خارطة الطبيب
صاح راشد: ألمٌ شديد يا دكتور يعصرني.
جسَّ الطبيب مكانَ الألم.
– آه، آه، آه … يا دكتور هُنا، هُنا الألم يا دكتور أي، أي … أرجوك سكِّن هذا الألم بسرعة يا دكتور بسرعة.
– نعم الحالة حرجة جدًّا، تحتاج لرعاية خاصة. ثم أخرج كرتًا به عنوان مستشفًى خاص، وخلف الكرت خارطة الوصول إليه.
وقف راشد أمامه يتلوى من الألم، والطبيب يشرح خارطته؛ المؤدي إلى … والمُتقاطع مع … و… ثم قال: أمَّا هنا في المستشفى العمومي يا عزيزي، فلا أضمن لك نجاح العملية لعدم توفر الإمكانيات.
– يا دكتور صِفْ لي إبرة للصيدلية تسكِّن ألمي الآن فقط، وسنذهب بعد ذلك.
– لا، لا بدَّ أن تتحمَّل قليلًا، وهناك سنعطيك كلَّ ما هو مطلوب.
– لكن يا دكتور تكلفة العملية هناك غالية، والمشافي الخاصة لا ترحم.
– نعم يا عزيزي، لهم سعرهم الخاص، لكن سوف أساعدك ولن تكلِّفك أكثر من مائتين وخمسين ألف ريال.
– لا، لا أقدر، هذا كثير!
– مائة وخمسون.
– لا أستطيع أن أدفع هذا المبلغ.
– مائة ألف، ولن أستطيع بعد ذلك أن أخفِّض أكثر.
– يا دكتور ليس لديَّ إلا خمسون ألف ريال فقط.
– هَمْ … تقديرًا لظروفك قبِلت.
قاده من محطة الترانزيت إلى مستوصف في حضيرة. لم تنجح العملية لكن راشد حمدَ الله على نجاته.