دعاء

اللهم!

بالشعر، بل ببيان أبلغ من الشعر، كنت تخاطب القرون الخالية على لسان رسلك وأنبيائك.

وبالفن، بل بقدرة أعظم من الفن، صوَّرت في لوح الوجود هذه الدنيا: أرضها وسماءها، مهادها وأطوادها، بحارها وأنهارها، أزهارها وأطيارها، وخلقت فيها الخير والشر، والصحة والمرض، والغنى والفقر، والهناء والشقاء، وكذلك الحرب والسلم وشيئًا بينهما، كانوا يدعونه تارةً السلم الحربي، وتارةً الحرب السلمية، وعجائب أخرى كثيرة.

وهؤلاء خلقك إذا ما اشتد حنينهم إلى وطنهم الأول، الذي أخرجت منه أباهم آدم وأمهم حواء، يلوذون بواحة لا تعرف خيرًا أو شرًّا، ولا غنًى أو فقرًا، ولا حربًا أو سلمًا … لكنْ فيها ألحان من وضع الموسيقيين، وأشكال من تخييل المصورين، وأوزان من وحي الشعراء.

اللهم أولئك هم آلك الغر الميامين.

اللهم فاجعل هذه الواحة جزءًا من فردوسك المفقود الذي وعدته المتقين.

اللهم هب لنا شعرنا اليومي، تباركت يا أحسن الخالقين!

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤