر منه قاضيًا.

المطارنة الموارنة هم بوجهٍ عام غير ميسورين. ويمكنني أن أقول بهذه المناسبة إنهم يتقيدون بنصوص مجمع قرطاجة الذي يفرض عليهم سكنى منزل صغير مؤثث بأثاث بسيط رخيص الثمن. إن تقواهم وحياتهم الصالحة هما اللتان توليانهم هذه المكانة والاحترام، لا ثروتهم وجاههم.

إن ثقافة رجال الإكليروس في لبنان لم تتسع ولم تعمق، بل لم تتحسن عما كانت عليه، رغم إحداث مدرستين عامتين قامت بإنشائهما بعض الأديرة بعد أن قضى مجمع روما المقدس على كل رئيس رهبانية أن ينشئ مدارس لرهبانه. بَيْدَ أنه يجب القول إن الثقافة، وإن كانت محدودة اليوم، فقد كانت أضعف منها وأقل منذ خمسة عشر عامًا أو عشرين.

فالعلوم التي تُقتبس في الجبل تنحصر عند العامة من الناس في حفظهم التعليم المسيحي ومعرفتهم القراءة والكتابة بصورة آلية؛ أي بدون تعلُّم أيِّ قاعدة. أما علوم رجال الإكليروس فتنحصر في معرفة قراءة اللغة السريانية دون أن يفهم معناها أكثر هؤلاء الرجال، ثم حفظ بعض معلومات متفرقة في علم اللاهوت الأدبي للقديس أنطونيوس الذي ترجمه المجمع المقدس ترجمة سقيمة غير واضحة، اضطرَّتِ المعلمين في مواطن شتى إلى الاستعانة بترجمان أو بمحلل يشرح لهم بعض المقاطع. والحكاية الآتية تدلنا أصدق دلالة على ثقافة الرهبان:

وصلني الجزء السادس والأربعون من الجريدة الآسيوية، فأطلعت عليه راهبًا مارونيًّا ليقرأ فيه قصة القاضي محمد بن معيطل، فابتدأ الراهب حالًا بقراءتها من آخرها؛ لأن تلك القصة طُبعت وفقًا للطريقة الفرنسية، ثم واصل قراءتها دون أن يتوقف غير منتبه للتباين والتناقض الغريبين اللذين كانا يلاقيهما عند انتقاله من صفحة إلى أخرى.

وإذا كان رجال الإكليروس يفتقرون إلى السعة والانطلاق في التفكير، فحياتهم العملية لا تفتقر إلى شيء من ذلك؛ فالرهبان صناعيون إلى حدٍّ بعيد، وهم مثال العمل.

حضرت احتفالًا بقبول مبتدئ في الرهبانية، ثم رأيته غداة اليوم الثاني ينوء بحمل حجر ضخم لينقله إلى موقعٍ عزموا أن يشيدوا فيه بناية جديدة. شُدَّ هذا الحمل الثقيل إلى كتفَي المبتدئ فكاد يختفي تحت ذلك الحجر الكبير. فمن عادة الرهبان تكليف المبتدئ القيام بأشق الأعمال وأصعبها، وعليه أن يلزم الصمت العنيف زهاء سنتين؛ وكل ذلك امتحانًا لصبره وطاعته.

إن الجبل مدين للرهبان في ازدهاره. وهم يكفون أنفسهم بأنفسهم؛ فبعضهم يرعَوْن خارج الدير قطعانًا من الماعز والغنم، وآخرون يزرعون ويحرثون بأيديهم أراضيَهم، فتغل لهم قمحًا وشعيرًا وخضارًا. أما ضمن جدران الديورة فترى حياكين وإسكافيين وخياطين وبنائين ونجارين؛ فهم لا يحتاجون إلى السوق لأن لديهم جميع ما يحتاجون إليه؛ وهكذا يُنمون عقاراتهم بما يفيض من ريعها. أما الهبات والنذورات التي تنهال عليهم من هنا وهناك فكثيرة جدًّا.

كان عدد رهبان مار أنطونيوس عام ١٨٠٣ لا يتجاوز المائتين. أما اليوم فقد ازداد عددهم أربعة أضعاف ما كان عليه.

وللديورة حسنات جمة لا سيما ضيافتها جميع الذين يريدون أن ينزلوا فيها مدة ثلاثة أيام كاملة. وهي تقوم أيضًا بصدقات مستمرة، فلا يدخلها رجل فقير الحال دون أن يزوَّد بعدة أرغفة من الخبز تكفيه مئونة يومين وإن كانت صغيرة الحجم.

يعيش الرهبان عيشة تقشف وزهد. والنظام عندهم يطبَّق بصورة مثالية. وهؤلاء الرهبان الموارنة المنتمون إلى القديس أنطونيوس يعيشون — نوعًا ما — عيشة شبيهة بالتي عاشها أبو الرهبان الذي تنتمي رهبانيتهم إليه.

قال كاتب، وهو على جانب من الصواب: «يتوهم البعض أن الفقر الذي نزل بهم من جراء اضطهادات الأتراك المتواصلة هو الذي اضطرهم إلى العمل والعناية بالأرض. إن الأمر غير ما يتوهَّمون. ومردُّ ذلك إلى طريقة نظمهم الأولى؛ لأن النساك الأتقياء والمتعبدين قد تعوَّدوا أن يشتغلوا أكثر بياض نهارهم ليكسبوا بعملهم أسباب الرزق ويتحاشَوُا البطالة التي هي حقًّا منبع التجربة.»٥

والذي يساعد ازدياد عدد الرهبان هو أن المسيحيين يُصبحون في مأمنٍ من تكاليف الحكومة واضطهادها إذا ما لبسوا مسوح الرهبان.

إن رهبان الروم الكاثوليك أقل تقشفًا من الرهبان الموارنة؛ فهم يأكلون اللحم، ويدخنون، ويعيشون على هواهم. أما في الثقافة فيلتقي هؤلاء وأولئك على صعيد واحد.

قلت إن الأرمن يهمهم أكثر من سواهم التقيد بتعاليم ديانتهم؛ فهم يكدون ويجتهدون. وما من شكٍّ في أنهم مدينون بذلك لأصلهم الشمالي.

إن أجمل الديورة المارونية في الجبل هو دير بكركي الذي اشتُهر برئيسته هندية. أما اليوم فقد خلا من الراهبات، وقد اهتم «فولناي» وبعض سائحين آخرين بنقل تاريخ حياة هندية رئيسة ذلك الدير، فاكتفيت بالإشارة.

أما دير اللويزة فقد اشتُهر برحابته، وغناه بالصور الزيتية. ودير مار يوسف البرج بُني كله بمال أحد ملوك فرنسا الذي تبرع بتشييده، ونقل إليه راهبات القلب المقدس المخصص لهن هذا الدير؛ فالكنيسة هي في شكلها نصف أوروبية، ومذبحها من الرخام المختلف الألوان. وفوقه شعار من الرخام حُفرت عليه هذه المخطوطة المكتوبة على لوحة زيتية:
Ex Lodovigi XV Galliarium Regis munifigeutia edfigium hoc erectum est A° 1769.

أما المخطوطة الأخرى فقد كُتبت بالعربية.

كان في حوزة رهبان دير اللويزة صورة الملك، وقد وضعوها في حجرة خاصة معدة لحفظ الذخائر. وهذه الحجرة كانت تضاء دائمًا بقنديل كأنها أحد المعابد إلا أن غفلة الأخ المكلَّف هذا الأمر قد أدَّت إلى احتراقها ذات ليلة، فذهب جميع ما يملكه الرهبان من آثار لقمة النار. إنهم لا يزالون يأسفون — بنوع خاص — على خسارتهم تلك الصورة الملكية التاريخية. وإذا زارهم ذو شأن ساروا به إلى الغرفة التي كانت توضع فيها، ورَوَوْا له تفاصيل الحريق الذي جرَّ عليهم تلك الخسارة.

وهؤلاء الآباء الأتقياء يقومون بصلاة خاصة لملك فرنسا. لقد أمدهم بكثير من الإحسانات والتبرعات، حتى إنهم ظنوا أنه لا يمكنهم أن يُعربوا عن اعترافهم بجميله إلا بطلبهم من الله أن يسبغ عليه وعلى ذريته أحسن النعم.

أطلعوني في سجلهم على قرار مؤرَّخ في ٢٥ حزيران ١٧٥٠ يشير إلى كتاب وجَّهه الوزير إلى السفارة، وإلى قناصل فرنسا في أزمير وحلب وطرابلس وصيدا والقاهرة، ليُعلِمهم بأن رغبة جلالته هي أن يعامل مفوضوه في الخارج رهبان القديس أنطونيوس الذين هم تحت حمايته، كما يعاملون المرسلين الرسوليين من رعاياه سواءً بسواء، وأن يتلقَّوْا مثلهم المساعدة والمعونة.

تشبه الطقوس المارونية الطقوس اللاتينية تقريبًا، إذا استثنينا بعض الاختلافات في خدمة القداس والتراتيل. أما الصوم فيذهبون فيه مذهب الكنيسة الشرقية، ولكنهم استعاضوا عن السبت بالأربعاء. وهم ينقطعون في هذا النهار ونهار الجمعة عن أكل اللحم والبياض، ويصومون خمسة عشر يومًا قبل عيد الميلاد، وخمسين يومًا قبل عيد الكبير. ولا يأكلون اللحوم والألبان والبيض مدة أربعة أيام قبل عيد مار بطرس وبولس. ويُعرف ذلك عندهم باسم «قطاعة الرسل». ثم تأتي في شهر آب الأيام التي يسمونها قطاعة السيدة، وهي زهاء أسبوع. وبعد كل صيام يأكلون اللحم والبياض يومَي الأربعاء والجمعة مدةً تضاهي كل صيام، ويسمون ذلك «فسحة».

لقد نبغ من الإكليروس الماروني رجال مشهورون أمثال جبرائيل الصهيوني وجان هيرونيت (؟) الأستاذين والترجمانين على عهد الملك لويس الثاني عشر.

أما اليوم ففي إسبانيا السيد ميشال قصيرو،٦ وفي رومة الآباء السمعانيون أصحاب مؤلفات نفيسة. كان للموارنة في هذه المدينة مدرسة إكليريكية أسسها الباب غريغوريوس الثالث عشر سنة ١٥٨٤، وهم يتهمون الفرنسيين بمصادرة وارداتها لدى غزوهم الولايات الرومانية.٧

هوامش

(١) أعني البقعة التي يقطنها الموارنة، وليس القسم الواقع بين نهرَي الدامور والمعاملتين.
(٢) نعلم أنه يقيم منذ عدة سنوات في مصر أو القسطنطينية مناضلًا في سبيل شعبه وحقوقه التي يحاول أن ينال منها بطريرك الروم. لا مجال للثناء على المونسنيور مظلوم؛ فشهرته تُغني عن تعداد الأعمال النبيلة التي أتاها.
(٣) لعله جباره. (المعرب).
(٤) دي ليل، رجل الحقول.
(٥) الأب دنديني، رحلة إلى لبنان، ص١٠٨.
(٦) لعله يقصد ميخائيل الغزيري. (المعرب).
(٧) فقرة اقتُبست عن مذكرة محفوظة كتبها والدي وقد تُوفِّي قنصلًا في طرابلس.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤