كلمة لا بدَّ منها
عقدتُ هذا الكتاب على تسعةٍ وثلاثين فصلًا، وختمتُهُ بموجزٍ هو بمنزلة خلاصةٍ له، وقد توخَّيْتُ أَلَّا تكون هذه الفصول متناسقة في الطول، ولا في الْقِصَر، ليشعر القارئ بأن ما كان منها قصيرًا يجد مثل موضوعه شيئًا كُثَارًا في تصانيف النحاة واللغويين الأقدمين على اختلاف عصورهم وطبقاتهم.
وأما الفصول الطوال، فهي من وضعي، فلا يصيب القارئ ما يضارعها في أسفار القابضين على اليراع؛ فأشبعتُ البحث قولًا، وإن لم أقُلْ كل ما كنت أود أن أقوله؛ لأن ما تعرضت له لم يذكره غيري، أو ربما يستغربه المطالع أو ينكره عليَّ.
وقد تعودتُ سماع النقد، بل أقذع النقد وأقبحه حتى مَرَدتُ عليه، فإن كان القائل مصيبًا في قولهِ أو في بعض قولهِ أجبتهُ، وإلا نبذتهُ نبذ النواة، تاركًا له الدهر لِيُؤَدِّبَهُ، فهو أحسن مؤدِّب لِمَنْ يأكل قلبهُ الحسد أو الحقد أو الضغينة أو ما تريد أن تسمِّيَهُ، وكفى.
من أعضاء مجمع اللغة العربية الملكي