شحاتة فارس العصر وما جرى له في القصر

زوجة الوالي : شهدت لك! ساعات تبقى عليك تقاليع … أمان ربي منك أمان!
الوالي : مش تقاليع يا عبيطة … دي سياسة لمصلحة دولة عثمانية.
زوجته : المهم نضحك عليه زي ما ضحَّك علينا الناس.
أنا جهَّزت نفسي عشان أضحك على تخاريفه.
الوالي : ضحكنا على تخاريفه كفاية … آن الأوان يكون للضحك نهاية … وإلَّا … انقلب لضده.
أصبح بطل في نظر الناس … وله سيرة في كل مكان.

وأهل مصر لهم فنون تعمل جنون كتير … وخطير.
زوجته : ولا خطير ولا حاجة … ده مسخرة … في كل مكان بيزفُّوه العيال ويتمسخروا عليه.
الوالي : في الأول … لكن دلوقتي الأطفال بيخوفوا عساكرنا باسمه … والمصيبة إن العسكر فاكرين إنه ممكن يطلع عليهم في أي مكان وفي أي لحظة … ويخنقهم … كارثة مصيبة كبيرة جدًّا!
زوجته : تهويل … الناس كلها عارفة إنه بيخرف وعمايله كدب.
الوالي : طول عمرك مابتفهمنيش … مهما أفهِّمك … أنا مايهمنيش هو عمل إيه … ده خيال مآتة ولا يسوى، وأي عسكري عثماني ممكن يدفنه حي … الخطير مش عمايله … لكن اللي بيتحكي عنه … ده بقى ولي من الأوليا … بيحلفوا شافوه في تلات حتت في وقت واحد … وبيبرَّق للحديد يسيح … وموَّت مية من حرَّاس القلعة، وحرَّر الأسرى … وما دام الناس صدَّقوا إن أهبل عمل كده … ممكن يتجرأ عاقل ويطيَّر رقبتي بكرة … فهمتي يا مخ يا تخين إنت؟
زوجته : آه … يعني انت تجيبه هنا تقتله … لا … اقتله بعيد عن هنا … عفريته في قصرنا يسكن.
الوالي : يا مخ تخين ومغفَّل … أنا لا يمكن أقتله لا هنا ولا هناك.
زوجته : بتخاف منُّه؟
الوالي : أنا ممكن أفرمه بين صوابعي … لكن لو قتلته الناس حتصدق حكاياته للأبد … والحكايات تكتر أكتر … والمواويل تظهر أخضر وأحمر … والفلاحين يفكروا يبقوا فرسان … ويتفرعنوا الزعران … في كل مكان … لا … ونضيع احنا في خبر كان … فهمت يا غفلان … أنا دعيته عشان أفضحه أكلبشه بصداقتي … وكل ما يطمع ح اديله أكتر … وأريَّحه … الحكاية تهدى … يهيص في النعيم، ينسى الناس حكايته … أحكي حكايتي أنا على طريقتي … حكاية عن واحد … هجَّاص … هلَّاس … دماغه محشية قلقاس … (يضحكان).
ويبقى مضْحكة … ينساها الناس في غلبهم الأزلي … فهمت يا فار سمين راكب بقرة غرقانة … انتي؟
الزوجة : فهمت يا بطبوط في المطرة محطوط انتي.

(يخرجان وهما يتبادلان الغزَل والضحك على سي اليزل.)

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤