الفصل السابع عشر

التفكير التشبيهي (الأنالوجي الزائف)

false analogy; analogical fallacy

وقد يتقاربُ الوصفان جدًّا
وموصوفاهما متباعدان
المتنبي
وجهُك يا عَمرو فيه طولُ
وفي وجوه الكلاب طول
مَقابحُ الكلب فيك طُرًّا
يزول عنها ولا تَزولُ
ابن الرومي

***

يفيد «الأنالوجي» (المماثلة) analogy بحد ذاته وجود مماثلة جزئية بين ملامح شيئين أو حدثَين أو تصورين تسمح بمقارنةٍ ما بينهما.
ويمكن تجريد الصورة المنطقية لقياس الأنالوجي كالتالي:
«أ» يشبه «ب»،
«ب» هو «ج»؛
إذن «أ» هو «ج» مثل «ب».
ويقع المرء في مغالطة «الأنالوجي الزائف» false analogy أو الضعيف عندما يَعقِد مقارنةً بين أمرين ليس بينهما وجهٌ للمقارنة، أو أمرين بينهما مجرد تشابه سطحي وليس بينهما وجه شبه يتصل بالشأن المعْنِيِّ الذي تريد الحجة أن تُثبتَه.

يتألف «الأنالوجي الزائف» من افتراض أن الأشياء المتشابهة في وجهٍ من الوجوه لا بُدَّ من أن تكون متشابهة في وجوه أخرى، وعليه فما دام شيئان، «أ» و«ب»، متماثلين في جانب من الجوانب فإنهما، إذن، متماثلان في جوانب أخرى، أو في جميع الجوانب!

(١) أهمية الأنالوجي ومشروعيته

من الحق أن قدرًا كبيرًا من معرفتنا يقوم على إدراك التشابه بين الأشياء؛ ومِن ثَمَّ تصنيفها في فئات، ويقوم على التعميم من أمثلةٍ محددة إلى صورٍ عامة أو مبادئ مجردة، وعلى التعلم من سابقات الوقائع من أجل تعزيز الفائدة وتجنب الضرر، وعلى تطبيق معرفتنا بشيءٍ ما في تناولنا لشيءٍ آخر مشابه. في القياس الفقهي مثلًا يُستخدم الأنالوجي استخدامًا مشروعًا ولا غنى عنه، ويُعَرَّف بأنه «إلحاق جزئي بجزئي آخر في حُكمه لمعنى مشتركٍ بينهما، مثال ذلك أن نقول: النبيذ كالخمرة فهو حرام.»١

وفي مجال القضاء كثيرًا ما يُستخدم القياس على سابقةٍ (أو سوابق) قضائيةٍ لوجود مماثلة مع القضية الراهنة، بل إن معنى القوانين وروحَها لا تتبلور ولا تبزغ إلا بكدح القضاة في تطبيقها على الحالات الخاصة قاضيًا تلوَ آخر، وحالةً تلو أخرى، ويكون الأنالوجي في ذلك هو قوام الفهم ومِلاك التأويل.

وليس من قبيل المبالغة أو الغلو أن نقول إن كل صور الاستدلال وإعمال العقل، وكل ضروب الإدراك الحسي والذهني، إنما تستند إلى قدرتنا على تمييز أوجه التشابه ذات الصلة ومعاينة القواسم المشتركة من خلال هذا التدفق الكاليدوسكوبي لأشياء العالم وأحداثِه ومَرائيه.

(٢) حدود الأنالوجي ومخاطره

غير أن الأشياء (وكذلك المواقف والأحداث والتصورات) لا يمكن أن تتماثل تمامًا، وإلا لكانت العلاقةُ بينها علاقة «هوية» identity لا مجرد «تماثل» analogy (راجع مبدأ لَيْبِنتز)،٢ فهناك دائمًا نقطةٌ ينهار عندها التماثل ويبدأ تدفق الاختلافات، ثمة دائمًا نقطة فراقٍ ما دام أعضاء كل فئة إنما يجمعهم التماثل لا الهوية، هنالك يكون التمادي بالتماثل حيث لا تماثل هو ضرب من السخف والامتناع والعته الصميم، أشبه بمحاولة الكتابة على الماء أو محاولة تشييد الصروح على الرمال المتحركة.

(٣) الأنالوجي المجازي (البياني/التصويري) figurative analogy

تُعَد الصور البيانية، من تشبيه واستعارة … إلخ، وسائط ضروريةً لنقل الأفكار وتوصيل المعلومات وتقريبها إلى الأذهان، تتيح لنا الصور البيانية أن نتحدث عن مفاهيم جديدةٍ غير مألوفة للمستمعين في حدودٍ قديمةٍ مألوفةٍ لديهم، استنادًا إلى وجه شبهٍ معين بين الفكرة المجهولة التي نريد إيضاحها لهم والفكرة المألوفة التي يعرفونها من الأصل، وامتدادًا بخصائص أخرى للمألوف لكي توازي خصائصَ أخرى للمجهول، تضطلع هذه المَلَكة التصويرية البيانية بدورٍ كبيرٍ في التفكير والتواصل، وتمثل عنصرًا حيويًّا من عناصر الفهم والإفهام.

غير أن الصور البيانية لا يمكن أن تُستخدم استخدامًا مأمونًا إلا كوسيلة إيضاحِ لمعنى معين يرمي إليه المتحدِّث، إنها أدواتٌ للتعبير وليست مصادرَ للمعرفة، إنها وسائلُ لتقريب الأفكار لا للبرهنة عليها، وسائط للتوصيل لا للتدليل، للإفهام لا للإفحام، إذا أراد المرء مثلًا أن يُفسر التغيرات التي تعتور الإنسان وهو يتقدَّم من الشباب إلى الشيخوخة فإن له أن يكتب فقرةً بيانية مُنَمَّقة يقول فيها:

ما أشبهَ الحياةَ بالنهر: يدرج كغديرٍ مرحٍ، ثم يَستوي تيارًا عاتيًا، ثم يرزح في نهاية المطاف واهنًا كليلًا حتى يتبددَ في البحر.

ولكن ليس لأحدٍ أن يستمد من هذا، ومن معرفته بالأنهار، مبادئ عن إدارة الأعمال أو عن العلاقات الإنسانية!

وانظر إلى هذا الرأي التشبيهي للملك جيمس الأول:

النظام الجمهوري هو نظامٌ زائفٌ ومدمِّر؛ ذلك لأن الملك هو رأس الدولة، وإذا أنتَ فَصَلتَ الرأس عن الجسد فلن تعودَ بقية الأعضاء تؤدي وظائفها، وسيموت الجسدُ كله.

هكذا يَتَبدَّى بؤسُ التفكير التشبيهي: فالدولة لا تشبه الجسدَ الحي إلا مجازًا وتصويرًا بيانيًّا، ولا يمكن أن يُستنبَط من هذا التماثل أي قواسمَ مشتركةٍ حقيقية تجمع بين الجسد والدولة.

وقد يذهب جميع الشموليين نفس المذهب، فيقولون إن الدولة أشبه بالجسد، يعمل على أفضل نحو إذا كان ثمة دماغٌ حادٌّ يديره؛ لذا فإن الحكومات المتسلطة أكثرُ كفاءةً من غيرها من الحكومات.

لا تتطرق أي من هذه التشبيهات الزائفة التي تُشَبِّه الدولة بالجسم الحي إلى الحديث عن كبد الدولة أو بنكرياسها أو آليات الإخراج بها!

ويلحق بذلك تشبيه الحضارات بالكائن الحي، وهو تشبيهٌ تزخر به تفسيرات التاريخ ونظرياته، ففي محاولة إضفاء معنى ما على مسار التاريخ تبزغ كل صنوف المقارنة. إن جميع الحضارات السالفة تشترك في أنها الآن ماضٍ وأنها كانت ذات يومٍ حضاراتٍ وأنها قبل ذلك لم تكن، ومن هذه الحقائق الثلاث النافلة المبتذلة خلص كثيرٌ من المؤرخين إلى «تشبيه دورة الحياة» life cycle analogy: فالتعاقب البسيط «غير حي حي لم يَعُد حيًّا» يستدعي مقارنةً لا تقاوم بالكائن الحي، وقد بلغ الغلو بالبعض إلى أن يمتد بالتشبيه إلى تبرير الاستعمار، ذلك أن الحضارة حين تبلغ أشدها فمن الطبيعي أن تنزع إلى التكاثر بأن تنثر بذورَها في أماكن بعيدة!
وفي مجال نظرية العلاقات الدولية ثمة مغالطة شهيرة يُطلق عليها domestic analogy، تقوم على تشبيه العلاقات بين الدول بالعلاقات بين الأفراد بحيث إن الأمورَ البينشخصية interpersonal — أخلاقياتها وعلاجها — يتم إسقاطها على مبادئ السياسة الخارجية!

وجدير بالذكر أن تأثير الأنالوجي الزائف قد يكون مدمرًا إذا انقلب ضد من استخدَمه، فمن التقنيات الفعالة في فن المناظرة أنه إذا استخدم الخصمُ تشبيهًا لكي يدعم حجته فما عليك سوى أن تمسك بطرف هذا التشبيه وتمطه في اتجاهٍ يخدم حجتَك أنت، فينقلب السحر على الساحر! عندئذ سيضطر خصمك إلى التسليم بأن تشبيهه لم يكن موفقًا، وسيخسر نقاطًا في نظر الجمهور، مثال ذلك أن يقول رئيس اللجنة (في مشروع لا تستريح له أنت ولا تأمَن عواقبه):

ونحن إذْ نبحر قُدمًا في لجنتنا الجديدة دعوني أُعرب عن أملي في أن نتكاتف سويًّا من أجل رحلةٍ سلسة.

فبوسعك عندئذٍ أن تقول:

السيد رئيس اللجنة على حق، ولكن تذكَّروا أن المجذِّفين كانوا دائمًا يوضعون في سلاسل ويُضربون بالسياط، وكانوا إذا غرقت السفينةُ يغرقون معها!

(٤) أنالوجي يتلمَّظ بدمٍ بشري!

إنك لا يمكنُكَ أن تصنع عجَّةً دون أن تكسر بيضًا.

لينين

منذ أن جادت قريحة لينين بهذه الصورة المعجبة أصبح هذا التشبيه البياني في القلب من فلسفة الثورات والانقلابات، وغدا ذريعةً مقنعةً غاية الإقناع لسحق المعارضة دون رحمة: أية رحمة؟! إنك في مرحلة شديدة الخصوصية من مراحل سير التاريخ، أنت فيها إما قاتل وإما مقتول، وعندما تَقتُل وأنت في هذه المرحلة فإن عليك أن تستأصل؛ لكي تستيقن من أنك وارَيت العدوَّ وثأره، أي أن تتخلص من الطبقة الحاكمة والمعارِضة وكلِّ من لديه بهما أدنى صلة حتى الأجنة في البطون! حسنٌ فالغاية تبرر الوسيلة على كل حال، وقسوتُك، بعد كل شيء، مبطنةٌ بالرحمة: الرحمة بالطبقات الكادحة وهي الغالبية العظمى دائمًا وأبدًا!

غير أن هذه «المرحلة التاريخية» (التي تُصوَّر دائمًا على أنها عابرةٌ مؤقتة) تظل «مقيمة» لا تبرح! فلما كانت الأهداف المثالية البعيدة المنال يتأخر مجيئها طويلًا، وفترة خنق النقد والمعارضة تطول أكثر فأكثر، فإن الاضطهاد والاستبداد سيزدادان حِدةً (وإن خلصت النوايا)، وبالضبط لأن المقاصد والأهداف تُرَى مثالية فإن الفشل المستمر في تحقيقها جديرٌ بأن يؤدي إلى القذف بالتهم وادعاء أن «شخصًا ما يهز القارب!» — لا بُدَّ أن هناك تخريبًا، أو تدخلًا أجنبيًّا، أو قيادةً فاسدةً (إذ إن جميع التفسيرات الممكنة التي تستثني الثورة نفسها تتضمن بالضرورة خبثًا وشرًّا من جانب شخصٍ ما)، حينئذٍ تبرز ضرورة كشف المذنبين واستئصال شأفتهم، ومن طلب مذنبين وجد مذنبين! وهنا يكون النظام الثوري قد غرق إلى الأذقان في دمٍ غليظ.٣
ولعل الترياق الشافي من هذا الأنالوجي الدموي هو أنالوجي مثله! هو تشبيه «قارب نويرات» (نسبة إلى أوتو نويرات Otto Neurath من حلقة فينا):

إن البشر أشبَهُ ببحارة سفينةٍ في عرض البحر: يمكنهم أن يُصلِحوا أي جزء من السفينة التي يعيشون فيها، ويمكنهم أن يصلحوا السفينة كلها جزءًا جزءًا، ولكن لا يمكنهم أن يصلحوها كلها دفعةً واحدة.

(٤-١) أمثلة أخرى للتفكير التشبيهي

  • من العبث أن نبذل كل هذا الجهد في محو أمية الكبار، ذلك أنه لا فائدة، بعد كل شيء من البكاء على اللبن المسكوب.

  • التعليم المدرسي كالعمل التجاري يحتاج إلى استراتيجية تنافسية تؤدي إلى تزايد الربح.

  • يجب أن نسمح للطلاب باصطحاب كتبهم في الامتحانات، ألا يستخدم المحامون المذكرات القضائية في مرافعاتهم، ويستشير الأطباءُ الأشعةَ في جراحاتهم؟ (لاحظ أن العنصر الجوهري في هذه الأفعال مختلف: فالمرافعة والجراحة هي «تطبيق» للمعرفة، أما الامتحانات فمن المفترض أنها «اختبار» للمعرفة.)

  • المسدس كالمطرقة، كلاهما أداةٌ معدنية من الممكن أن تستخدم في القتل، فلماذا يُباح تداول المطارق ويُحظر تداول المسدس؟

  • المستخدَمون أشبه بالمسامير، فالمسامير لا تؤدي فعلها ما لم تطرقها على رأسها، وكذلك المستخدمون.

  • العلم أشبه بالكعك، يَحْسُنُ أن تصيبَ منه جزءًا يسيرًا، فإذا أسرفتَ في تناوله أصاب أسنانك بالتسوس، كذلك العلم إذا أوغلتَ فيه وتبحرتَ أصاب عقلك بالجنون.

  • «الإنسان ليس جزيرة (منعزلة) … إلخ.» (دائمًا ما يُستخدم هذا الأنالوجي لتبرير رؤية جمعية أو تمرير أجندة اشتراكية أو شمولية، ولكن هذا بالطبع ما يكونه كل إنسان على التحقيق: الفرد فرد، يولد وحده ويموت وحده ويملك وحده امتياز الدخول إلى عالمه الذاتي الخبروي.)

  • تدفق الكهرباء أشبه بتدفق الماء، فكلما زاد سُمك السلك زاد التيار الكهربي المتدفق.

  • العقول كالأنهار، قد تكون عريضة (المجال)، وكلما كان النهر أعرض كان أكثر ضحالةً، إذن كلَّما زاد العقل اتساعًا زاد سطحيةً أو ضحالة!

  • إن لدينا قوانين نقاء الأطعمة، وقوانين سلامة الأدوية، فلماذا لا تكون لدينا قوانين تضمن نقاء أفلام السينما والروايات والقصص؟

  • الشعر أرقى من الرواية؛ لأن قارورة عطر واحدة أثمن من مائة شتلة من الفل. (يمكنك بنفس التشبيه أن تقول: نعم ولكن النزهة في مشاتل الفل هي أبهى وأبهج من حبسه في قارورة!)٤

(٥) كُتابنا والتفكير التشبيهي

من المؤسف حقًّا أن كثيرًا من كُتابنا ومتحدِّثينا الأكثر رواجًا وإقناعًا لا يفعلون في أغلب الأحيان أكثر من أن يُلبسوا أفكارَهم أثوابًا من الاستعارات والتشبيهات، قلنا إنه لا بأس بذلك البتة، وربما يكون ضرورة لتيسير الفهم وتقريب التناول، غير أنهم يظنون أن مهمتهم انتهت عند هذا الحد، ويتوهمون أنهم بهذه التشبيهات والمماثلات قد فرغوا من عبء البرهان وأثبتوا نظرياتهم بما لا يدع للشك مجالًا! الحق أنهم إذا أثبتوا شيئًا فإنما يثبتون أنهم ما زالوا سادِرين في التفكير البدائي «قبل المنطقي» pre-logical من حيث الولوع بمجرد الشبه وأخذه مأخذ البَيِّنة.

من طَلَبَ شَبَهًا وجده … ثمة دائمًا وجه شبهٍ بين أي شيئين من أشياء العالم مهما تباينا واختلفا، وإذا أدمن المرءُ التفكير التشبيهي فلن يُعجِزَه أبدًا أن يجد لكلِّ شيءٍ شبيهًا وأن يُقيِّض لكل شيءٍ مثلًا.

ومن طرائف ذلك أن لويس كارول قدَّم لقُرائه لغزًا عبثيًّا لا معنى له: ما وجه الشبه بين الغراب والمكتب؟! غير أنه لم يعدم من بين قُرَّائه من وجدوا أوجه شبهٍ كثيرة! منها ما كتبه إليه أحدُ القُراء من أن وجه الشبه بين الغراب والمكتب هو أن إدجار ألان بو كتب عن الأول وعلى الثاني! (wrote on both).
١  في تعريفات الجرجاني: «القياس في اللغة عبارة عن التقدير، يُقال قِست النعل بالنعل إذا قدَّرتُه وسويته، وهو عبارة عن ردِّ الشيء إلى نظيره.» وفي الشريعة عبارة عن المعنى المستنبَط من النص لِتعَدِّيه الحكمَ من المنصوص عليه إلى غيره، وهو الجمع بين الأصل والفرع في الحكم.
٢  ينص مبدأ ليبنتز Leibniz’s principle ويُسمَّى أيضًا «هوية اللامتمايزات» identity of indiscernibles على أن الشيئين المتميزين إحصائيًّا (أي أنهما حقًّا شيئان اثنان) لا يمكن أن يشتركا في جميع الخصائص.
٣  Popper K. R., “The Open Society and Its Enemies”, Vol. 2, fifth edition, Princeton University Press, 1966, pp. 158–168.
٤  أخذ الأستاذ العقاد بهذا الرأي في تفضيل الشعر على الرواية، وأتى في ذلك بتشبيهٍ معجب إذ يقول (في كتابه «في بيتي»): «… وما أكثرَ الأداةَ وأقَلَّ المحصول في القصص والروايات … إن الأداةَ في الشعر موجزة سريعة والمحصول مسهبٌ باقٍ، ولكنك لا تصل في القصة إلى مثل هذا المحصول إلا بعد مرحلة طويلة في التمهيد والتشعيب، وكأنها الخرنوب الذي قال التركي عنه، فيما زعم الرواة، إنه قنطار خشب ودرهم حلاوة!» ومن عجيب المصادفات، رغم ذلك، أن للأستاذ العقاد بيتين من الشعر هما بمثابة ردٍّ على هذا التشبيه نفسه بتشبيهٍ آخر: يقول الأستاذ العقاد (مستقصيًا المعنى كعادته):
ليست خلاصةُ كلِّ شيءٍ غُنيةً
عنه وإن كانت خلاصةَ ماهر
فالشهدُ وهو خلاصةُ الأزهار لا
يُغني العيونَ عن الربيع الزاهر

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤