ملكة جَمال العُرس
تسلَّمت النساء كروت دعوة زفاف «زهرة» ذُكر فيها، سيقام في فندق النجم الساطع في ليلة ٢٦ / ١٢ / ٢٠١٠م، وبدأت النسوة الاستعداد لهذا الحفل الكبير.
أسرع بعضهن بالذهاب إلى الخيَّاطة، لتخيط لها أحسنَ ثوب، ليس له مثيل في المدينة — حيث جرَت العادة بين النساء، أن الثوب الملبوس لعرس، لا يُلبس لعرس آخر — وذهب الكثير منهن إلى الكوافير، ليَبدُون أجمل مِن العروسة، وكأنهن في مسابقة ملكة جمال العُرس.
حضرن الحفل من كل حَدَب وصوب في المدينة، وبدت صالة الحفل في الفندق، كحفلة رقص أوروبية من القرن التاسع عشر، ومن بين الحاضرات سعيدة وصديقتها مريم، اللتان حضرتا من القرية.
انبهرت سعيدة لِما رأته في الحفل، ثم قالت لصديقتها: انظري يا مريم، لقد ركبنا بساط الريح من القرية إلى حفلة في أوروبا … ردَّت مريم وهي فاتحة ثغرها: إنني أشعر بالخجل من ثوبي هذا، يا ليتني لم أحضُر.
نظرت سعيدة إلى مجموعة من الفتيات وهن يرقصن وقالت: هل شاهدتِ مثل هذا؟!
ردَّت مريم: نعم في التلفزيون.
ثم التفتت سعيدة شمالًا وهتفت: انظري، يا سلام! تمشي مثل الحمامة … وتلك تسحب ذيلها كالطاووس … (ثم ضحكتا): وتلك شَعرها واقفٌ كالتاج على رأسها.
ثم رأينَ مَن تختال بثوبها، ومَن تزهو بتسريحة شعرها، ومنهن بجمالها، وبرقصها الغربي والشرقي، ومَن تجيد كلَّ أنواع الرقص، ومنهن مَن تخترع رقصًا جديدًا، ويصبح التنافس على أشدِّه بينهن وينسين العروس.