آكية … سنوات الطفولة
«وفجأةً غمَرني إحساسٌ مفاجئٌ وحادٌّ بأن انتقالًا هامًّا في حياتي لا بد سيحدث بعد ذلك الوعد الذي ألزمتُ نفسي به، وكان من العسير أن يقفَ أيُّ شيءٍ حائلًا بيني وبين الوفاء بذلك الوعد.»
يُقدم الأديب النيجيري «وول سوينكا»، في سيرته الذاتية الآسرة «آكية … سنوات الطفولة»، لوحةً نابضةً بالحياة لسنواته الأولى؛ حيث يرسم ببراعةٍ عالمًا غنيًّا بفضول الطفولة واكتشافاتها. يبدأ «سوينكا» الطفلُ بتَوقِه الشديد للانضمام إلى عالم الكبار، فيتسلل خُفية إلى مدرسة شقيقته «تيني»، ويجلس بين التلاميذ مُتحديًا صغر سِنه. وداخل هذا العالم، ينكشف له معنى الحياة عبْر تفاصيل البيت والكنيسة والسوق، وذلك تحت إشراف أبٍ صارمٍ يعمل ناظرًا لمدرسة، وأمٍّ قويةٍ تُلقَّب ﺑ «المسيحية المتوحشة». لا تخلو طفولة «سوينكا» من الصدمات؛ ففاجعة وفاة شقيقته الصغرى «فولاساد» تترك أثرًا عميقًا في نفسه. ومع مرور وقتٍ قصير، يجد الطفل نفسه شاهدًا على أحداثٍ سياسية واجتماعية كُبرى تُسهِم في تشكيل وعيه الناشئ. وتُتوَّج الرواية بلحظةٍ فارقة؛ حيث يغادر «سوينكا» بيتَ الطفولة مُتجهًا للدراسة في مدينةٍ أخرى، إيذانًا بمرحلةٍ جديدةٍ من النضج والانفتاح على العالم.