القول في أميتنا

الأُميُّ هو الذي يكون على جِبِلَّته لا يكتب، والذي لا يكتب لا يقرأ، والذي لا يقرأ ولا يكتب أعمًى جاهلٌ. ما اطردت الأمية في العرب على قانون واحد، جاء الإسلام وليس في الحجاز غير سبعة عشر رجلًا تعلموا الكتابة من الحيرة، وليس في اليمن من يقرأ ويكتب، فكان الرسول إذا أَسَرَ من قريش مَنْ يُحسن الكتابة يعهد إليه تعليم عشرة من أبناء المسلمين فيكون ذلك فداءه. ففَشَت الكتابة في العرب وشاعت في كل مِصْرٍ فتحوه. ولم يمض قرنٌ واحد حتى كان عدد من يقرءون ويكتبون في الأقطار التي رفرف عليها علم الإسلام أكثر من عدد الأميين حتى قيل: إن الرجال والنساء من أهل الأندلس كانوا يكتبون ويقرءون.

ومن نظر في حال القرى في الديار الشامية قديمًا يشهد غرائب ممن نبغوا فيها وتعلموا وتَفَقَّهوا وقَرَضُوا الشعر ونظروا في الآداب. فعبد الرحيم البيساني (القاضي الفاضل) لم يكن الرجلَ الوحيد الذي خرج من بيسان، ولا الشافعي وحده هو ابن غزة هاشم، ولا الصلاح الصفدي هو الذي أخرجته صفد، ولا جاسم في حوران مسقط رأس أبي تمام وحده، ولا منبج مسقط رأس البحتري، ولا المعرة مسقط رأس المعري، وكان من القرى ما هو عامر بالعلم كبعض قرى غوطة دمشق، وكان من كفرطاب — جارة المعرة في الشمال وهي اليوم قرية داثرة — عشراتٌ من أهل الأدب ورجال الشعر والفقه والحديث، وهكذا قُلْ في كثير من القرى الشامية.

ذكر ابن أبي أصيبعة صاحب طبقات الأطباء قصة وقعت لعالمَيْن من علماء الشام مع فيلسوف من فلاسفة الإسلام في القرن السابع قال: حدثني نجم الدين حمزة بن عابد الصرخدي أن نجم الدين القمراوي وشرف الدين المتاني، وقمرا ومتان قريتان من قرى صرخد، (يقال اليوم لقمرا قميرة وهي قرية حقيرة، ومتان ما زالت عامرة) قال: كانا قد اشتغلا بالعلوم الشرعية والحكمية وتميَّزَا واشتهر فضلهما، وكانا قد سافرا إلى البلاد في طلب العلم، ولما جاءا إلى الموصل قصدا الشيخ كمال الدين بن يونس وهو في المدرسة يلقي الدرس، فسلَّما وقعدا مع الفقهاء، ولما جرت مسائل فقهية تكلما في ذلك وبحثا في الأصول، وبان فضلهما على أكثر الجماعة فأكرمهما الشيخ وأدناهما، ولما كان آخر النهار سألاه أن يريهما كتابًا له كان قد ألفه في الحكمة وفيه لغز فامتنع وقال: هذا كتاب لم أجد أحدًا يقدر على حله وأنا ضَنِينٌ به. فقالا له: نحن قوم غرباء وقد قصدناك ليحصل لنا الفوز بنظرك، والوقوف على هذا الكتاب، ونحن بائتون عندك في المدرسة، وما نريد نطالعه سوى هذه الليلة، وبالغداة يأخذه مولانا. وتَلَطَّفَا له حتى أنعم لهما وأخرج الكتاب، فقعدا في بيت من بيوت المدرسة، ولم يناما أصلًا في تلك الليلة، بل كل واحد منهما يملي على الآخر وهو يكتب، حتى فرغا من كتابته، وقَابَلَاهُ، ثم كرَّرا النظر فيه مرات ولم يتبين لهما حله إلى آخر وقت، وقد طلع النهار فظهر لهما حل شيء منه من آخره واتضح أولًا فأولًا حتى انحل لهما اللغز وعرفاه، فحملا الكتاب إلى الشيخ وهو في الدرس فجلسا وقالا: يا مولانا ما طلبنا إلا كتابك الكبير الذي فيه اللغز الذي يَعْسُرُ حله، وأما هذا الكتاب فنحن نعرف معانيه من زمان، واللغز الذي فيه علمه عندنا قديم، وإن شئت أوردناه، فقال: قولا حتى أسمع. فتقدم النجم القمراوي وتبعه الآخر وأوردا جميع معانيه من أول الكتاب إلى آخره، وذكرا حل اللغز بعبارة حسنة فصيحة فعجب منهما، وقال من أين تكونان؟ قالا: من الشام. قال: من أي موضع منه؟ قالا من حوران، فقال: لا شك أن أحدكما النجم القمراوي والآخر الشرف المتاني. قالا: نعم، فقام لهما الشيخ، وأضافهما عنده، وأكرمهما غاية الإكرام، واشتغلا عليه مدة ثم سافرا.

تدل هذه القصة على أشياء: منها انتشار العلم حتى في القرى الواقعة في أقصى العمران، وما نخال اليوم عدد من يقرءون ويكتبون من أهل قميرة ومتان يتجاوز العشرات فضلًا عن أن يكون فيهما مثل النجم القمراوي والشرف المتاني، واستدللنا أيضًا على كثرة غرام العلماء بالعلم قديمًا، وشدة التنقل في الأرجاء لطلبه، وأن ابن الموصل العظيم لم يكن على جهل بمن نبغ من الرجال في أرض نائية عن أرضه، وأن قميرة ومتان لا تخرجان رجلين من ذاك العيار في العلماء حتى يكون فيهما عشرات من المحدثين والفقهاء والأدباء والنتفة المشاركين.

كان أجدادنا يكافحون الأمية من طرق كثيرة. كانوا يكافحونها في الجوامع والمساجد، وفي مدارس الفقه والحديث ودُور القرآن والرباطات، وفي الكتاتيب، حتى لا يكاد يُبنى جامع إلا ويُشاد على بابه كُتَّاب لتعليم اليتامى وغيرهم من أطفال الأمة، وكانت معسكرات الجند المجتمعة في منازلها والمرابطة في الثغور والعواصم أشبه بمدارس لتعليم الأميين، ومن نظر في تراجم المحدِّثين يَسقط على أسماء كثيرة من المحدِّثات مما يستدل به على عدد المتعلمات والمتعلمين، وكان يُعد تعلم البسائط من الكتابة والقراءة من الضرورات في العبادات لتصح الصلاة، والأُميُّ لا يحسن تلاوة القرآن على وجه صحيح.

نعم، لا تستوي حضارة في بلد لا يتعلم سكان القرى والمدن من أهله ما يلزمهم من المعارف العامة، ولو تعلم أهل المدن دون أهل القرى ضروب التعليم وانتفت الأمية من بينهم لَمَا استقام لهم وحدهم أمرٌ، ولا تذوَّقوا السعادة، فابن هذا القرن المتمدن لا يعيش إلى جنب فلاح أو بدوي، لكم أن تقولوا إنه لم يتبدل فيه شيء من أقدم عصور التاريخ. ولا أمل بتبديله بغير التعليم الأوليِّ أو الابتدائي.

قضى نظام الكون أن تكون الطبقات الثلاث: العليا والوسطى والسفلى متداخلةً متكافلة لا تنحطُّ واحدةٌ منها إلا كان في ذلك الضعف على المجموع، فالتعليم الأوليُّ مفروض على كل الطبقات، ويكتفي الزُّراع والعَمَلة والصناع به، وحاجة الطبقة الوسطى إلى التعليم الثانوي، وأهل الطبقات العليا يتمتعون بأنواع التعليم على اختلاف درجاته.

الأُميةُ علة انحطاط أمتنا، والداء الذي يجب على كل عاقل أن يسعى إلى مداواة أهله وقَبِيلِهِ منه، والتعليمُ الابتدائي أساس النهضة، ولا بناء بدون أساس. وأشد ما يعوز الأقطار العربية أن يفكر العارفون في غير العارفين، وأن يدرك كبيرُنا وصغيرنا أن الواجب علينا أن نخرج الناس من الظلمات إلى النور وكما نُلقِّنُهُم العقائد الدينية يجب أن نلقنهم أن التعليم هو اللقاح ولا مناص من الأخذ بقدرٍ عظيم منه حتى نبرأ من أمراضنا. والجاهل في ذمة العالم، ومن لا يفهم حصة من يفهم، ومحال أن يعرف الأمي الأعمى ما يَصْلُحه، فواجب جاره البصير أن يأخذ بيده ويدله على الطريق السوي.

•••

وبعد، فماذا كان من أثر النهضة في الممالك العربية وكان يرجى بعقبها بعد جهود سنين أن تزول الأمية من العرب؟ كانت النتائج ضئيلة بالقياس إلى المقدمات. كان أن جملة المُلِمِّين بالقراءة والكتابة من المصريين لا تتجاوز مليونًا ونصف مليون منهم نحو ستمائة ألف أنثى ويتجاوز عدد الأميين اثني عشر مليونًا مناصفة بين الجنسين عدا الأطفال الذين ما يزالون دون الخامسة، والحقيقة أن عدد الأميين أكثر مما جاء في الإحصاء؛ لأن سكان مصر عشرون مليونًا منهم مليونان ونصف من العرب الساكنين.

وأيًّا كان فهذا الإحصاء مؤلم؛ لأن مصر ما برحت منذ قرن ونصف قرن تسعى إلى التعلُّم بمختلف الطرق، وبعد هذا الزمن الطويل بقي فيها التعليم الابتدائي الذي هو بمثابة الخبز من الغذاء على حالة غير مرضية. مصر التي أقبلت على التعلُّم قبل غيرها وهي اليوم تنفق على جميع مراتب التعليم نحو عشرة ملايين جنيه في السنة عدا ما ينفقه الأفراد والجمعيات الخيرية والطائفية والتبشيرية ما فتئ فيها معدل الأميين عظيمًا بالقياس إلى أَحَطِّ أمة من أُمم الغرب. مصر وهي في طليعة العرب بعلمها وغناها وعِظَمها وعظمتها، والتعليم فيها ما ترون أفلا نقيم الأعذار للأقطار الأخرى على قصورها خصوصًا الولايات التي كانت في حوزة الدولة العثمانية كالعراق والشام وبين النهرين وجزيرة العرب وطرابلس وبرقة؟ وما كان تعليم الرعايا فيها مما ترضى عنه تلك الدولة، وما كان الناس يومئذ على بينة من هذا التقصير ولا في سعة تمكنهم من مداواة مرض الجهل ورفع هذا العار. ولا يتجاوز عمر نهضتهم الأخيرة خمسًا وثلاثين سنة.

ما أدرى أن كانت مصر لم تهتد إلى طريقة حقيقية للقضاء على الأمية أو أنها تتعمد غَضَّ النظر عن إنهاض التعليم الأَوَّلِيِّ ليبقى التعليم أرستقراطيًّا مقصورًا على الموسرين، ويظل الفلاح فلاحًا لا يستهويه نزول المدن إذا هو ذاق من العلم ما يخرجه عن الأمية، ومصر، على ما يظهر من القديم، كانت ولم تبرح ينعم أفرادٌ بخيراتها، يتعلمون ويترفهون، والكثرة الغامرة لا تستطيع أن تنعم ولا أن تتعلم. مشكلة صعبة الحل نتركها لنظر مَنْ هم أَعْرَفُ بها منا من المصريين؛ ذلك أن مسألة التعليم عندهم معقَّدة ما دام أرباب القوة لا يروقهم إلا إبقاء الشعب على أُمِّيَّتِهِ، وأرباب الإصلاح يتذرعون بإخراجه من جهالته مهما كان الأمر.

والأميةُ شائعة في ريف الشام والعراق وبوادي الحجاز شيوعًا مستغربًا. وقد أخذت تخف في المدن، وعدد من يقرءون ويكتبون في هذه الممالك يختلف فيما اتصل بنا من عشرة إلى خمسة عشر في المائة. وما برحت الأمية في البيئات الإسلامية أكثر ذيوعًا منها في سائر البيئات. وبعبارة أوضح إن التعليم الابتدائي لم ينتشر الانتشار المطلوب بين الإسماعيليين والعلويين والدروز والشيعة والإباضية والزيدية وأهل السنة كما انتشر بين طوائف النصرانية. وتعليل هذا أن طوائف المسلمين اعتمدت على دولتها فكانت هذه إن لم تحل دون تعليمهم لا تنشطه، أما سائر المواطنين فأخذوا عن كل من حمل إليهم قبسًا من نور بأية لغة وأي مذهب، وكان من أثر ذلك أن كثر فيمن تلقفوه التجار والصناع وتكاثر في الفريق الآخر الموظفون. كانت السعة في الأولين لاستقلالهم في معاشهم والضيق في الاتكاليين من أهل الفريق الآخر.

وليست الأمية في شمالي إفريقية بأقل انتشارًا من غيرها من الأقطار العربية، وحالُ تونس أحسن من حال سائر تلك الأصقاع في هذا المعنى، ويليها ريف مراكش فإن عدد المتعلمين فيه التعليم الأولي والابتدائي لا بأس به، وهو يَزيد كلما ازدادت العناية بتعليم أبناء ذاك القطر التعليم الثانوي والعالي، أما سائر بلاد مراكش فالأميون بها لا يقلون عن تسعين في المائة مثل الجزائر. والتعليم في الجزائر إفرنسي محض والكتاتيب التي يسمونها القرآنية قليلة، ولا يعلم إلا الله متى يخرج سكان الجزائر من الأمية، وحال طرابلس وبرقة في هذا الشأن أدهى وأمر. وليس في الشعوب العربية شعب واحد تجاوز عدد المتعلمين فيه أكثر من عشرين في المائة من حيث المجموع، ما عدا نجدًا واليمن.

ولعل الطريقة العملية المعجلة للقضاء على الأمية أن تعمد الأقطار كلها إلى الطريقة التي عمدت إليها مصر والشام في مكافحة الأمية، فإن الشاب أو الكهل بفضل الأساليب الجديدة يَخرج من الأمية في أربعة أو خمسة أشهر، يتعلم خلالها القراءة والكتابة وأعمال الحساب الأربعة، وما ينبغي لممارسة أركان الإسلام، ويقتبس بعض معلومات خفيفة.

وجرت اليمن ونجد على طريقة سهلة في إخراج القوم من الأمية، وذلك بتعليم الأطفال الكتابة في اللوح مع القراءة، فيقرأ الولد آية من الكتاب العزيز ثم يكتبها فترسخ في ذهنه ويتعلم رسم حروفها، أي: يتعلم الإملاء، ويقف عند هذا الحد لا يتعداه، ولو نظِّمت هذه الطريقة بنظام العصر لأتت بفوائد أثيرة.

ومعدل من يقرءون ويكتبون في ذينك القطرين كثير بالنسبة لمصر، ولكن العبرة بالطراز الجيد لا بالعدد الكثير، وقد جرت مصر في العهد الأخير على طريقة وست الإنكليزية في تعليم الأميين والأميات، وذلك بأن ترسم لهم الحروف الأبجدية على اللوح (السبورة) ثم يطلب منهم رسمها بالطين. ويعلمونهم دروسًا في اللغة العربية وفي الحساب والصحة والدين.

على الحكومات أن تبذل جهودًا أكثر مما بذلت لمقاتلة الأمية، وعلى الجمعيات الخيرية أن لا تَنِيَ أيضًا فيما تمحضت له من تعليم العامة، ولا ينجي الدول من التبعة أن يزعم لها الزاعموي أنها قامت بواجبها ونشرت التعليم بقدر ما ساعدتها موازناتها كما لا يَخْلُصُ الأهلون من المسئولية إذا لم يعاونوا، معاونة فعلية، في نَشْلِ الجاهلين من جهالتهم.

وإن لنا في سيرة الشعوب الأوربية الصغرى التي استقلت في القرن الماضي كرومانيا وبلغاريا وصربيا واليونان أعظمَ عبرة؛ فقد حاربت الأميةَ قبل أن تنشئ المدارس العالية، وبذلت من الجهد ما كان منه أَنْ تقدم البلقانيون أكثر من الشعوب العربية تقدمًا بينًا، هذا مع عراقة العرب في الثقافة ورسوخهم في المعارف والعلوم قرونًا كثيرة. أما الشعوب الأوربية التي حاولتْ أن تنشئ مجدها من طريق المدرسة كالشعب البولاندي والفنلاندي والمجري وغيرهم، فإن ما عملته لنشر التعليم في بيئتها مما يفاخر به كل عاقل.

لما جرى تقسيم مملكة بولونيا بين ألمانيا والنمسا وروسيا أواخر القرن الثامن عشر حكم القسم الروسي حكمًا من شأنه أن يُنْسِيَ أهله لسانهم؛ لأن روسيا القيصرية حظرت على البولونيين أن يتكلموا بلغتهم فضلًا عن أن يتعلموها. أتعرفون ماذا بعد ذلك؟ كان من النساء البولونيات أن كن يأخذن أولادهن إلى الغابات يُلَقِّنَّهم لغة آبائهم، ودام ذلك سنين حتى ظنت الحكومة أنها حققت ما تريد. ولما تحرر البولونيون في القسم الروسي أوائل القرن العشرين هَبُّوا لتأسيس مدارس فأنشأوا في شهر واحد أربعة آلاف مدرسة تامة بمعلميها ومعلماتها. وهذا درس يجب أن نتعلمه في حب القومية الصحيحة. يتوقع الشرقي كل شيء من حكومته ولا تحدثه نفسه أن يكون هو شيئًا وأن يقوم بواجبه على ما يجب عليه، والحكومات في الحقيقة لا تقدر كل شيء حقه، وهناك واجباتٌ كثيرة هي من شأن الأمة.

حزَّت أمية الشعوب العربية في قلبي فحاربتُها بالقلم واللسان خمسين عامًا، ونوعتُ الأساليب للدعوة للتعليم الابتدائي، وكنت في وزارة المعارف أحاول أن أَخُصَّه بقسط عظيم من موازنتها، ولو كان لي من الأمر شيء لقضيت على كل بلد أن يكون التجنيد فيه إجباريًّا لأُعلِّم الأُميين من المجندين، وإلى ذلك أحكم على كل من يحمل شهادة ثانوية أو عالية أن يخدم سنتين في المدن أو القرى براتب خفيف يُجبى من الأهلين أو يعلم مائة تلميذ وتلميذة ولا أتركه يمارس مهنته إلا إذا خدم أُمته هذه الخدمة. وهناك رأيٌ متطرف لمكافحة الأمية وهو أن تُوقف دروسُ الجامعات والتجهيزيات وتُصرف العناية بدور المعلمين والمعلمات عشر سنين يتمحَّض خلالها الأساتذة والتلامذة لتعليم الأميين والأميات ويومئذ يأخذ الفقرات والأغنياء وسكان القرى وسكان المدن حقهم من التعليم وتُصبح الأمة ذات تربية «مثالية» كما يقولون، وتدخل الأقطار في طور مدنية حقيقية.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤