شمُّ البصل
            
            المخبر
            
            
            : 
            
            خلاص … خلَّصتوا؟ رقصتوا؟ واتمسخرتوا كفايتكم؟ اللي سمَّاها كفر حماقة ماكدبش!
            
               
اسمع انت وهو اسمع … كل عمال البناء من بكره … يمشوا على بلادهم من طلعة الفجر.
         
         اسمع انت وهو اسمع … كل عمال البناء من بكره … يمشوا على بلادهم من طلعة الفجر.
            
            الفلاح
            
            
            : 
            
            والمحطة؟
            
         
         
         
            
            المخبر
            
            
            : 
            
            مافيش محطة … خلاص … بلدكوا ماينفعش لها إلا موقف حمير … يا بهايم!
            
         
         
         
            
            حيص بيص
            
            
            : 
            
            والقهوة اللي صرفنا عليها دم قلبنا ولقينا سبوبة تغطِّي مصاريف الفن!
            
         
         
         
            
            المخبر
            
            
            : 
            
            مافيش قهوة … يا سلطان الزمان … يا ملك الأونطة … وانت وهو بالذات لو رجعت
               ولقيتكم مالميتوش عزالكم … نهاركم حيبقى طين … وانت استنى عليَّه … لك حساب … يا
               ابن زهيرة!
            
         
         
         
            
            الفلاح
            
            
            : 
            
            والكفر يرجع تاني شمس الدنيا تمر عليه وتفوت … والزمن يسبقنا أكتر ما هو
               سابقنا … مكتوب عليك يا كفر حماقة … زي زقمانة … تفضل في الضلمة … تعيش في
               الضلمة … محروم م النور لحد الموت!
            
         
         
         
            
            المخبر
            
            
            : 
            
            من أعمالكم سُلِّط عليكم … كفر حماقة؟! … عايزين الاسم المقرف ده ينكتب في
               الخرايط والتذاكر؟ فضيحة! … فضيحة عالمية! … في الدنيا دي بحالها حد قرا أو سمع
               عن بلد رسمالها اسم بيفضح عقل رجالها!
            
         
         
         
            
            الفلاح
            
            
            : 
            
            نغيَّره يا عم … الاسم اللي مش عاجب نغيَّره … دي حاجة سهلة … يغور الاسم واللي
               بدعه … المهم المحطة.
            
         
         
         
            
            زقمانة
            
            
            : 
            
            هيَّ اللي ح تغير حياتنا … يا جدعان … أنا أمَّا غيَّرت اسمى ضحكتوا عليَّه أكتر …
               مع إني غيَّرته عشان انضحك عليَّه!
            
         
         
         
            
            الفلاح
            
            
            : 
            
            انضحك عليكي لما غيرتيه … لكن البلد مش حينضحك عليها لو غيَّرت اسمها … دي
               حيبقى لها محطة … والوابور ياخد ولادها … للمدارس للمدنية … وتدخل لها الكهربا
               والنور … صدَّقوني!
            
         
         
         
            
            فلاح
            
            
            : 
            
            كنا بنحلم نركب الهوا سوا.
            
         
         
         
            
            آخر
            
            
            : 
            
            والمحطة كانت باب للحلم.
            
         
         
         
            
            المرأة
            
            
            : 
            
            غيَّروا «كفر الحماقة» غيَّروا لها اسمها … إنشاالله تبقى كفر زفت!
            
         
         
         
            
            المخبر
            
            
            : 
            
            أنا ماعنديش كلام … مش مصروف لي … كله على بيته يروَّح.
            
               
وابقوا قولوا للحكومة … غيَّروا لها الاسم … يا سلام … كان أصول سمُّوكم كفر فتاكة … مين يا زقمانة ح يدفع أجرة التغيير وتكاليفه … لسه فيه تحت البلاطة …؟ فاكرة انه حاجة سهلة يغيَّروا اسم بلد … فين مصاريف اللجان … والانتقال … وبدل سفر اللجان … ودمغة التغيير يا روحي … غيَّروا لها اسمها؟ ومين حيبحث في تاريخ الاسم وأسبابه … وليه ح نغيَّره … هه … غيَّروا لها اسمها؟! مين هنا منكم جدع وعامل فهلوي؟ … علشان يفكر في تكاليف طبع شهادات الميلاد … الجديدة وشهادات الوفاة … من يومين ما كان للكفر ده أعشاش في الخلا … وسجلات الضرايب؟ … وعقود البيع وأوراق المحاكم وشهادة القرعة من أيام ما كانت بدليَّة؟ … وبطايق البنك والتموين وعقودات الجواز … والطلاق … واللي واللي … ده تاريخ الكفر والَّا ح تشطبوه … أيوه ما دام حيص بيص بقى سلطان … يجوز … اسمعوا من غير كلام … الأوامر عندي قالت كل شيء يرجع لحاله … وكل واحد على بلده وعلى بيته … مافيش محطة … ولا قهوة … ولا تشخيص بعد النهارده … والسلام!
         
         وابقوا قولوا للحكومة … غيَّروا لها الاسم … يا سلام … كان أصول سمُّوكم كفر فتاكة … مين يا زقمانة ح يدفع أجرة التغيير وتكاليفه … لسه فيه تحت البلاطة …؟ فاكرة انه حاجة سهلة يغيَّروا اسم بلد … فين مصاريف اللجان … والانتقال … وبدل سفر اللجان … ودمغة التغيير يا روحي … غيَّروا لها اسمها؟ ومين حيبحث في تاريخ الاسم وأسبابه … وليه ح نغيَّره … هه … غيَّروا لها اسمها؟! مين هنا منكم جدع وعامل فهلوي؟ … علشان يفكر في تكاليف طبع شهادات الميلاد … الجديدة وشهادات الوفاة … من يومين ما كان للكفر ده أعشاش في الخلا … وسجلات الضرايب؟ … وعقود البيع وأوراق المحاكم وشهادة القرعة من أيام ما كانت بدليَّة؟ … وبطايق البنك والتموين وعقودات الجواز … والطلاق … واللي واللي … ده تاريخ الكفر والَّا ح تشطبوه … أيوه ما دام حيص بيص بقى سلطان … يجوز … اسمعوا من غير كلام … الأوامر عندي قالت كل شيء يرجع لحاله … وكل واحد على بلده وعلى بيته … مافيش محطة … ولا قهوة … ولا تشخيص بعد النهارده … والسلام!
(يخرج مخلفًا الذهول.)
            
            حيص بيص
            
            
            : 
            
            لأ … لأ لأ … لأ بقى لأ … فيه تشخيص طول ما فيه دم … آه … وانا لسه سلطان
               الزمان … وح افضل لآخر الزمان.
            
         
         
         
            
            زقمانة
            
            
            : 
            
            ح تشخص إيه تاني يا حيص بيص يا حبيبي … خلاص ح تنام الناس في الضلمة … مافرقتش معانا
               … الضلمة خدنا عليها … آهو حلمنا شوية بالنور … كفاية علينا.
            
         
         
         
            
            حيص بيص
            
            
            : 
            
            لأ … أنا لسة عندي في الجراب ياما … اقعدوا يا اولاد ما تتكدروش … لأ … مش
               حتنهشنا الوحوش … لأ … قوم يا نص نيص … قوم نكمل …
            
         
         
         
            
            نص نيص
            
            
            : 
            
            إنت يظهر عجبك اللعب الملوكي … اوعى يا حيص بيص … دي لعبة خطيرة يا حصحص قوي
               … وانت ما انتش قدها.
            
         
         
         
            
            السلطان
            
            
            : 
            
            أنا قلت اخرس … يا وزير … انده الجلاد وخليه يخرَّسه.
            
         
         
         (الحشاش يحاول الاختباء … ولكن ضياع الجوزة عندما أخفاها يعطله طول الوقت.)
            
            فلاح
            
            
            : 
            
            فضها دلوقت … مش وقت الجوزة، لايمها … مش شايف قلبت جد!
            
         
         
         (رجال القصر يلتفُّون حول السلطان يدورون فينكمش الجميع الملك والوزير في الوسط.)
            
            الحشاش
            
            
            : 
            
            فينك يا وش المصايب … فين الجوزة حبيبة قلبي؟ … وسبب البلاوي! كان كل ده ليه؟
               … ما كانوا تايهين دول ف دول … وساعات كنا نلاقي من دول … في دول … ومن دول …
               في دول … النهارده كله سَن اسنانه … ودول ح يناموا في الضلمة ولسه حيحلموا
               بالنور … يا بوي!
            
         
         
         
            
            السلطان
            
            
            : 
            
            دبَّرني يا وزير.
            
         
         
         
            
            الوزير
            
            
            : 
            
            التدابير لمولانا الأمير.
            
         
         
         
            
            السلطان
            
            
            : 
            
            يا سلام … دانت اتنجَّرت قوي … بقت التدابير ليه دلوقتي حتى ماهيش لله
               حتى؟!
            
               
أعوذ بالله … أُمال انت بتعمل إيه؟ … لما انا اللي ح ادبر … والَّا هيَّ مناظر على الفاضي!
         
         أعوذ بالله … أُمال انت بتعمل إيه؟ … لما انا اللي ح ادبر … والَّا هيَّ مناظر على الفاضي!
            
            الوزير
            
            
            : 
            
            جزء م المُلك الوزارة … إحنا برواز الإمارة.
            
         
         
         
            
            السلطان
            
            
            : 
            
            يا سلام! … برواز؟ … خشب بقى والَّا ورق!
            
               
عايز تهرب والسلام!
         
         عايز تهرب والسلام!
            
            الوزير
            
            
            : 
            
            لا يا مولاي معاك … بس الكلام أخد وعطا … واللباقة من اللياقة … والاثنين
               صنعة اللي تحت أمرك … أنا عقلي وروحي رهن إشارة من طرف صُباع حضرة جلالتك.
            
         
         
         
            
            السلطان
            
            
            : 
            
            والبلد؟!
            
         
         
         
            
            الوزير
            
            
            : 
            
            مالها البلد! وحشة البلد؟ … حلوة البلد … نايمة في برميل عسل … واحنا ما صدَّقنا
               لمينا ولاد الإيه … ولقينالهم أشغال وأعمال تصونهم م الخيانة وم الحرام …
               ومراكز تحمي نفوسهم الضعيفة م الانحراف … كلهم صاروا بظلك يستظلوا … يشربوا
               العطف اللي انت نبع بحره … يفرَّقوه ع الناس حنان … يدرسوا العدل اللي انت بدعت
               أمره … يعكسوه ع الناس أمان … باقي إيه؟ … كل شيء هادي وتمام.
            
         
         
         
            
            السلطان
            
            
            : 
            
            البلد في الضلمة عايشة … لو يغيب البدر ليلة بتبقى كحل … يكتروا فيها اللصوص
               والجهلة واللقمة الحرام.
            
         
         
         
            
            الوزير
            
            
            : 
            
            ويبقى جوها شعري وساحر … الظلام ستار على دنيا الغرام.
            
         
         
         
            
            السلطان
            
            
            : 
            
            ده كلام فارغ … وزور.
            
         
         
         
            
            الوزير
            
            
            : 
            
            لما شعبك يا ملك ح يناموا بدري يصحوا بدري … بكل همة في الصباح.
            
         
         
         
            
            السلطان
            
            
            : 
            
            الظلام غُمَّة وخوف … البلد لازم تنوَّر.
            
         
         
         
            
            الوزير
            
            
            : 
            
            مافيش كفاية في الخزانة.
            
         
         
         
            
            السلطان
            
            
            : 
            
            يعني إيه؟
            
         
         
         
            
            الوزير
            
            
            : 
            
            يعني خطتنا على قد اللي عندي … واللي جاي قد اللي رايح.
            
         
         
         
            
            السلطان
            
            
            : 
            
            إنما السلطان أمر … وانا أمري لازم يُطاع.
            
         
         
         
            
            الوزير
            
            
            : 
            
            آدي الله … وآدى حكمه … لو حداك في خزينتك الخاصة حاجة باقية منك … تحت أمرك.
            
         
         
         
            
            السلطان
            
             (يتردَّد لحظة)
            
            : 
            
            لو مافيش ح اخلقه … في سبيل النور أنا ادفع رغيفي … لجل شعبي … خد … وآدي مليون
               دينار لجل ماتنورلنا ليل المدينة … خلي الشعب الطيب الغلبان يشوف أفلام ويسهر
               في القهاوي … يقرا ميكي وألف نكتة … ويشوف ويفرح بالمشخصاتية وأصحاب الفنون …
               أنا عايز النور ينور عقل بلدي … لو ح اشوفها في الظلام تاني … ولو لحظة دقيقة …
               راح أطيَّر رقابيكم كلكم … إنت فاهم … خد آدي مليون دينار … وقصادك ليل نهار …
               بعدها … لو مافاضش النور على ليل المدينة وهنَّا ناسها … اعتبر نفسك حمارة قطعنا
               راسها.
            
         
         
         (يخرج السلطان ويفكِّر الوزير من لازمة موسيقية ساخرة ستتكرر مع الآخرين بعد ذلك … نفس الحركات نفس النغمة.)
            
            الوزير
            
            
            : 
            
            مليون دينار؟ شايل على قلبه مليون دينار؟ تحت البلاطة! وساكت وعَمَّال يقول
               البلد في أزمة وكلام ملوش لزمة … إيه اللي جرى للراجل ده من يوم الحشاش ما
               قابله؟ يكونش دماغه انخرم؟ … لا … الحكاية عايزة تدبير وتفكير … وانا في دماغي
               مليون فكرة.
            
         
         
         
            
            الحشاش
            
            
            : 
            
            لأ … كتير … مليون كتير! إنت لسه جديد … كفاية نص مليون فكرة … لجل الأمر
               يمشي … بكرة تفهم.
            
         
         
         
            
            الوزير
            
            
            : 
            
            أيوه فعلًا … نص مليون فكرة تكفي … يا كبير الأمناء.
            
         
         
         (يدخل كبير الأمناء على نفس النغمة.)
            
            الكبير
            
            
            : 
            
            أمر مولاي الوزير.
            
         
         
         
            
            الوزير
            
            
            : 
            
            اسمع ونفِّذ اللي أقوله بدون مناقشة … عندك انت مهلة واحدة، للمغربية مع
               ندهة الله أكبر … البلد توج نور، عايزين تلعلط … الملك أمر، والملك أمره قانون،
               وقد رصد من حرِّ ماله، الخاص جدًّا … نص مليون دينار … لإنارة المدينة حارة
               حارة، ودار دار … وإلَّا اعتبر نفسك مع الأدان حمار وراسه طار!
            
         
         
         (يخرج بعد أن يسلِّم له المبلغ.)
            
            الكبير
            
            
            : 
            
            نص مليون دينار يا خبر … يا خبر … كبير الأمناء عبر … دي حكاية عايزة تدبير م
               الكبير، وتفكير م المكير … وانا في دماغي نص مليون فكرة … هايلة.
            
         
         
         
            
            نص نيص
            
            
            : 
            
            لا، في عرضك ماتبالغش … خف عشان تعوم … ربع مليون على قدك … لسه فيه رجالة
               بعدك.
            
         
         
         
            
            الكبير
            
            
            : 
            
            أيوه فعلًا … يكفي إني أقدر أفكر وأشيل الهم شيل بجد … ربع مليون من الأفكار
               كفاية … يا صغير الأمناء …
            
         
         
         
            
            الصغير
            
            
            : 
            
            تحت أمرك يا كبير.
            
         
         
         
            
            الكبير
            
            
            : 
            
            شوف يا ابني … الملك أَمَر، وطبعًا أمره واجب … المدينة لا بد لا بد يصير
               ليلها نهار ومهما كانت المهمة … إحنا ليها … وآدي الربع مليون م الدينار اللي
               مولانا رصدها للعمل … عِدُّهم … ربنا بينا وبين مال العموم … وعلى المغرب تجيني
               بعدما تَقِيد المدينة كلها بالنور تجيني تقول تمام … وإلَّا … اعتبر نفسك ساعتها
               إنك حمار ع المشنقة ومش لاقيين له راس يربطوا فيها اللجام … (يخرج ويتكرر
               الأمر.)
            
         
         
         
            
            الصغير
            
            
            : 
            
            شيء جميل … وبسيط قوي … المدينة مش كبيرة يكفي ليها ميت ألف فكرة عشان تنوَّر.
            
         
         
         
            
            نص نيص
            
            
            : 
            
            لأ ده عاقل ومتودِّك.
            
         
         
         
            
            الحشاش
            
            
            : 
            
            فاهم الفولة … وعال … ده أكيد مخضرم.
            
         
         
         
            
            الصغير
            
            
            : 
            
            كل فولة لها كيَّال … وكل فكرة لها عبرة … واحدة واحدة، إحنا مش مستعجلين.
               كله بيمشي واحنا باقيين للأبد … علمتنا الدنيا إن اللي بيكبر فجأة يصغر فجأة
               لازم … والَّا إيه يا معلمين؟ يا كبير حرس المدينة … تعالى حالًا …
            
         
         
         
            
            كبير الحرس
            
            
            : 
            
            تحت أمرك يا صغير … إيه الأوامر؟
            
         
         
         
            
            الصغير
            
            
            : 
            
            عندنا م الليلة شغل كتير كتير … الملك أمر وأمره أكيد مطاع … واحنا كالعادة
               جنود ومجندين من أجل تنفيذ الأوامر.
            
               
الملك عايز المدينة في عزِّ ليلها تكون نهار … وآدي مية ونص ألف من الدينار من خزينته الخاصة … يعني فلوس حلال … أعطاهم لي هدية لجل عيون مدينته … ياللا يا ابني … يكفي حتى المغربية … أيوه يكفي … ياللا … وإلا – اعتبر نفسك حمار ع المشنقة ومالوش دماغ للحمرقة.
         
         الملك عايز المدينة في عزِّ ليلها تكون نهار … وآدي مية ونص ألف من الدينار من خزينته الخاصة … يعني فلوس حلال … أعطاهم لي هدية لجل عيون مدينته … ياللا يا ابني … يكفي حتى المغربية … أيوه يكفي … ياللا … وإلا – اعتبر نفسك حمار ع المشنقة ومالوش دماغ للحمرقة.
            
            الحشاش
            
            
            : 
            
            والحكاية اتسلسلت …
            
         
         
         
            
            نص نيص
            
            
            : 
            
            كل خطوة بعد خطوه اتنيِّلت … قبل ما يقِيدوا القناديل … واتقندلت لحد ما وصلت
               لآخر السلسلة.
            
         
         
         
            
            الحشاش
            
            
            : 
            
            لرئيس عموم غفر المدينة.
            
         
         
         
            
            ر. غ
            
            
            : 
            
            هع … يا حلاوة؟ … بقى عايزها تنور كلها؟ نقلب الليل المدغمش لنهار … يا سلام ع
               الأُبَّهة وتكرم ع المدينة جلالته قال — ومن حسابه الخاص رصد لجل الإنارة … ميت
               دينار! حاجة تقرف! دي الجاموسة اللي دايرة في المدار … أكيد ح تحرن لو حنديها
               علف بالميت دينار … طب وكيف عقلي يفكر … حاجة فقري … همه طبعًا لهفوها حمري
               جمري (يدس النقود في جيبه في قرف).
            
               
عمرنا ضاع كله في تنفيذ أوامره … والنهاية … ميت دينار في شغلة عايزة ميت نهار … الأصول الشخص منَّا يهج يطفش من البلد دي لأي داهية … يلقى فيها اعتبار … يا عساكر … يا غفر … اسمعوني يا غجر … الملك حالًا أمر … تجمعوا لي هنا قوام … جميع مشايخ الحارات … جرجروهم … جرَّسوهم وهاتوهم لي قوام!
         
         عمرنا ضاع كله في تنفيذ أوامره … والنهاية … ميت دينار في شغلة عايزة ميت نهار … الأصول الشخص منَّا يهج يطفش من البلد دي لأي داهية … يلقى فيها اعتبار … يا عساكر … يا غفر … اسمعوني يا غجر … الملك حالًا أمر … تجمعوا لي هنا قوام … جميع مشايخ الحارات … جرجروهم … جرَّسوهم وهاتوهم لي قوام!
(ومع الموسيقى يجمع الغفر مشايخ الحارات حوله.)
            
            نص نيص
            
            
            : 
            
            كل عزومة وليها بواقي.
            
               
وارحم إنت لهفت الباقي!
         
         وارحم إنت لهفت الباقي!
            
            الحشاش
            
            
            : 
            
            حظك بُمب اللي فضل حاجة.
            
               
راسك للتفكير محتاجة … (يعزم عليه بالجوزة.)
في زمن داير زي سواقي.
         
         راسك للتفكير محتاجة … (يعزم عليه بالجوزة.)
في زمن داير زي سواقي.
            
            ر. غ
            
            
            : 
            
            اسمعوني يا غجر … الملك بالنور أمر … وكل صاحب بيت … عليه يجيب الزيت … ويعلَّق
               على بابه فانوس … الخزينة مافيش فلوس.
            
               
وكل واحد منكو مسئول عن بيوت حارته قصادي.
والليلادي … إنتو أحرار في اختياركم … يالفانوس … يالمشنقة … على باب دياركم … وانتم أحرار في اختياركم يا تيوس … مشنقة والَّا فانوس؟!
         
         وكل واحد منكو مسئول عن بيوت حارته قصادي.
والليلادي … إنتو أحرار في اختياركم … يالفانوس … يالمشنقة … على باب دياركم … وانتم أحرار في اختياركم يا تيوس … مشنقة والَّا فانوس؟!
(رقصة نشطة تحت الكرابيج – سمكرة ومعاصر زيوت – عمل نشط تحت الضرب - الأغنية الراقصة تنتهي بفوانيس مضيئة كالنجوم.)
            
            كورس
            
            
            : 
            
            
            
               
               
            
         
         
         شقَّق دقدق
               
               لفَّق وفَّق
               
               لزق عفق …
               
               كرباج ورا دي الحوجة بتحرق …
               
               قشَّر نشر
               
               افرز مزمز
               
               عصر مسمر
               
               زيتنا دموعنا شموعنا تبصر
               
               خطط بطط
               
               زبط ربط
               
               واوعى تلخبط … أو تستعبط
               
               شبك … حبك
               
               شلل سلك
               
               كل ماليل الويل اتلعبك
               
               تلقى فتيل الضي يشقشق.
               
            
            
            حيص بيص
            
            
            : 
            
            بس أنا كان قصدي مش كده يا نص نيص.
            
         
         
         
            
            نص نيص
            
            
            : 
            
            كان قصدك إيه؟ مين كان قصده؟ دي مدينة وملوك … أمرا وسلاطين … وليهم قوانين …
               من مينا لعصر الملامين … إن الملوك إذا …
            
         
         
         
            
            حيص بيص
            
            
            : 
            
            ما انا كان قصدي إن نغيرها … مش بس طاحونة ندوَّرها.
            
         
         
         
            
            نص نيص
            
            
            : 
            
            إحنا يا عم بتوع تفانين واللي علينا … احنا عملناه.
            
               
لا في إيدينا نبني محطة … ولا نعصر زيت للفوانيس … شغلتنا نفك الترابيس ونحرر قلب المحابيس … وعقول الجهل … ننورها.
               
               
            
         
         
         لا في إيدينا نبني محطة … ولا نعصر زيت للفوانيس … شغلتنا نفك الترابيس ونحرر قلب المحابيس … وعقول الجهل … ننورها.
(مع الفوانيس التي تُضاء وتملأ المسرح يغنِّي كل المشخصاتية.)
إحنا اللي علينا ننورها
               
               واحنا بايدينا نغيَّرها
               
               مش معقول ح نبيض البيضة
               
               وح نسلقها ونقشرها
               
               ونسيبها ازاي للي هبرها
               
               داحنا عرقنا اللي مخضَّرها
               
               مليون سنة ساقية ندوَّرها
               
               ياكل لحمتنا جزَّارها
               
               يعصرنا لمونة اللي عصرها
               
               لكن لزمًا ح نغيرها
               
               لما بفوانيسنا ننورها.
               
            
            
            نص نيص
            
            
            : 
            
            
            
               
               
            
         
         
         ويا ألف أهلًا ع الصحبة ديه
               
               شرفتمونا وإن كان عليه
               
               أهديكو قلبي يشهد عليه … سيدنا الحسين.
               
            
            
            الحشاش
            
            
            : 
            
            
            
               
               
            
         
         
         ويا ألف مرحب ملعون يا جهلا
               
               الكون بيجري لا تقول لي مهلًا … ولا تمهَّل
               
               الفن نورنا … مهما نعاني … وبكرة أجمل
               
               وانا إن سقطت فخذ مكاني
               
               وشيل … يعينك عبد المعين.
               
            
            
            حيص بيص
            
            
            : 
            
            
            
               
               
            
         
         
         ويا ألف أهلًا ويا مرحبًا … الفن يلطش كالكهربا
               
               فاسمع ودقق … مقق وبحلق
               
               يا تشوف كويس … يا تعيش متيَّس … ع المصطبة
               
               يا مشخَّصاتي … شكشك وطبطب … ضحك وكهرب
               
               نكتة وآهن … تحت السواهن … نكشف دواهن
               
               ونكون دواءً للمظلومين
               
               وألف أهلًا يا مغنواتي
               
               ماتشد حيلك … صحي الناياتي
               
               أنا طال سكاتي … والجهل عاتي
               
               نفسي أقولها … في ريح مواتي
               
               مصر ف قلوبنا
               
               مش في جيوبنا
               
               وإن كان ده عيبنا … واكبر ذنوبنا
               
               يا رب نفضل كده معيوبين …
               
            (جزيرة بدران، مارس ١٩٨٤م.)