ترويض

لم يكن الأمر سهلًا أبدًا، هو الخوف الذي لا يمكن أن تتجاهله، علاقة بين نقيضين وثالثهما الشك، قواعد اللعبة إما غالب أو مغلوب، نفهمها كذلك، حتى لو كان أحدنا بلا عقل.

تعاملني برأسك المغرور، فأعلن عصياني وتمرُّدي، أنا الذي عاملت العالم بإحساسي وغريزتي فكانت سببًا لبقائي.

تعرفني بصوتي، وأعرفك برائحتك، والروائح مثيرة للذكريات، فتبقى في ركنها البعيد مستعصيةً على النسيان.

تبحث عن ترويضي؟ من منَّا يحتاج إليه؟ أنت بغرورك، أم أنا بخوفي؟ تعلم أنني حساس مثلك، تداعبني الألحان لحد الرقص، فلا تغضبني بغرورك؛ فغضبي يشبه العواصف، لا تطلب مني الثقة بك، بل أطلب منك أنا أن تطلق لجامنا، وأن ننطلق معًا، أن نتهادى فوق اللاحدود، حتى يملأ عيوننا البياض.

دعك من صوتك، وصهيلي، فلا أعترف بالأصوات لغة، يمكنك الاكتفاء بالهمس، واربت على ظهري، وحاور خُصَلي؛ فاللمس لغة لا يفقهها إلا أمثالي، ولا تخشَ؛ فقطعة سكر تكفي بالنهاية كمكافأة.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤