الرسالة السادسة والخمسون

الوطنية
وكتبت سؤالًا في جريدة الأهالي الصادرة في ٩ مايو سنة ١٨٩٥:

سؤال أوجه به إلى حضرات أرباب الأقلام، والعلماء الأعلام من رجال العصر وأبناء مصر الذين خاضوا في عباب العلوم، وبحثوا في أدق الكلم وأرق المعاني، وأظهروا للناس من نور مشكاتها قبسًا ليهتدوا به في غياهب الجهل وظلمات الهمجية، وهم «مرهم الوطنيين الذين يقضي عليهم القانون بالانتظام في سلك القرعة العسكرية؛ لأن الوطن يجمع الكثير من الناس؛ فمنهم السوريون والأتراك والبربر والهنود والمغاربة وغير ذلك، والبعض من هؤلاء الأجناس تابع للدولة العلية، فهل يوجب القانون عليهم الانتظام في سلك العسكرية ويطلق عليهم اسم الوطنية أم لا؟»

وقد أشكل على أفكار العموم معنى نسبة الوطنية وحقيقتها، وأبهت على كل إنسان حتى على أرباب الجرائد الذين يلزم أن يكونوا أعلم الناس بها؛ لأني أرى أن كل الجرائد منتسبة إلى أنها وطنية، وإن كانت أجنبية الأصل كالفارد الكندري، والإجبسيان والبسفور والأهرام والمقطم وأمثالها؛ فالمعنى في هذه النسبة أرجو الإفادة عن ذلك؟ نعم، وإن كانت لائحة المستخدمين خوَّلت الحق في الوطنية لكل من أقام في القطر المصري خمس عشرة سنة فأكثر، ولكن هذه غير كافية للتعريف عن حقيقة الوطنية، فأكرر رجائي مرة أخرى وأستمنح الإفادة.

زينب فواز

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤