عامر وجدي

تنغَّص عليَّ صفوي بالأحداث التي ألمَّت بالبنسيون. لقد ركنت إليه لأنعم بشيء من الهدوء الضروري لشيخوختي. وبشيء من عزاء الذكريات عن الخيبة المريرة التي مُنيت بها في ختام حياتي العملية. لم يجرِ لي في الظن أنه سينقلب ميدانًا لمعارك وحشية قُدَّر لها أن تنتهيَ بجريمة قتل دامية.

ودبَّ فيَّ بعض نشاط فغادرت حجرتي مُنضمًّا إلى ماريانا وطلبة مرزوق بمجلسنا المعهود بالمدخل. وددت أن أرى زهرة ولكن اضطراب ماريانا وتهجُّم طلبة منعاني من استدعائها إلى جوٍّ سيضيق حتمًا بأحزانها ولن يوليها الاحترام اللائق. وعلمت أنَّ حسني علَّام غادر البنسيون في ميعاده المألوف تقريبًا. إنه انفعل ساعة بالخبر الدامي ثم مضَى إلى حال سبيله، أمَّا منصور باهي فقد تأخَّر به النوم على خلاف عادته. وقالت ماريانا بتأفُّف: ها هو اليوم الأخير من السنة، ختمها أسوأ ختام، فماذا يخبِّئ لنا العام الجديد؟!

فتساءل طلبة مرزوق في ضجر عصبي: أي متاعب ستلاحقنا هنا!

فتمتمت بصوت واهن: ما دمنا أبرياء …

فقاطعني بحدَّة: أنت متحصِّن بشيخوختك، فلن يضيرك شيء.

وترامى إلينا صوت باب منصور وهو يُفتح. ذهب إلى الحمَّام. رجع إلى حجرته بعد نصف ساعة.

وما لبِثَ أن ظهر من وراء البارفان، مرتديًا بدلته ومعطفه، ولكنَّه طالعنا بوجه شديد الشحوب ونظرة مُعتِمة وقسمات متصلِّبة. أخبرته المدام بأنَّ إفطاره مُعَدٌّ، ولكنه رفضه بهزَّة من رأسه دون أن ينبِس. أقلقنا منظره بلا شك، وكانت المدام أسرعنا في الإفصاح عن ذاك القلق فقالت له: اجلس يا مسيو منصور .. أأنت على ما يرام؟

قال دون أن يجلس: على خير ما يُرام، لقد نمت أكثر من المعتاد، هذا كل ما هنالك!

فقالت وهي تشير إلى الجريدة المطروحة على الكنبة: أما سمعت الخبر؟

لم يبدِ أيَّ اهتمام بشيء فقالت: سرحان البحيري .. وُجد قتيلًا في طريق البالما.

نظر إليها طويلًا. لم يدهش، لم ينزعج، ولكنه ظلَّ ينظر في عينيها. كأنما لم يسمع قولها، أو لم يفهمه، أو أنه يعاني مرضًا أخطر ممَّا نتصور. ودعته ماريانا إلى قراءة الخبر في الجريدة فألقى عليه نظرة متمهِّلة هادئة، وأبصارنا مركزة عليه، ثم رفع رأسه وهو يقول: أجل .. وُجد قتيلًا.

قلت له بإشفاق: إنك متعب فلتجلس.

فقال ببرود أو لعلَّه ذهول: إني بخير.

فقالت ماريانا: نحن كما ترى في غاية من الاضطراب.

نقَّل بصره بين وجوهنا ثم سأل: لِمَ؟

– نتوقَّع أن يجيء البوليس فيُقلق راحتنا.

– لن يجيء.

فقال طلبة مرزوق: ولكن البوليس كما تعلم …

فقاطعه قائلًا بهدوء: أنا قاتل سرحان البحيري.

ومضَى نحو الباب قبل أن نفْقَه قولَه ففتحه ثم نظر إلينا قائلًا: سأذهب إلى البوليس بنفسي.

وأغلق الباب وراءه .. تبادلنا نظرات ذاهلة، مضَى وقت ونحن نترامق في ذهول وصَمْت. ثم هتفت ماريانا بخوف: إنه مجنون!

فقلت: بل إنه مريض.

تفكَّر طلبة مليًّا ثم قال: ولعلَّه هو القاتل.

فصاحت ماريانا: ذلك الشاب المُهذَّب الخجول!

وقلت بإشفاق: إنه مريض بلا شك.

وتساءلت ماريانا: ولِمَ يقتله؟

فتساءل طلبة بدوره: ولِمَ يعترف بأنه القاتل؟

قالت ماريانا: لن أنسى صورة وجهه، لقد مسَّ عقلَه شيء.

فقال طلبة مؤيِّدًا رأيه: لقد كان آخر المتشاجرين معه.

فقلت معترضًا: ما من أحد إلا وتشاجر معه.

فأشار ناحية حجرة زهرة وقال: هناك يستقرُّ السبب.

فقلت مُحتَدًّا: ولكنه الوحيد الذي لم يُبدِ نحوها أيَّ اهتمام خاص.

– لا يعني ذاك أنه لم يحبَّها، أو أنه لم يرغب في الانتقام من غريمه فيها.

– يا سيدي، لقد تركها سرحان وذهب.

– ولكنه أخذ قلبها، كما أخذ شرفها!

– صَهْ .. لا تفتري على الناس بغير يقين.

وتساءلت ماريانا: تُرى هل يذهب حقًّا إلى البوليس؟

وتواصل الحديث محمومًا حتى أرهقنا، وعند ذاك هتفت: فلنكف .. كفاية .. ولنسلِّم إلى المقادر.

•••

أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ * أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ * وَلِلهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَى اللهِ الْمَصِيرُ.

سرعان ما تعبت عيناي من القراءة. غادرت الحجرة إلى المدخل والساعة تدقُّ الرابعة مساءً. وجدت ماريانا غارقة في الكتابة فراحت تقول لي: أول ليلة رأس السنة تمرُّ بي وكأنها ليلة مأتم.

فقال طلبة مرزوق بحزم: إياكم والعودة إلى حديث الهمِّ والكدر.

فقالت المدام بغضب: لقد سقط النحس على البنسيون، إني واثقة من ذلك، وعلى زهرة أن تذهب، فلتبحث عن رزقها في مكان آخر.

أصابت غضبتها قلبي فقلت بإشفاق: إنها بريئة يا ماريانا، سيئة الحظ، وقد لجأت إليكِ في محنتها.

– أصبحت أتشاءم منها.

فرْقَع طلبة بأصابعه كأنما قد تلقَّى فكرة جديدة سعيدة وقال: ماذا يمنعنا من الاحتفال بليلة رأس السنة؟

فقلت بدهشة: ماذا يمنعنا! .. يا له من قول مضحك.

تجاهلني .. وقال لماريانا: استعدي يا عزيزتي .. سنسهر معًا كما اتفقنا!

تشكَّت المرأة قائلة: أعصابي … أعصابي يا مسيو طلبة.

– لذلك أدعوك للسهر.

تغيَّر الجو. بالقياس إليهما على الأقل. وراحا يناقشان الاقتراح بجِديَّة. وجاء آنذاك حسني علَّام من الخارج فأعلن عن عزمه على الانتقال من البنسيون إلى مقام جديد. وقصَّت عليه المدام قصَّة منصور باهي الغريبة فتلقَّاها بدهشة كبيرة وناقشها وقتًا، ثم هزَّ كتفيه العريضَين كأنما ينفضهما عنه، وراح يُعِدُّ حقيبته، ثم ودَّعنا وانصرف.

وتمتمت عقب انصرافه بحزن: عدنا وحدنا كما كنا.

فقال طلبة بمرح: لنحمد الله على ذلك.

انبعثت فيهما روح نشاط دفَّاق جرفت من قلبيهما شوائب القلق والكآبة. ازيَّنت ماريانا كالأيام الخالية.

ارتدت فستان سهرة كحلي اللون فأضفى على بياض بشرتها نصاعة وبهاء، ومعطفًا أسود ذا طوق من الفرو الأصيل. وانتعلت حذاءً مذهَّبًا. وتحلَّت بقُرْط من الماس وعِقْد من اللؤلؤ. ارتدَّت غانية جذَّابة نبيلة، وتوارت أمارات الكِبَر تحت قناع المساحيق. ترامقنا هُنَيهة وهي واقفة وسط المدخل وقفة استعراضية. ثم ضحكت بفرح بنت مراهقة ومضت هي تقول لطلبة: سأنتظرك عند الحلَّاق.

•••

وجدت نفسي وحيدًا، لا أنيس لي إلا عواء ريح عاتية. ناديت زهرة. ثلاث مرَّات ناديتها قبل أن تظهر من وراء البارفان. وقفت تعلوها مظاهر الحزن والهزيمة والانكسار حتى خُيِّل إليَّ أنها ضؤلت واحدودبت.

أشرت إلى الكنبة فدلفت إليها في صمت، ثم استقرَّت تحت تمثال العذراء. شبكت ذراعيها على صدرها ورَنَت إلى الأرض. عصر قلبي عطف وحنان حتى امتلأت قنوات عينيَّ بدمع غدة مضمحلَّة لم يعد من الميسور لها أن تروِّح عن صاحبها بالبكاء. قلت: لماذا تبقين وحدك كأنَّكِ بلا صديق؟ أصغي إليَّ، أنا رجل عجوز بل عجوز جدًّا كما ترين، وقد تعثَّر تيار حياتي ثلاث مرَّات أو أربع، تمنَّيت عند كلِّ مرَّة أن أقتل نفسي، وكنت أهتف من قلب مكلوم: «لقد انتهى كلُّ شيء.» وها أنتِ ترينني على رأس عمر مديد لا يظفر به إلا الأقلُّون، ولم يبقَ من عثرات اليأس إلَّا ذكريات غامضة بلا طعم ولا رائحة ولا معنى كأنما كانت من تجارب شخص آخر.

استقبلت كلماتي بلا حماس وبلا فتور. قلت: لنترك أحزاننا لزمن يبري الحديد ويفتِّت الحجر، ولكن عليكِ أن تفكِّري في مستقبلك، الحقُّ يا زهرة أن المرأة لم تعد تريدك.

فبادرتني بشدَّة: لا يهمُّني ذلك.

– ماذا أعددت للمستقبل؟

قالت وهي ترنو إلى الأرض ما تزال: كالماضي تمامًا حتى أحقِّق ما أريد.

تنسَّمت في قولها عزيمة ردَّت إليَّ الروح فقلت: حسن أن تواصلي تعليمك وأن تتدرَّبي على مهنة، ولكن كيف توفِّرين لنفسك الأمن والرزق؟

قالت بثقةٍ وتحدٍّ: في كل خطوة أجد من يعرض عليَّ عملًا.

قلت برقَّة أستعين بها على إقناعها: والقرية .. ألا تفكِّرين في العودة إليها؟

– كلَّا .. إنهم يُسيئون بي الظن.

فقلت فيما يشبه التوسُّل: ومحمود أبو العباس؟ .. له عيوبه بلا شك، ولكنكِ قوية وستستطيعين أن تقوِّميه وأن تدفعيه إلى ما هو خير.

– ليس دونهم سوء ظن بي.

تنهَّدت في تسليم أسيف وقلت: أودُّ أن أطمئنَّ عليكِ يا زهرة، إني أحبك. هو حب متبادَل فيما أعتقد. وباسمه سأرجوكِ أن تقصديني عند الشدة.

رمقتني بامتنانٍ وحبٍّ فقلت: مهما يكن من مرارة التجربة الماضية فلن تغيِّر مرارتُها من طبيعة الأشياء، ستظل غايتك المنشودة هي العثور على ابن الحلال.

أحنت رأسها وهي تتنهَّد.

– وستجدين حتمًا ابن الحلال الجدير بك .. إنه موجود الآن في مكان ما، ولعلَّه يتحيَّن اللحظة المناسبة.

غمغمت بكلام لم أتبيَّنه، ولكن حدَّثني قلبي بأنه كلام طيب، فقلت: ما تزال الدنيا بخير، وستكون كذلك إلى الأبد.

لبثنا جالسَين نراوح بين الصمت والمناجاة. وبعد وقت غير قصير استأذنت في الانصراف ثم ذهبت إلى حجرتها.

مكثت وحدي طويلًا حتى استيقظت — تسلَّل النوم إليَّ وأنا لا أدري — على صوت الباب وهو يُفتح.

دخلت ماريانا وطلبة مرزوق ثملَين وهما يغنِّيان، وصاح بي الرجل: ماذا أبقاك هنا أيها العجوز؟

تثاءبت في ذهول وأنا أتساءل: كم الساعة؟

فأجابت ماريانا بلسان مخمور: مضت ساعتان من العام الجديد.

وإذا بالرجل يشدُّها إلى حجرته وهو يُقبِّلها فتطاوعه بعد تمنُّع لا خطورة له، ثم أغلق الباب وراءهما. جعلت أنظر إلى الباب المغلق وكأنني في حلم!

•••

جمعتنا مائدة الإفطار صباحًا وكنَّا وحدنا. لم تظهر ماريانا على حين ذهبت زهرة بعد إعداد المائدة.

نظرت إليه فوجدته مريضًا أو كالمريض. قلت له مداعبًا: صباحية مباركة!

تجاهلني مَليًّا، ثم تمتم: يا لك مِن نحس!

رفعت إليه عينيَّ مستطلعًا فضحك رغمًا منه وقال: كان فشلًا مُزريًا ومضحكًا معًا.

تساءلت متغابيًا: عمَّ تتحدث؟

– إنك تعرف تمامًا عمَّا أتحدث يا ثعلب.

– ماريانا؟

غلبه الضحك مرَّة أخرى ثم قال: حاولنا المستحيل، فعلنا كلَّ ما يمكن تخيُّله، ولكن بلا فائدة، ولمَّا تجرَّدَت من ملابسها تبدَّت كمومياء من شمع مذاب، فقلت لنفسي: يا للتعاسة!

– لقد جُننت!

– وإذا بآلام الكُلى تنتابها! تصور، وبكت، واتهمتني بأنني أمثِّل بها!

•••

تبعني إلى حجرتي بعد الإفطار. جلس على كرسيٍّ أمامي مباشرة وهو يقول: يُخيَّل إليَّ أنني سأسافر إلى الكويت قريبًا، أفتاني المرحوم بذلك.

– المرحوم؟

– سرحان البحيري.

وضحك ضحكة قصيرة ثم قال بلا مناسبة ظاهرة على الأقل: أراد أن يُقنعني بالثورة بمنطق غريب.

نظرت إليه متسائلًا فقال: أكَّد لي أنه لا بديل للثورة إلَّا واحد من اثنين .. الشيوعيين أو الإخوان. فظن أنه دفعني إلى ركن مسدود.

فقلت بإيمان: ولكن ذلك هو الحق.

ضحك ساخرًا ثم قال: بل يوجد بديل ثالث.

– ما هو؟

– أمريكا!

هتفت بغيظ: أمريكا تحكمنا؟

فقال بهدوء حالم: عن طريق يمينيين معقولين، لِمَ لا؟

ضقت بأحلامه فقلت: اذهب إلى الكويت قبل أن تُجَنَّ.

•••

ها هي الصحف تحمل إلينا أنباء الجريمة. إنها تترادف غريبة ومتناقضة. لقد اعترف منصور باهي بالقتل، ولكنه لم يقنع أحدًا بالباعث عليه. قال إنه قتل سرحان البحيري لأنه — في نظره — يستحقُّ القتل. ولماذا يستحقُّ سرحان البحيري القتل؟ لِصفاتٍ وتصرُّفاتٍ هي مرذولة في ذاتها، ولكنها ليست بقاصرة عليه، فلِمَ اختاره بالذات؟ بمحض الصدفة، وكان من المحتمل أن يختار غيره. هكذا أجاب. مَن ذَا الذي يقتنع بذلك الكلام؟ أيكون الفتى مجنونًا؟! هل يدَّعي الجنون؟

وإذا بتقرير الطبيب الشرعي يؤكد أن الوفاة نتجت عن قطع شرايين رسغ اليد اليسرى بموسى حلاقة، وليس بضرب الحذاء كما اعترف القاتل، وبذلك رجَّح أن تكون الوفاة نتيجة انتحار لا قتل.

وأخيرًا اكتُشفت العَلاقة بين القتيل وبين جريمة تهريب الغزل، وبذلك تَوَكَّدَ الانتحار.

وتساءلنا عن العقوبة التي يستحقُّها منصور باهي. أجل .. ستكون حتمًا عقوبة طفيفة، وسوف يستأنف حياته ولكن بأي قلب وبأي عقل؟ وقد قلت بحزن: إنه فتًى رائع ولكنه يعاني داءً خفيفًا، عليه أن يَبْرأ منه.

•••

ها هي زهرة كما رأيتها أول مرَّة لولا مسحة من الحزن. أنضجتها الأيام الأخيرة أكثر ممَّا أنضجتها أعوام العمر السابقة جميعًا. تناولتُ الفنجال من يدها وأنا أداري انقباضي بابتسامة.

قالت بصوت طبيعي: سأذهب صباح الغد.

كنت حاولت إثناء ماريانا عن رأيها، ولكنها أصرَّت عليه بعناد. ومن الناحية الأخرى صارحتني زهرة بأنها لن تقبل البقاء حتى لو عدلت المدام عن رأيها.

وعادت تقول بثقة: سأكون أحسن مما كنت هنا.

فقلت بحرارة: حمدًا لله!

فافترَّ ثغرُها عن ابتسامة حنون وهي تقول: ولن أنساك ما حييت أبدًا.

أشرت إليها أن تُقرِّب وجهها مني، ثم قبَّلت خديها بامتنان وأنا أقول: أشكركِ يا زهرة.

ثم همست في أذنها: ثقي من أن وقتك لم يَضِعْ سُدًى؛ فإن مَن يعرف مَن لا يصلحون له فقد عرَف بطريقة سحرية الصالح المنشود.

وكعادتي لدى جَيَشان الصدر، هُرعت إلى سورة الرحمن، فَرُحت أتلو: الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ * الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ * وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ * وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ * أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ * وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ * وَالْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ * فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الْأَكْمَامِ * وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤