الفصل الثالث عشر

كان وجهُ سيمان المرح عابسًا، بينما كان هو ومضيفه، متدثرَين في معطفَيهما، يسيران جَيئةً وذهابًا في الشرفة في صباح اليوم التالي، بعد رحيل السيد مانجان. وفجأة أفصح عما يدور في عقله.

وقال: «في غضون دقائق قليلة، سأتطرَّق إلى الهدف العظيم من زيارتي. لديَّ أخبار عظيمة ورائعة لك. لكن يمكن تأجيلها.»

سأل دوميني بفضول: «هل حان وقت العمل؟» وأضاف قائلًا: «آمل أن تتذكر أنه حتى الآن أنا لم أكد أستقرُّ هنا.»

أوضح سيمان بطريقةٍ جافة: «فيما يتعلق باستقرارك هنا، أود أن أقول شيئًا.» وأضاف قائلًا: «لقد عرَفْنا الكثير عن بعضنا البعض منذ أن التقينا في كيب تاون. لقد تمكنتُ من الحكم على شغفي والهدف من حياتي. من بين تلك الأوقات الفاصلة التي تُعتبر ضرورية للإنسان، ما لم يكن نظامُه سينهار إلى قطعٍ مثل الغبار الجاف، رأيتَ شيئًا أيضًا. أنا على ثقةٍ من أنك لن تُسيء فهمي عندما أقول إنه بصرف النظر عن ضرورات عملي؛ فأنا رجل عاطفي.»

غمغمَ دوميني بتكاسل: «أنا على استعداد للاعتراف بذلك.»

«لقد أخذتَ على عاتقك مهمةً عظيمة. لقد كانت، بلا شك، ضربةَ حظٍّ خارقةً تلك التي جلبت الرجل الإنجليزي، دوميني، إلى معسكرك في اللحظة التي تلقَّيت فيها أوامرك من المقر الرئيسي. لقد قوبلتْ خُطتك التي وضعتها بنفسك بكل تشجيع منَّا. وستُوضع في موقعٍ فريدٍ لتحقيق هدفك النهائي. الآن تذكَّر كلامي جيدًا ولا تُسِئ فهْمي. إن العامل الرئيسي لتقدمنا هو القسوة. واتخاذ خطوة واحدة للأمام نحو تحقيق هذا الغرض يستحق التضحية بكلِّ ما يمكن تخيُّله من ضمير وكِياسة. ولكن عندما يكون مسار عملٍ معيَّن بلا فائدة لغرضنا، أرى قبحًا فيه. إنه يُكدرني.»

سأل دوميني: «ماذا تقصد بحق الجحيم؟»

أجاب سيمان: «أنام وإحدى أذنَيَّ مفتوحة.»

«حسنًا؟»

تابع سيمان: «رأيتُك تغادر غرفتك في وقتٍ مبكِّر هذا الصباح، وتحمل الليدي دوميني بين ذراعيك.»

كانت توجد خطوطٌ دقيقة من الشحوب تحت سمرة وجه دوميني. وكانت عيناه تتلألآن مثل المعدن. لم يستطِع التحكُّم في صوته إلا عندما تنفَّس مرةً أو مرتين بسرعة.

سأل: «ما شأنك بهذا الأمر؟»

أمسك سيمان بذراع رفيقه.

وقال: «انظر هنا، نحن في تحالفٍ وثيق جدًّا بحيث لا يمكن أن يخدع أيٌّ منا الآخَر. أنا هنا لمساعدتك لتحلَّ محل رجل آخر، فيما يتعلق بممتلكاته، ومنصبه، وشخصيته التي، بالمناسبة، تتولَّى أنت إعادةَ تأهيلها. سأذهب إلى ما هو أبعد من ذلك. سوف أعترف أنه ليس من شأني التدخلُ في أي علاقة غرامية عادية قد تدخل فيها، ولكن — سأقول لك هذا، يا صديقي، في وجهك — ليس من أفعال النبلاء البروسيين خداعُ سيدة ضعيفة الذكاء، مهما كانت جميلةً، للاستفادة من وضعك بوصفك زوجها المفترض، باستثناء أن يكون ذلك لخدمة المصالح الحيوية لبلده.»

بدا أن شغف دوميني قد انطفأ دون أي تعبير. لم يُظهِر أدنى استياء من كلام رفيقه.

قال: «لا تخفْ يا سيمان.» وأضاف قائلًا: «الوضع حساس، لكن يمكنني التعامل معه كرجلٍ شريف.»

اعترف سيمان: «لقد أرحتَني.» وأضاف قائلًا: «يجب أن تعترف أن مشهد الليلة الماضية كان من شأنه إثارةُ القلق بداخلي.»

أوضح دوميني: «أنا أحترمك على كلماتك الصريحة.» وأضاف قائلًا: «الحقيقة هي أن الليدي دوميني كانت خائفة من العاصفة الليلة الماضية لذا جاءت إلى غرفتي. ربما تكون مُحقًّا من أنني عاملتُها بكل الاحترام والتعاطف الذي تتطلَّبه أوضاعنا.»

علَّق سيمان بعد التفكير مَليًّا: «يبدو أن الليدي دوميني، تتوهَّم أحداثًا معينةً بطريقةٍ مثيرة للفضول.»

«كيف؟»

«الانطباع السائد في الجوار هنا هو أنها مهووسة بشكل رئيسي بموضوع واحد — كُرهها لك. من المعروف أنها أقسمت أن تموت إذا نمتَ في هذا المنزل مرةً أخرى. أنت بطبيعة الحال، لكونك رجلًا شجاعًا، تجاهلتَ كل هذا، ولكن في الصباح بعد ليلتك الأولى هنا كان يوجد دمٌ على منامتِك.»

ارتفع حاجبا دوميني ببطء.

وعلَّق بسخريةٍ لا إرادية: «أنت تتلقَّى المعلومات من مصدرٍ جيد هنا.»

كان الردُّ المقتضب: «هذا — من أجل مصلحتك ومصلحتنا — أمرٌ ضروري.» وأضاف قائلًا: «فلأتابع حديثي؛ الأشخاص الذين يُعانون من عقل غير سليم يتمسَّكون بأفكارهم بشكل ملحوظ. وبالتأكيد لم يكن يوجد أيُّ شيء يدل على القتل في سلوكها تجاهك الليلة الماضية. ألا يمكنُك أن ترى أن الموقف الودود للغاية من جانبها قد يصبح مدمِّرًا لمخططاتنا؟»

«كيف؟»

أوضح سيمان: «إذا صارت هُويتك موضعَ شك في أي وقت — ويجب أن أعترف بأنَّ احتمالية ذلك تقلُّ كل يوم — فإن حقيقة أن الليدي دوميني قد نسيَت كل عدائها لك بهذه السرعة سيكون دليلًا افتراضيًّا قويًّا على أنك لستَ الرجلَ الذي تدَّعيه.»

وافق دوميني: «فكرة بارعة وممكنة جدًّا. ومع ذلك، فإننا نتحدَّث طَوال هذا الوقت عما تُقرُّ أنت نفسك بأنه مشكلة جانبية.»

اعترف سيمان: «أنت مُحِق. حسنًا، إذن، اسمع. هذه لحظة رائعة لك يا صديقي.»

«اشرح لو سمحت.»

«سأفعل ذلك. لقد رأيت دليلًا، خلال الأيام القليلة الماضية، على أن خلفك منظمةً لا يُمثل المالُ لها شيئًا. إنه نفس الشيء في الدبلوماسية كما في الحرب. ستدفع ألمانيا ثمنَ ما تنوي تحقيقه. أمسِ حُوِّل تسعون ألفَ جنيه إلى حسابك للتخلُّص من بعض الرهون العقارية. في غضون أشهر قليلة أو بضع سنوات، سيستفيد أحدُ أقارب آل دوميني البعيدين إلى هذا الحد. لا يمكننا استردادُ المال. إنه مجرد بند في نفقاتنا اليومية.»

اعترف دوميني: «لقد كانت بالتأكيد طريقةً رائعة لتوطيد علاقتي بالآخرين.»

أوضح سيمان: «رائعة، ولكنها الأكثرُ أمانًا على المدى الطويل.» وأضاف قائلًا: «لو أنك كنتَ قد عُدتَ رجلًا فقيرًا، لانقلب الجميع ضدك؛ ولظهرت الشكوكُ التي لم تُثَر حتى الآن على الإطلاق؛ والأهم من ذلك، ربما لم تكن لتتمكَّن من أخذِ مكانك في المجتمع، وهو أمرٌ ضروري للغاية لتعزيز خطتنا.»

تساءل دوميني: «ألم يَحِن الوقت بعدُ لتصبح الطريقة أوضحَ قليلًا لي؟»

أجاب سيمان: «كانت هذه ستُصبح مهمتي هذا الصباح، لكن من أجل الأخبار التي أحملُها. ومع ذلك، اسمح لي أن أعِدَك بهذا. لن يُطلب منك أبدًا الانحدارُ إلى الطرق الملتوية للجاسوس العادي. نريدك لغرضٍ مختلف.»

«وماذا عن الأخبار؟»

قال سيمان بجدية: «أعظم رغبة في قلبك على وشك أن تتحقَّق. لقد أعرب القيصر عن رغبته في رؤيتك وإعطائك تعليماتِه شخصيًّا.»

توقَّف دوميني فجأةً عند الشرفة. وسحب ذراعه من ذراع رفيقه وحدَّق فيه دون أيِّ تعبير على وجهه.

وصاح: «القيصر؟» وأضاف قائلًا: «هل تقصد أنني سأذهب إلى ألمانيا؟»

أجاب سيمان: «سنبدأ على الفور.» وأضاف قائلًا: «أنا شخصيًّا لا أعتبر الإجراء سِريًّا أو ضروريًّا. ومع ذلك، فقد تُقرِّر ذلك دون استشارتي.»

احتجَّ دوميني قائلًا: «إنني أعتبره انتحارًا.» وأضاف قائلًا: «ما التفسير الذي يمكنني تقديمه للذَّهاب إلى ألمانيا، من بين جميع دول العالم، قبل أن يكون لديَّ وقتٌ للاستقرار هنا؟»

أوضح رفيقُه: «ذلك في حد ذاته لن يكون صعبًا.» وأضاف قائلًا: «فالعديد من المناجم التي اشتُرِيت فيها حصةٌ باسمك تُدار برأس مالٍ ألماني. من السهل أن نتخيَّل حدوث أزمة في إدارة أحدها. ونطلب تصويتَ زملائنا المساهمين. لا داعي لأن تشغل بالك بشأن ذلك. وفكِّر في روعة الأمر! تخيَّل لو رُفِعَت عقوبة النفي عنك يومًا واحدًا فقط. سوف تتنفَّس هواء أرض الوطن مرةً أخرى.»

تمتم دوميني: «سيكون ذلك رائعًا.»

وعد سيمان: «ستكون لك بمثابةِ نَسمةٍ من الأشياء التي ستحدث في المستقبل. والآن، إلى العمل. كم أحب العمل! ها هو ذا الجدول الزمني، يا صديقي، وسائقك.»

رُتِّب لمغادرة الرجلين في الصباح إلى نورويتش بالسيارة ومنها إلى هارويتش. بعد أن أبدل دوميني ملابسَه بملابس السفر، أرسل رسولًا للسيدة أنثانك، التي جاءت إليه على الفور في مكتبه. سحب لها كرسيًّا، لكنها رفضَت أن تجلس.

قال: «سيدة أنثانك، أودُّ أن أعرف لماذا كنتِ راضيةً بالبقاء مرافقةً لزوجتي طوال السنوات العشر الماضية؟»

ذُهِلَت السيدة أنثانك من مفاجأة الهجوم.

وأجابت بعد توقفٍ للحظة: «الليدي دوميني احتاجت إليَّ.»

سأل: «هل تعتقدين أنك كنتِ أفضلَ رفيق ممكن لها؟»

أجابت المرأة: «لم تكن أبدًا مستعدةً لقَبول أي شخص آخر.»

استفسر: «هل أنت مخلصةٌ جدًّا لزوجتي؟»

من الواضح أن السيدة أنثانك، بالرغم من تجهُّمها وشراستها، كانت مرتبكةً من تتابع أسئلة دوميني.

سألت: «لو لم أكن كذلك، هل كنت سأمكث هنا كلَّ هذه السنوات؟»

تابع: «أكادُ لا أفهم ما حقُّ زوجتي عليكِ. علاوة على ذلك، أعلم أنك من أولئك الذين يؤمنون بشدة أنني قتلتُ ابنك. هل رعاية زوجتي عملٌ مسيحي، إذن — ردٌّ للشرِّ بالخير؟»

سألت بقسوة: «ماذا تريد أن تقول لي بالضبط، يا سير إيفرارد؟»

أجاب دوميني: «أودُّ أن أقول إنني عازم على استعادة زوجتي لصحتها. لهذا السبب، سأُحضر متخصصين إلى هنا، وقبل كل شيء سأغيِّر لبعض الوقت مكانَ إقامتها. شعوري الخاص هو أنها ستتمتع بفرصةٍ أفضلَ بكثير للتعافي من دون مرافقتك.»

سألت المرأة: «هل تجرؤ على إبعادي؟»

اعترف دوميني: «ذلك ما أنوي فعْلَه.» وأردف قائلًا: «لم أتحدَّث إلى الليدي دوميني بعد، لكنني آمُل أنه قريبًا جدًّا سيجعلها تأثيري عليها راضيةً بالانصياع لرغباتي. أعتبر نفسي مسئولًا عن مستقبلك من الناحية المالية. لذا سأعطيكِ ثلاثمائة جنيهٍ في السنة.»

أظهرت المرأة أولى علاماتِ ضَعفها. وبدأت ترتجف. كانت ثمةَ نظرةُ خوف غريبة في عينيها.

صاحت: «لا يُمكنني مغادرة هذا المكان، يا سير إيفرارد.» وتابعت قائلةً: «يجب أن أبقى هنا!»

سأل: «لماذا؟»

أجابت بتجهُّم: «الليدي دوميني لا تستطيع الاستغناء عني.»

أجاب: «ذلك القرار يعود إليها. أنا شخصيًّا، من التحقيقات التي أجريتُها، أعتقد أنكِ عزَّزتِ بداخلها تلك الخرافاتِ السخيفةَ حول شبح ابنك. وأعتقد أيضًا أنك أحييتِ فيها روحَ الكراهية غير المنطقية التي شعرَت بها تجاهي.»

صرخت المرأة: «هل تُسميها غير منطقية؟» وتابعت قائلةً: «أنت الذي أتيت إليها ويداك ملطَّختان بدماء الرجل الذي، لو كنت بقيت بعيدًا، لربما أحبَّته يومًا ما؟ هل تُسميها غير منطقية؟»

قال دوميني: «لقد أنهيتُ ما كان عليَّ قولُه، يا سيدة أنثانك. وأجد نفسي مضطرًّا بسبب أعمال هامةٍ إلى المغادرة لمدة يومين أو ثلاثة أيام. وعند عودتي سأشرع في التغييرات التي أطلعتك عليها. وفي غضون ذلك» أضاف وهو يشاهد تغيُّرًا غريبًا في تعبيرات وجه المرأة: «لقد أرسلتُ هذا الصباح رسالةً إلى الطبيب هاريسون، وطلبتُ منه أن يأتيَ بعد ظهر اليوم وأن يعتنيَ شخصيًّا بالليدي دوميني حتى عودتي.»

وقفت ساكنة تمامًا تنظرُ إليه. ثم اقتربت قليلًا وانحنت إلى الأمام، كما لو كانت تدرسُ وجهه.

وتمتمت قائلة: «أحد عشر عامًا تُغيِّر الكثيرَ من الرجال، لكنني لم أعرف قط رجلًا يتبدل حالُه من ضعيفٍ إلى قوي.»

أجاب دوميني: «لم يتبقَّ لديَّ ما أقوله لك، باستثناء أن أخبرك بأني قادم لرؤية زوجتي في غضون بضع دقائق.»

•••

أُطلق بوق السيارة بالفعل بالأسفل عندما دخل دوميني جناح زوجته. كانت ترتدي ثوبًا فضفاضًا من اللون القرمزي الدافئ، وكانت كأنها تنتظر وصولَه بترقُّب. بدا أن شعور الكراهية قد اختفى من وجهها الشاحب، ومن أعماقِ عينيها الناعمتين بغرابة. مدَّت يدَيها تجاهه. كان حاجباها مجعَّدين قليلًا. كان يكمن في أسلوبها خيبةُ أملِ طفلة.

تمتمت: «هل أنت ذاهبٌ بعيدًا؟»

قال لها: «بعد لحظاتٍ قليلة.» وأضاف قائلًا: «كنت أنتظر رؤيتكِ لمدة ساعة.»

ظهر التجهُّم على وجهِها.

«السيدة أنثانك هي السبب. أظن أنها أخفت أشيائي عن قصد. كنتُ متلهفة جدًّا لرؤيتك.»

قال: «أريد أن أتحدثَ معك عن السيدة أنثانك.» وأضاف قائلًا: «هل ستحزنين إذا أبعدتُها ووجدتُ شخصًا أصغر منها وألطف ليكون رفيقك؟»

بدت الفكرةُ خارج حدود فهمها.

أعلنت: «السيدة أنثانك لن ترحل أبدًا.» وأردفت قائلةً: «فهي تبقى هنا لتستمع إلى الصوت. وتنتظر أحيانًا طوال الليل لتستمع، ولا يأتي. ثم تسمعُه، فتستريح.»

سأل: «وأنتِ؟»

اعترفت: «أنا خائفة.» وأردفت قائلةً: «ولكن، كما ترى، أنا لستُ قويةً جدًّا.»

استفسر بقلق: «هل تُحبين السيدة أنثانك؟»

أجابت بنبرة متحيرة: «لا أظنُّ ذلك.» وتابعت قائلةً: «أظن أنني أخاف منها كثيرًا. ولكن لا فائدة من ذلك، يا إيفرارد! فلن ترحل.»

قال دوميني: «سنرى عندما أعود.»

وضعت يدَيها على ذراعه.

وتمتمت: «يؤسفُني جدًّا أنك ذاهب.» وتابعت قائلةً: «أتمنى أن تعود قريبًا. هل ستعود … يا زوجي؟»

كانت أظافرُ دوميني مغروزةً في يديه المضمومتين.

ردَّ واعدًا: «سأعود في غضون ثلاثة أيام.»

تابعت بسرية: «هل تعلم، شيءٌ ما خطر ببالي مؤخرًا. لقد تحدثتُ عنه أمس، لكنني لم أخبرك به. لا داعيَ للخوف مني بعد الآن. أنا أفهم.»

سأل بصوتٍ أجش: «ماذا تفهمين؟»

استطردت قائلةً وهي تخفض صوتها قليلًا وكأنها تهمس في أذنه: «لا بد أنني علمتُ هذا في نفس اللحظة التي وضعت فيها خنجري على حلقِك، عندها اختفت فجأةً الرغبةُ في قتلك. أنت تُشبهه كثيرًا في بعض الأحيان، لكنك لست إيفرارد. أنت لستَ زوجي على الإطلاق. أنت رجلٌ آخر.»

شهق دوميني شهقةً صغيرة. واستدار كلاهما نحو الباب. كانت السيدة أنثانك تقفُ هناك، ووجهها الهزيل القاسي مُضاءٌ ببريق شيء يُشبه الانتصار، وعيناها تلمعان. كرَّرت شفتاها، لا إراديًّا، الكلماتِ الأخيرةَ لسيدتها.

«رجل آخر!»

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤