الصيد

نظر خلسةً يَمْنةً ويَسْرةً، وما لبث أن بلغ غايته، يمد يديه باحثًا عن أمل، يرى كيسًا كبيرًا مُكوَّمًا، فيفتحه بلهفة ما تلبث أن يتعكَّر صفوها؛ فالعلب البلاستيكية التي ملأت الكيس كانت فارغة.

انتظر لحظة، فالتقت عيناه مشاهد رُوَّاد المطعم؛ ظاهرهم لا يختلف كثيرًا عنه، ولكن بالتأكيد لم يعصف بهم الحال الذي منعه من امتلاك بضعة دراهم تكفي لشراء وجبته الخاصة.

امتعضت ملامحه لحظة، قبل أن تلمع عيناه مرةً أخرى لهدف أكثر ثراءً؛ فعلى الجهة الأخرى من الرصيف أنوار متلألئة لمطعم شهير للأطعمة السريعة. أسرع الخُطى وهو يُطمئن نفسه بأن يكون رُوَّاد هذا المطعم أكثر كرمًا في فضلاتهم.

يفتش الصندوق هذه المرة وسط نظرات مستهجِنة من موظفي أمن المطعم، يتشبَّث بمحتويات العلب البلاستيكية والورقية؛ بضع شرائح من البطاطس، وبقايا شطيرة بها فُتات من لحم، وأوراق من الكاتشاب. يحملها بين يديه، ويجلس غير بعيد، في نشوة، يتناول وجبته من صيد اليوم.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤