فلما كانت الليلة ٤٥٠

قالت: بلغني أيها الملك السعيد، أن الجارية لما قال لها الطبيب: أخبريني عن هيكل العظام. قالت: هو مؤلَّف من مائتين وأربعين عظمة، وينقسم إلى ثلاثة أقسام: رأس، وجذع، وأطراف. أما الرأس: فتنقسم إلى جمجمة، ووجه؛ فالجمجمة مركَّبة من ثمانية عظام، ويضاف إليها عظميات السمع الأربع، والوجه ينقسم إلى فكٍّ علوي، وفكٍّ سفلي؛ فالعلوي يشتمل على إحدى عشرة عظمة، والسفلي عظمة واحدة، ويضاف إليه الأسنان، وهي اثنتان وثلاثون سنًّا، وكذا العظم اللامي. وأما الجذع فينقسم إلى سلسلة فقارية، وصدر وحوض، فالسلسلة مركَّبة من أربعة وعشرين عظمة تُسمَّى الفقار، والصدر مركَّب من القفص والأضلاع التي هي أربع وعشرون ضلعًا في كل جانب اثنتا عشرة، والحوض مركَّب من العظمين الحرقفيين والعجز والعصعص. وأما الأطراف فتنقسم إلى طرفين علويين، وطرفين سفليين؛ فالعلويان ينقسم كلٌّ منهما أولًا: إلى منكب مركب من الكتف، والترقوة، وثانيًا: إلى عضد، وهو عظمة واحدة، وثالثًا: إلى ساعد مركب من عظمتين هما: الكعبرة والزند، ورابعًا: إلى كف ينقسم إلى رسغ، ومشط، وأصابع، فالرسغ مركب من ثمانية عظام مصفوفة صفين، كلٌّ منهما يشتمل على أربعة عظام، والمشط يشتمل على خمسة عظام، والأصابع عدتها خمس، كلٌّ منها مركب من ثلاثة عظام تُسمَّى السلاميات، إلا الإبهام فإنها مركبة من اثنين فقط، والطرفان السفليان ينقسم كلٌّ منهما أولًا: إلى فخذ هو عظمة واحدة، وثانيًا: إلى ساق مركب من ثلاثة عظام: القصبة، والشظية، والرصفة، وثالثًا: إلى قدم ينقسم كالكف إلى رسغ، ومشط، وأصابع، فالرسغ مركَّب من سبعة عظام مصفوفة صفين: الأول فيه عظمان، والثاني فيه خمسة، والمشط مركب من خمسة عظام، والأصابع عدتها خمس، كل منها مركبة من ثلاث سلاميات، إلا الإبهام فمن سلاميَّين فقط.

قال: أحسنتِ، فأخبريني عن أصل العروق؟ قالت: أصل العروق الوتين، ومنه تتشعب العروق، وهي كثيرة لا يعلم عددها إلا الذي خلقها، وقيل إنها ثلاثمائة وستون عرقًا كما سبق، وقد جعل الله اللسان ترجمانًا، والعينين سراجين، والمنخرين منشقين، واليدين جناحين. ثم إن الكبد فيه الرحمة، والطحال فيه الضحك، والكليتين فيهما المكر، والرئة مروحة، والمعدة خزانة، والقلب عماد الجسد، فإذا صلح القلب صلح الجسد كله، وإذا فسد فسد الجسد كله. قال: أخبريني عن الدلالات والعلامات الظاهرة التي يُستدَل بها على المرض في الأعضاء الظاهرة والباطنة. قالت: نعم، إذا كان الطبيب ذا فهم نظر في أحوال البدن، استدلَّ بجس اليدين على الصلابة والحرارة واليبوسة والبرودة والرطوبة، وقد توجد في المحسوس دلالات على الأمراض الباطنة كصُفْرة العينين فإنها تدل على اليرقان، وتحقُّف الظهر فإنه يدل على داء الرئة. قال: أحسنتِ. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتَتْ عن الكلام المباح.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤