الرسالة السابعة عشرة

وقالت حضرتها في العدد الثاني من الفتاة مقرظة لتلك الجريدة بتاريخ ١٣ جُمادى الثانية سنة ١٣١٠، وها هو كما يأتي:

قد أشرقت علينا زهرة الفتاة بازغة من أفق أفكار المخدرات تُعرب عن در مقال كأنه الجريال، وتوضح عن معانٍ كأنها السلسال خطت بيراع العقائل والأوانس، وتوشحت بما زانها عن عرائس الأفكار وأفكار العرائس، وتدبجت بمحاسن الفرائد والنواهد، وتجلت عن مُحيَّا العوانس والخرائد.

فيا لها من مجلة حَوت فرائد الفوائد ما لم يَحوِه غيرها من المجلات ذات المحامد؛ حيث ظهرت في سماء الشرف تزيده نورًا وبهاءً عن الشمس والبرق، ولرقة معانيها وحسن مبانيها رأيت عليها من الناس الإقبال، وهم بغاية الإعجاب بها والإدلال، فنسأل الله تعالى المتعال، أن يجعل لها النجاح مدى الدهور والأعوام، في ظل مولانا الأفخم ودوارينا المعظم، من صارت العلوم والآداب في عصره تنمو، مولانا وعزيز مصرنا عباس باشا حلمي — حفظه الله لنا، وجعل مدة ملكه صفو وهناءً — وإليك بإربة الأدب أقدِّم هذه الأبيات:

عِز الفتاة يزينُ أرباب الأدب
وبها ازدهى الجنسُ اللطيف كما أحب
جاءت لنا هندٌ تزف فَتاتها
حور المعاني المسفرات ولا عجب
وغدت مُحلاةً بكل فضيلة
جمعتْ حضارتها فَصِيحات العرب
وصفتْ فلو وصفتْ جمالَ سماتها
أفكارُنا مالت وملنا في طرب
لله دَرُّ فَتاتِنا وفنونها
فلقد حَوتْ من كل معنًى منتخب
فلْيهنأِ الجنسُ اللطيف بنشأة
ما كان يبلغها الزمان ولو طلب
بُشرى بنات الشرق إنَّ فتاتنا
وفَّت بما ترجو وتمَّ لنا الأدب
وزهت فقلت مع الهنا تاريخها
عِز الفتاة يزينُ أرباب الأدب
سنة ١٣١٠

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤