الرسالة السابعة والعشرون

وأرسلت حضرتها لجريدة النيل تهنئة على حلول عامها الجديد، فدرجت في العدد ٢٩٩ بتاريخ ١٦ جمادى الآخرة سنة ١٣١٠، وها هي كما قالت:

إليك أقدم فروض التهاني أيها النيل السعيد بقدوم عامك الجديد، واتساع جداولك الراوية لرياض الأفكار الجارية على صعيد مصر الأفئدة بما ترسمه على المخيلات من الفوائد والأخبار. إليك أقدم رسوم التهاني يا منبع الحكم، ومُروِّي غرائس العلوم، ومُورِق أزهار الفضيلة والفنون، فلا زال موردك العذب منهلًا لكل صادر ووارد، تسقي برائق علومك حدائق النفوس، وتكشف بنسمات معارفك غمائم الجهل بما ترقمه من صفحات هاتيك الطروس «أقول»:

ونيل قد جرى في أرض مصر
يحاكي نيلها الطامي الجليلا
فهذا مده من بحر علم
وذاك مسلسل يروي العليلا
تهنأ أيها المولى بعام
أفاض اليُمن والعز الجميلا
يبشرنا بأن العلم ينمو
وأن الجهل شارَف أن يزولا
فلا زالت لنا الأيام تزهو
ويجرى نيلنا بالصفو نيلا

فأرجوك أيها البحر الطامي أن تقبل معذرتي عما أقدمه، مع علمي أن ما أوردته إليكم إنما هو كمن أخذ بفمه جرعة وأراد أن يزيد بها ماء البحر.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤