غلطة قلم
«هتف أحد زبائنهما وهو يرقُبهما، كمَن يرقُب أعزَّ حبيب، أو كطفل جائع ينتظر ثدي أمِّه: وصلوا، وصلوا … ورَد القات ورَد، ورَد … ظلَّ يردِّد هُتافه حتى وصلت المركَبة أمامهم.»
في هذه المجموعة القصصية يمنحنا الروائي «أحمد قاسم العريقي» إطلالةً على المجتمع اليمني قُبَيل ثورة يناير اليمنية عامَ ٢٠١١م، ويُطلعنا على كثير من الخرافات التي تفشَّت بين اليمنيين، ويسلِّط الضوء على الفساد الحكومي. نلتقي في هذه المجموعة ﺑ «العمَّة سعدة» وحكايتها مع الدجَّال الذي لم تُصلِح تعاويذه ما بينها وبين زوجها، بل عجَّلت بطلاقِها، وعندما عادت إليه أقنَعها بأنه المكتوب! ونقرأ أيضًا قصةَ الحلَّاق الموهوم مع السياسي الأخرس، وقصة «مانع» و«صالح» المهرِّبَين اللذين انتحلا شخصيتَي طبيبَين، وقصة «عامر» الذي مات بينما كان زملاؤه يتنقَّلون به بين المستشفيات التي رفضت استقباله، وقصصًا أخرى عديدة نكاد نشم رائحةَ «القات» في أجوائها؛ هذا المخدِّر الذي تفشَّى في المجتمع اليمني تفشِّي النارِ في الهشيم، فكان أحدَ أسباب تأخُّره وتدهوره.