الضيف الثقيل
تجمَّع الأهل والأقارب من المدعوين في بيت والد العروس «ماجدة». قبل العُرس بأسبوع، منهم مَن أتى من القرية، ومنهم مَن حضر من مدينة أخرى، وأصبح المنزل فندقًا مكتظًّا بالرواد وحديقةً يلعب فيها الأطفال.
لم يتَّسع البيت للضيوف، فبادر جارهم بإخلاء منزله لينزلوا فيه.
في اليوم الأول، عبث الأطفال بترتيب البيت المعتاد، وفي اليوم الثاني، اختفت الزهور، وطارت بعض الأكواب والصحون من النافذة، وفي اليوم الثالث، كُسرت بعض التُّحف، أمَّا النساء فلم يفارقن «المداعة» أبدًا، وضاق فضاء البيت بالدخان.
تحوَّل المنزل إلى مطعم مزدحم بالزوار، يُقدِّم لكل ضيف ذوقَه من أصناف الطعام، أما القات فقد حُجزت مزارع خاصة لهذه القوارض.
ضاق صدر الأب من سلوك الأطفال، ذهب إلى زوجته غاضبًا وقال لها: لا بدَّ أن تُهدئي هؤلاء الصغار وإلَّا … ردَّت قائلة: لا، لا يا رجل، هُم ضيوفنا.
أنا سأجنُّ قبل العُرس، ضعي حدًّا لهؤلاء الشياطين، لماذا يتركون هؤلاء الآباء صغارهم يعبثون ويخرِّبون؟! ظلَّت الابتسامة البلاستيكية مرسومةً على وجه الزوج والزوجة لكل ضيف بالتساوي حتى لا يغضب أحد.
عبثت النساء بمحتويات العروس وكأنه معروضٌ للبيع، وأبدى الكثير منهن عدم الرضا، وقلن: ما هذا! لديها فقط ثلاثون فستانًا، اثنا عشر زوجًا من الأحذية، عشرة مناشف، ومن الملايات عشرون، وليس لديها حزام ذهب، والعطور لا تكفي، وفستان الزفاف ذيله قصير … و… وأكمل الضيوف شهرَهم وغرقت الأسرة في الديون.